x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
الذكر
المؤلف: أحمد مصطفى المراغي
المصدر: علوم البلاغة
الجزء والصفحة: .....
26-03-2015
3538
لم يتعرض لهذا الباب كثير من أئمة هذا الفن كأبي هلال العسكري والإمام عبد القاهر، وكأنهم لم يروا فيه من اللطائف والمزايا ما يسيغ البحث عنه في علوم الفصاحة إذ هو بمباحث علم النحو أشبه.
ولكن المتأخرين كالسكاكي وشيعته ذكروا فيه نكات ومزايا لم يستطيعوا أن يردفوها بآي من التنزيل، أو بشواهد من كلام ذوي اللسن والفصاحة، وقصارى ما قالوه إن المسند إليه يذكر وجوبا إذا لم تقم قرينة تدل عليه كان الكلام معمى لا يستبين المراد منه، ويترجح إذا وجدت القرينة لمزية من المزايا الآتية:
1- إنه الأصل وليس هناك ما يقتضي العدول عنه، كما تقول: هذا أخي وذلك صديقي.
2- زيادة الكشف والإيضاح، كما تقول: اللبيب من فكر في العواقب، اللبيب من خالف نفسه الأمارة بالسوء.
وعليه قوله تعالى: {أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}(1). ففي تكرير اسم الإشارة تنبيه إلى أنهم كما ثبت لهم الأثرة بالهدى فهي ثابتة لهم بالفلاح أيضا، فجعلت كل واحدة منهما في تمييزهم بها عن غيرهم بالمثابة التي لو انفردت كفت مميزة على حيالها، قاله في "الكشاف".
بسط الكلام في مقام الافتخار، كقول سامي البارودي:
أنا مصدر الكلم البوادي بين المحاضر والنوادي
أنا فارس أنا شاعر في كل ملحمة ونادي.
4- التسجيل على السامع حتى لا يتأتى له الإنكار، كقول الفرزدق يمدح زين العابدين:
هذا ابن خير عباد الله كلهم هذا التقي النقي الطاهر العلم
5- الاستلذاذ بذكر الاسم المحبوب، كما يكرر المادحون ذكر ممدوحيهم، كقوله:
فعباس يصد الخطب عنا وعباس يجير من استجارا
6- التهويل، كما تقول: ملك البلاد يأمرك بكذا.
7- التعظيم، إذا كان اللفظ يفيد ذلك، كما يقال في جواب أحضر الملك؟ حضر سيف الدولة.
8- التحقير، إذا كان اللفظ يشعر بالإهانة، نحو: حضر المجرم في جواب: هل حضر فلان؟
9- التعجب، إذا كان الحكم غريبا في مجرى الإلف والعادة، نحو: علي يصرع الأسد في جواب: هل يصرع علي الأسد؟
10- ضعف القرينة، فتقل الثقة بها فلا يعتمد عليها، نحو: أول الإنسان نطفة مذرة، وآخره جيفة قذرة.
ويذكر المسند اللطائف ومزايا تشبه ما ذكر في المسند إليه، أهمها:
1- كون الذكر هو الأصل ولا داعي للعدول عنه، نحو: الأدب خير من العلم.
2- الرد على المخاطب، إذا كان ينكر صحة ما يقال له كقوله تعالى: {يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ} بعد قوله: {مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ}(2).
3- الاحتياط لضعف التعويل على القرينة نحو: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ}(3).
4- التعريض بغباوة المخاطب، نحو: {بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا} بعد قوله: {أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ}(4).
5- إفادة أنه فعل فيفيد التجدد والحدوث مقيدا بأحد الأزمنة على أخصر طريق أو اسم فيفيد الثبوت مطلقا مثل: {يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ}(5)، فإن يخادعون يفيد التجدد حينا بعد آخر مقيدا بالزمان بدون حاجة إلى قرينة تدل عليه، وقوله: وهو خادعهم، يفيد الثبوت مطلقا من غير نظير إلى زمان مخصوص.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- سورة البقرة الآية(5).
2-سورة ياسين الآية: 79.
3- سورة الزخرف الآية: 9.
4- سورة الأنبياء الآية: 62.
5- سورة النساء الآية:142