العوامل الحاسمة في قرارات المدخرين (المستثمرين) لاستثمار أموالهم في الداخل 1
المؤلف:
د . عبد الرزاق حمد حسين الجبوري
المصدر:
دور الاستثمار الأجنبي المباشر في التنمية الاقتصادية
الجزء والصفحة:
ص123 - 125
2025-05-09
362
واجمالاً يمكن القول ان العوامل الحاسمة في قرارات المدخرين (المستثمرين) العرب من أجل استثمار أموالهم في الداخل هي معدل النمو في الناتج المحلي الاجمالي مقابل الأجنبي، وسعر الفائدة في الاسواق المحلية مقابل الأجنبية، ودرجة المبالغة في سعر الصرف الحقيقي للعملات المحلية والمخاطرة السياسية والتطور في القطاع المالي. وعلى الرغم من ضخامة حجم الأموال العربية المهاجرة، الا أنه يلاحظ انخفاض نسبة مساهمة البلدان العربية في أجمالي التدفقات الخارجة من الاستثمار الاجنبي المباشر ، وتشكل نسبة ضئيلة عند مقارنتها مع البلدان النامية والعالم على السواء، وكما موضح في الجدول (5).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ص123

من الجدول السابق يتضح ان مساهمة البلدان العربية من إجمالي التدفقات الخارجة في منتصف عقد التسعينات بلغت قيمة سالبة وصلت الى (906) مليون دولار، وهو ما يمثل نسبة سالبة مقدارها (1.739%) و (0.252%) لمساهمتهما بالنسبة للبلدان النامية والعالم على التوالي، ويرجع هذا الانخفاض إلى تركز استثمار البلدان العربية في الخارج على الأصول السائلة كالودائع المصرفية والاستثمارات في الاوراق المالية الحكومية (الاستثمارات قصيرة الأجل) ونسبة ضئيلة منها تتجه الى الاستثمار المباشر (1).
ثم ارتفعت الى (2027) مليون دولارفي عام (1996) وهو ما يمثل (3.438%) و (0.533%) بالنسبة للبلدان النامية والعالم على التوالي. وعاودت الاستثمارات الخارجة من البلدان العربية الى الانخفاض في عام (1997) لتبلغ (1537) مليون دولار سواء كان ذلك من حصتها الى البلدان النامية أو العالم، حيث بلغت (2.363%) و (0.323%) على التوالي، واستمرت التدفقات الخارجة بالتذبذب أثناء عامي (1998) و (1999) فارتفعت الاستثمارات الخارجة في العام (1998) لتبلغ (1652) مليون دولار وعاودت الانخفاض في عام (1999) لتبلغ (877) مليون دولار. وبلغت أعلى مستوى لها في عام (2000) عندما بلغت (2565) مليون دولار وهي أعلى مستوى منذ عام (1996) بنسبة مئوية بلغت (2.592%) و (0.216%) بالنسبة للبلدان النامية والعالم، ويرجع هذا الارتفاع الى زيادة الاستثمارات الخليجية في هذا العام وتوزعها على مختلف الاستثمارات في السندات والاسهم والعقارات والاستثمار المباشر في الشركات الصناعية والتجارية، وانتشرت جغرافيا بواقع ثلث في بريطانيا والولايات المتحدة الامريكية، وثلث آخر في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (O.E.C.D) والثلث الأخير توزع على البلدان النامية والمؤسسات الاقتصادية الدولية كصندوق النقد العربي(2)
. وبدأت الاستثمارات العربية في الخارج بالتراجع إبتداءاً من عام (2001) لتبلغ أدنى مستوياتها في عام (2003) بواقع (3991) مليون دولار وبنسب مئوية سالبة بلغت (13.754%) بالنسبة لمساهمتها للبلدان النامية و(0.646%) بالنسبة للعالم ويرجع هذا الانخفاض الى تعرض الاستثمارات العربية في الخارج لانتكاسة بعد أحداث (11) أيلول (2001) التي أتهم العرب بها، فصودرت بعض الاستثمارات العربية لمجرد الاشتباه بها، وتعرضت استثمارات أخرى الى هزات عنيفة في الاسواق المالية العالمية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ابراهيم موسى الورد وحسين عجلان حسن (أثر عولمة تدفق حركة رؤوس الأموال الاجنبية على اقتصادات البلدان النامية) مصدر سابق، ص 101.
(2) يحيى حمود حسن، مصدر سابق، ص74.
الاكثر قراءة في الاستثمار ودراسة الجدوى الأقتصادية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة