x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
الإنشاء الطلبي_ الأمر
المؤلف: علي الجارم ومصطفى أمين
المصدر: البلاغة الواضحة
الجزء والصفحة: ص:176-184
13-9-2020
12789
الإنشاء الطلبي
الأمر
الأمثلة :
(1) من رسالة لعلى رضى الله عنه بعث بها إلى ابن عباس وكان عاملا بمكة : أما بعد فأقم للناس الحج وذكرهم بأيام الله (1)، واجلس لهم العصرين (2)، فأفت المستفتي، وعلم الجاهل، وذاكر العالم.
(2) وقال تعالى : «وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق».
(3) وقال : «عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم».
(4) وقال : «وبالوالدين إحسانا».
* * *
(5) وقال أبو الطيب في مدح سيف الدولة :
كذا فليسر من طلب الأعادي |
|
ومثل سراك فليكن الطلاب (3) |
(6) وقال يخاطبه :
أزل حسد الحساد عني بكبتهم |
|
فأنت الذي صيرتهم لي حسدا (4) |
(7) وقال امرؤ القيس :
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل |
|
بسقط اللوى بين الدخول فحومل (5) |
(8) وقال أيضا :
ألا أيها الليل الطويل ألا انجل |
|
بصبح وما الإصباح منك بأمثل (6) |
(9) وقال البحتري :
فمن شاء فليبخل ومن شاء فليجد |
|
كفاني نداكم عن جميع المطالب |
(10) وقال أبو الطيب :
عش عزيزا أو مت وأنت كريم |
|
بين طعن القنا وخفق البنود (7) |
(11) وقال آخر :
أروني بخيلا طال عمرا ببخله |
|
وهاتوا كريما مات من كثرة البذل |
(12) وقال غيره :
إذا لم تخش عاقبة الليالي |
|
ولم تستحي فاصنع ما تشاء |
(13) وقال تعالى :
«وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر».
البحث :
إذا تأملت أمثلة الطائفة الأولى رأيت كلا منها يشتمل على صيغة يطلب بها على وجه التكليف والإلزام حصول شيء لم يكن حاصلا وقت الطلب. ثم إذا أنعمت النظر رأيت طالب الفعل فيها أعظم وأعلى ممن طلب الفعل منه، وهذا هو الأمر الحقيقي وإذا تأملت صيغته رأيتها لا تخرج عن أربع : هي فعل الأمر كما في المثال الأول، والمضارع المقرون بلام الأمر كما في المثال الثاني، واسم فعل الأمر كما في المثال الثالث. والمصدر النائب عن فعل الأمر كما في المثال الرابع.
انظر إذا إلى الطائفة الثانية تجد أن الأمر في جميعها لم يستعمل في معناه الحقيقي وهو طلب الفعل من الأعلى للأدنى على وجه الإيجاب والإلزام، وإنما يدل على معان أخرى يدركها السامع من السياق وقرائن الأحوال.
فأبو الطيب في المثال الخامس لا يريد تكليفا ولا يقصد إلى إلزام. وإنما ينصح لمن ينافسون سيف الدولة ويرشدهم إلى الطريق المثلى في طلب المجد وكسب الرفعة. فالأمر هنا للنصح والإرشاد لا للإيجاب والإلزام.
وصيغة الأمر في المثال السادس لا يراد بها معناها الأصلي، لأن المتنبي يخاطب مليكه. والمليك لا يأمره أحد من شعبه، وإنما يراد بها الدعاء، كذلك كل صيغة للأمر يخاطب بها الأدنى من هو أعلى منه منزلة وشأنا.
وإذا تدبرت المثال السابع وجدت امرأ القيس يتخيل صاحبين يستوقفهما ويستبكيهما جريا على عادة الشعراء، إذ يتخيل أحدهم أن له رفيقين يصطحبانه في غدوه ورواحه، فيوجه إليهما الخطاب، ويفضى إليهما بسره ومكنون صدره، وصيغة الأمر إذا صدرت من رفيق لرفيقه أو من ند لنده لم يرد بها الإيجاب والإلزام، وإنما يراد بها محض الالتماس.
وامرؤ القيس أيضا في المثال الثامن لم يأمر الليل ولم يكلفه شيئا ؛ لأن الليل لا يسمع ولا يطيع، وإنما أرسل صيغة الأمر وأراد بها التمني.
وإذا تدبرت الأمثلة الباقية وتعرفت سياقها وأحطت بما يكنفها من قرائن الأحوال، أدركت أن صيغ الأمر فيها لم تأت للدلالة على المعنى الأصلي، وإنما جاءت لتفيد التخيير، والتسوية، والتعجيز، والتهديد والإباحة على الترتيب.
القواعد :
(37) الأمر طلب الفعل على وجه الاستعلاء.
(38) للأمر أربع صيغ : فعل الأمر، والمضارع المقرون بلام الأمر واسم فعل الأمر، والمصدر النائب عن فعل الأمر.
(39) قد تخرج صيغ الأمر عن معناها الأصلي إلى معان أخرى تستفاد من سياق الكلام، كالإرشاد، والدعاء، والالتماس، والتمني، والتخيير، والتسوية، والتعجيز، والتهديد، والإباحة.
نموذج
لبيان صيغ الأمر وتعيين المراد من كل صيغة فيما يأتي :
(1) قال تعالى خطابا ليحيى عليه السلام : «خذ الكتاب بقوة».
(2) وقال الأرجاني :
شاور سواك إذا نابتك نائبة |
|
يوما وإن كنت من أهل المشورات |
(3) وقال أبو العتاهية :
واخفض جناحك إن منحت إمارة |
|
وارغب بنفسك عن ردى اللذات (8) |
(4) وقال أبو العلاء :
فيا موت زر إن الحياة ذميمة |
|
ويا نفس جدى إن دهرك هازل (9) |
(5) وقال آخر :
أريني جوادا مات هزلا لعلني |
|
أرى ما ترين أو بخيلا مخلدا (10) |
(6) قال خالد بن صفوان (4) ينصح ابنه :
دع من أعمال السر ما لا يصلح لك في العلانية.
(7) وقال بشار بن برد :
فعش واحدا أو صل أخاك فإنه |
|
مقارف ذنب مرة ومجانبه (11) |
(8) وقال تعالى :
«قل تمتعوا فإن مصيركم إلى النار».
(9) وقال أبو الطيب يخاطب سيف الدولة :
أخا الجود أعط الناس ما أنت مالك |
|
ولا تعطين الناس ما أنا قائل (12) |
(10) وقال قطري بن الفجاءة (13) يخاطب نفسه :
فصبرا في مجال الموت صبرا |
|
فما نيل الخلود بمستطاع |
الإجابة