اساسيات الاعلام
الاعلام
اللغة الاعلامية
اخلاقيات الاعلام
اقتصاديات الاعلام
التربية الاعلامية
الادارة والتخطيط الاعلامي
الاعلام المتخصص
الاعلام الدولي
رأي عام
الدعاية والحرب النفسية
التصوير
المعلوماتية
الإخراج
الإخراج الاذاعي والتلفزيوني
الإخراج الصحفي
مناهج البحث الاعلامي
وسائل الاتصال الجماهيري
علم النفس الاعلامي
مصطلحات أعلامية
الإعلان
السمعية والمرئية
التلفزيون
الاذاعة
اعداد وتقديم البرامج
الاستديو
الدراما
صوت والقاء
تحرير اذاعي
تقنيات اذاعية وتلفزيونية
صحافة اذاعية
فن المقابلة
فن المراسلة
سيناريو
اعلام جديد
الخبر الاذاعي
الصحافة
الصحف
المجلات
وكالات الاخبار
التحرير الصحفي
فن الخبر
التقرير الصحفي
التحرير
تاريخ الصحافة
الصحافة الالكترونية
المقال الصحفي
التحقيقات الصحفية
صحافة عربية
العلاقات العامة
العلاقات العامة
استراتيجيات العلاقات العامة وبرامجها
التطبيقات الميدانية للعلاقات العامة
العلاقات العامة التسويقية
العلاقات العامة الدولية
العلاقات العامة النوعية
العلاقات العامة الرقمية
الكتابة للعلاقات العامة
حملات العلاقات العامة
ادارة العلاقات العامة
صحافه الأثارة بين اختراق التابوهات وتزييف الواقع
المؤلف:
جودت هوشيار
المصدر:
السلطة الخامسة
الجزء والصفحة:
ص 25-27
2025-05-08
58
صحافه الأثارة بين اختراق التابوهات وتزييف الواقع
"الصحافة الصفراء" تعبير يتردد كثيراً على السنة الناس، قد يقصد البعض بذلك "صحافة الإثارة" سواء كانت الإثارة سياسية أو دينية أو اجتماعية، وقد يقصد البعض الآخر "الصحافة الشعبية" أو صحف "التابلويد". وهي ثلاثة أشكال من الصحافة "الخفيفة" يصعب وضع حدود فاصلة بينها، لأنها تتشابه الى حد كبير من حيث المضامين والإخراج الفني.
أيا كانت المصطلحات والمفاهيم فإن الجميع يكاد يتفق على أن "الصحافة الصفراء" تفتقر الى الصدقية والموضوعية والمصادر الموثوقة ولا يكلف العاملون فيها أنفسهم عناء التحقق من المعلومات المنشورة ولكنها – رغم ذلك تلقى هوى ورواجا لدى القراء.
يرى معظم الباحثين ان "الصحافة الصفراء " ظهرت للمرة الأولى في الولايات المتحدة الأميركية على يد Ervin Wardman))، حين أصدر صحيفة ( New York Press) في أواخر عام (1896). ولكن "الصحافة الصفراء" لم تلد عن طريق المصادفة، بل ان جذورها تمتد الى الفترة التي شهدت فيها أوروبا تحولات اقتصادية واجتماعية وثقافية كبرى عقب الثورة الفرنسية (1789 - 1799)، ومنها دمقرطة المجتمع والصحافة اثر انتشار الصناعة ونشؤ مراكز التجمعات العمالية وتقدم تكنولوجيا الطباعة والانتاج الصحفي وارتفاع مستويات الدخل وظهور الطبقة الوسطى والقضاء على نسبة كبيرة من الأمية. كل هذه العوامل مجتمعة ادت الى ظهور قطاعات عريضة من أشباه المثقفين وأنصاف المتعلمين الذين لم تعد الصحافة التقليدية الرصينة قادرة على تلبية رغباتهم، واذواقهم مما مهد لظهور ما تسمى "الصحافة الشعبية" التي تعكس الحوادث من وجهة نظر القارئ من الطبقة الوسطى. وتوقفت قراءة الصحف أن تكون حكراً وأمتيازاً للنخب السياسية والاجتماعية والثقافية ولكن القارئ العام - وهو قارئ محدود الثقافة وضيق الأفق لم يكن يتقبل المقالات الجادة للصحف الرصينة التي كانت تبدي اهتماما مكثفا بوظائف الصحافة الأساسية في المقام الأول، في حين كان الجمهور يرغب في الترفيه والتسلية.
