اساسيات الاعلام
الاعلام
اللغة الاعلامية
اخلاقيات الاعلام
اقتصاديات الاعلام
التربية الاعلامية
الادارة والتخطيط الاعلامي
الاعلام المتخصص
الاعلام الدولي
رأي عام
الدعاية والحرب النفسية
التصوير
المعلوماتية
الإخراج
الإخراج الاذاعي والتلفزيوني
الإخراج الصحفي
مناهج البحث الاعلامي
وسائل الاتصال الجماهيري
علم النفس الاعلامي
مصطلحات أعلامية
الإعلان
السمعية والمرئية
التلفزيون
الاذاعة
اعداد وتقديم البرامج
الاستديو
الدراما
صوت والقاء
تحرير اذاعي
تقنيات اذاعية وتلفزيونية
صحافة اذاعية
فن المقابلة
فن المراسلة
سيناريو
اعلام جديد
الخبر الاذاعي
الصحافة
الصحف
المجلات
وكالات الاخبار
التحرير الصحفي
فن الخبر
التقرير الصحفي
التحرير
تاريخ الصحافة
الصحافة الالكترونية
المقال الصحفي
التحقيقات الصحفية
صحافة عربية
العلاقات العامة
العلاقات العامة
استراتيجيات العلاقات العامة وبرامجها
التطبيقات الميدانية للعلاقات العامة
العلاقات العامة التسويقية
العلاقات العامة الدولية
العلاقات العامة النوعية
العلاقات العامة الرقمية
الكتابة للعلاقات العامة
حملات العلاقات العامة
ادارة العلاقات العامة
الصحافة الورقية في أزمة
المؤلف:
جودت هوشيار
المصدر:
السلطة الخامسة
الجزء والصفحة:
ص 77-79
2025-05-14
28
الصحافة الورقية في أزمة
شهدت الصحافة الورقية خلال السنوات الأخيرة ازمة حقيقية، أخذت تتفاقم من سنة الى اخرى في العديد من الدول الغربية المتقدمة نتيجة لثورة الاتصالات والمعلومات وظهور شبكة الأنترنيت. وتتمثل هذه الأزمة في عزوف الكثير من القراء عن اقتناء أو مطالعة الصحف الورقية و نشؤ جيل جديد لم يعد يتعامل مع الورق، و في تغير أنماط الاهتمام والقراءة لدى مجتمع المعرفة وشيوع ثقافة الحصول المجاني على المعلومة. كل هذا أدى الى التراجع المتواصل لمبيعات الصحف الورقية وانخفاض عائداتها من الاعلانات، التي تتحرك بسرعة صوب شبكة الإنترنت.
وقد لجأت مجموعة كبيرة من الصحف ذائعة الصيت الى تقليص أرقام توزيعها والغاء آلاف الوظائف وتسريح عدد كبير من العاملين فيها، بينها صحف، واسعة الانتشار مثل "شيكاغو" تربيون"، "بوسطن غلوب" و "انجلوس تايمز"، وحتى المجلة الأوسع انتشارا في العالم وهي مجلة "تايم" الأميركية الشهيرة . وثمة صحف أخرى، تحولت الى صحف رقمية، مثل "كريستيان ساینس "مونيتور" التي الغت طبعتها الورقية منذ العام 2008 واكتفت بنسخة رقمية على موقعها على شبكة الأنترنيت.
واعلنت مجلة "نيوزيك" الأسبوعية الأميركية الشهيرة توقف نسختها الورقية عن الصدور منذ نهاية العام الماضي واقتصارها على نسختها الالكترونية التي حملت عنوان "نيوزويك غلوبال" من بداية العام الحالي. كما توقفت مجلة "يو أس نيوز أند ريبورت" وهي الثالثة الأوسع انتشاراً في أميركا في تشرين الثاني من العام اضافة الى المئات من الصحف المحلية الأميركية التي اختفت عن الوجود نهائيا. وتشير الاحصاءات الى ان عدد الوظائف في الصحافة الورقية الأميركية قد تقلص بحوالي 30% منذ عام 2008 ومن المتوقع ان تستمر هذه العملية بوتائر أسرع في المستقبل المنظور.
