يُذكر المُسند للأغراض التي سبقت في ذكر المسند اليه- وذلك
(1) ككون ذكره هو الأصل ولا مُقتضى للعُدول عنه
نحو العلم خيرٌ من المال
(2) وكضعف التّعويل على دلالة القرينة - نحو حالي مستقيم ورزقي ميسور «إذ لو حُذف ميسور - لا يدلُّ عليه المذكور»
(3) وكضعف تنبه السّامع، نحو (أصلُها ثابتٌ وفرعُها ثابتٌ) (إذ لو حُذف (ثابت) رُبما لا يتنبَّه السامع لضعف فهمه)
(4) وكالرَّد على المخاطب - نحو (قل يُحييها الذي أنشأها أوّل مرَّة) جواباً لقوله تعالى (من يُحيي العظام وهي رميمٌ) ؟ ؟
وكافادة أنه «فعلٌ» فيفيد التجدد والحدوث، ومقيَّداً بأحد الأزمنة الثلاثة بطريق الاختصار أو كإفادة أنه «اسم» فيفيد الثبوتَ مطلقاً، نحو (يُخادعون الله وهو خادعهم) ، فإن (يخادعون) تفيد التجدد مرَّة بعد أخرى، مقيداً بالزمان من غير افتقار إلى قرينة تدل عليه - كذكر (الآن - أو الغد) .
وقوله (وهو خادعهم) - تفيد الثّبوت مطلقاً من غير نظر إلى زمان.
ويُحذف المسند: لأغراض كثيرة.
(1) منها - إذا دلت عليه «قرينة» وتعلّق بتركه غرض ممّا مرَ في حذف المسند اليه.
والقرينة «أ» إمّا مذكورة - كقوله تعالى (ولئن سألتهم من خَلَق السَّموات وَالأرض ليقُولُنَّ الله) أي: خلقهنَّ الله.
«ب» وإمَّا مقدّرة - كقوله تعالى (يُسِّبحُ لهُ فيها بالغدوّ والآصالِ رجالٌ) أي: يسبحهُ رجالٌ - كأنَّه قيل: من يُسبِّحُه؟
(2) ومنها الاحتراز عن العبث - نحو (إن الله برىءٌ من المشركين ورسولُه - أي: ورسوله برىءٌ منهم أيضاً.
فلو ذكر هذا المحذوف لكان ذكره عبثاً لعدم الحاجة اليه
(3) ومنها ضيق المقام عن إطالة الكلام: كقول الشاعر:
نحنُ بما عندنا وأنت بما عندك راض والرأيُ مختلف
«أي: نحن بما عندنا راضُون - فحذف لضيق المقام»
(4) ومنها اتّباع ومجاراة ما جاء في استعمالاتهم (الواردة عن العرب) نحو: لولا أنتم لكنا مؤمنين)
«أي: لولا أنتم موجودون» وقولهم في المثل «رمية من غير رامٍ» (أي هذه رمية)