ومنذ ذلك الحين عرف تأريخ الثقافة عموماً وتأريخ الصحافة على وجه الخصوص، اتجاهين متفاعلين ومتداخلين في أحيان كثيرة وهما "الاتجاه المعرفي" و"الاتجاه الترفيهي" وتميل "الصحافة الصفراء" الى تغليب الاتجاه الترفيهي على حساب الوظيفة الإعلامية. لقد تطور هذا النمط الجديد من الصحافة في الفترة اللاحقة وأكتسب ملامحه وسماته المتميزة في التجربة الصحفية الأميركية منذ العام (1850م) ، وأهم ما تمتاز به هذه التجربة توسع وظائف الصحافة وعدم اقتصارها على الوظيفة المعرفية والإعلامية والاهتمام المتزايد بالوظائف الجمالية والابداعية والترفيهية التي تسهم في تلبية رغبات القارئ وامتاعه واسترخائه وهروبه من مشاكله الشخصية وتأمين المشاركة الفردية في عملية الاتصال.
تسعى "الصحافة الصفراء" الى استمالة وجذب اكبر عدد من القراء بنشر مواد صحفية خفيفة تتسم بعناصر الأثارة والتشويق او الطرافة والغرابة والتركيز على المحرمات (التابوهات) والأخبار المجهلة والشائعات والفضائح والجرائم والقصص الخبرية الملفقة والعناوين الصارخة أو المضللة، وليس ثمة ما يثير اهتمام القارئ وتلهفه أكثر من الاشاعات والأقاويل والفضائح وتفاصيل من حياة المشاهير. وبطبيعة الحال ينبغي ان يكون في مثل هذه الصحف الكثير من الوقائع الساخنة والعنف. فعلى سبيل المثال يشعر القارئ بالفرح حين يكتشف ان هذه الجريمة أو تلك المأساة لم تحدث معه شخصيا.
وتتميز هذه الصحافة باستخدام اساليب جذابة في التحرير والإخراج الفني بما يتلائم واذواق واهتمامات الجمهور العام وهي صحافة رخيصة الثمن، تبذل كل امكانياتها من اجل استمالة الجمهور وزيادة التوزيع الذي يكون دافعا للحصول على عوائد اعلانية ضخمة ودون النظر لعائد بيع نسخ الصحيفة ذاتها. ويمكن القول ان "الصحافة الصفراء " أسهمت في تحول "الصحافة" الى "صناعة".
والحق ان غالبية الناس لا تهتم كثيراً بالسياسة العالمية ولا بالوضع الاقتصادي الداخلي وتركز في الأساس على المواضيع الشخصية المثيرة. وقد استفاد رجال الأعمال هذا التغيير لجني الأرباح، كما استفاد منه رجال السياسة الذين دروا الأموال على أصحاب القلم لكتابة مقالات تزور الحقائق وتقلب المعلومات رأس على عقب بهدف النيل من هذه الشخصية السياسية أو تلك.
في يومنا هذا لا توجد حدود فاصلة وواضحة بين "الصحافة الصفراء" و"الصحافة الرصينة"، حيث تظهر بعض ملامح الصحف الصفراء الى هذا الحد أو ذاك في "الصحف الرصينة" التي تخاطب المثقفين. وقد تثير "الصحف الرخيصة " احيانا مشاكل اجتماعية خطيرة.