ولم تقتصر الأزمة على الولايات المتحدة، ففي بريطانيا تم إغلاق صحيفة (ذي لندن ييبير) بعد الإعلان عن إغلاق أكثر من مائة صحيفة محلية لفشلها في التكيف مع ظروف المنافسة الحادة مع الإعلام الإلكتروني. ويبدو أن صحيفة "الغارديان" اليومية، واسعة الانتشار على وشك ايقاف القطاع المطبوع من الصحيفة وملحقها الأسبوعي "الأوبزيرفر " نظرا لتكبد هذا القطاع خسارة تقدر بحوالي (44) مليون دولار سنويا. وقد رضخت ثلاث صحف تقليدية كبرى في لندن الى أن تعتمد مقاسات أصغر لصحفها، تنافسا مع باقي الصحف الأخرى التي اعتمدت مقياس أقرب إلى مقاييس صحف التابلويد ،النصفية، كما اضطرت هذه الصحف إلى أن تعيد النظر في تبويباتها الصحافية لتواكب احتياجات سوق الجمهور من القراء.
وفي فرنسا توقفت جريدة "فرانس سوار" عن الصدور منذ شهر نوفمبر 2011 واكتفت بنسخة على الويب وكانت الى عهد قريب مؤسسة إعلامية مرموقة عمل فيها مجموعة كبيرة من الإعلاميين على مستوى العالم.
وأزمة الطباعة والنشر شاملة ولا تقتصر على نوع محدد من المطبوعات الدورية فقد اضطرت أشهر موسوعة عالمية وهى "الموسوعة البريطانية" الى التوقف عن نشر نسختها المطبوعة و الاقتصار على نسختها الالكترونية. كما تراجعت أرقام مبيعات الكتب الورقية، في حين أن الكتب الالكترونية تلقى رواجاً كبيراً وهذا يدل على التحول السريع والواسع من النشر الورقي الى النشر الالكتروني.
وقد أتخذ هذا التحول اشكالا عديدة فهنالك صحف الكترونية تعد نسخة كاملة موازية لطبعاتها الورقية وأخرى يقتصر النشر الالكتروني فيها على أجزاء مختارة من المحتوى. ولكن معظم الصحف الالكترونية ليس لها نسخ ورقية رديفة ويقتصر على النشر الالكتروني وحسب.
ويرى الملياردير روبرت موردوك، الذي يملك أكبر امبراطورية اعلامية في العالم - ان صح التعبير - أن كثيرا من الصحف الحالية في المملكة المتحدة ستتلاشى في القريب العاجل، ولن يتحمل سوق الصحف أكثر من صحيفة واحدة في كل سوق صحافية. وقد بينت الاحصائيات والاستبيانات الأخيرة صحة ما ذهب اليه موردوك.
وعلى النقيض من الدول الغربية، فأن الصحافة الورقية في البلدان النامية تشهد طفرة حقيقية ففي أفريقيا، ارتفع توزيعها بنسبة 14.2%، وفي أمريكا الجنوبية وآسيا 16% خلال السنوات الثلاث الأخيرة.
ويرجع السبب في ذلك الى محدودية أنتشار الأنترنيت فيها، ويتوقع ان يتوقف هذا الازدهار ويتراجع عندما يتم استخدام الأنترنيت على نطاق واسع في العالم النامي. ويبلغ عدد قراء الصحف الورقية في العالم حالياً نحو 1.7 مليار شخص. ولكن في مقابل هؤلاء فإن هناك حوالي 2.5 مليار من البشر يتعاملون مع الإنترنت وصحافته الإلكترونية، التي تكتسب مزيدا من الجمهور القارئ بمضي الزمن.
ان هذه الأزمة تطرح قضية في غاية الأهمية وهي مدى قدرة الصحافة الورقية على التكيف والتعايش مع التطورات المتسارعة في ثورة الاتصالات والمعلومات وانعكاسات الأخيرة على ممارسات العمل الصحفي.