x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
الوصل
المؤلف: أحمد الهاشمي
المصدر: جواهر البلاغة
الجزء والصفحة: ص81
26-03-2015
4227
الوصلُ: عطف جملة على أخرى (بالواو) - ويقع في ثلاثة مواضع (1)
الأول - إذا اتحدت الجملتان في الخبرية والإنشائية لفظاً ومعنى أو معنى فقط (2) ولم يكن هناك سببٌ يقتضي الفصل بينهما وكانت بينهما مناسبة تامة في المعنى - فمثال الخبريتين قوله تعالى (إنَّ الأبرار لفي نعيم (3) ، وإن الفجار لفي جحيم) ومثال الانشائيتين قوله تعالى (فادعُ واستقم كما أمرت) وقوله تعالى (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا) ، وصل جملة «ولا تشركوا» بجملة «واعبدوا» لاتحادهما في الإنشاء، ولأن المطلوب بهما مما يجبُ على الانسان أن يؤدِّيه لخالقه، ويختصَّه به ومن هذا النوع قول المرحوم شوقي بك:
عالجوا الحِكمة واستشفوا بها وانشدوا ما حلّ منها في السِّير
فقد وصل بين ثلاث جمل، تتناسب في أنها مما يتعلق بأمر (الحكمة) وبواجب (الشباب) في طلبها، والانتفاع بها.
ومثال المختلفين، قوله تعالى (إني أشهدُ اللهَ، واشهدوا أنى برىءٌ ممّا تشركون)
أي: إني اشهدُ اللهَ وأشهدُكُم (4) ، فتكون الجملة الثانية في هذه الآية: إنشائية لفظاً، ولكنّها خبرية في المعنى (5)
ونحو: إذهب إلى فلان، وتقول له كذا، فتكون الجملة الثانية من هذا المثال خبرية لفظاً، ولكنها إنشائية معنى «أي: وقل له»
فالاختلاف في اللفظ، لا في المعنى المعُول عليه، ولهذا (وجب الوصل) وعطف الجملة الثانية على الأولى لوجود الجامع بينهما، ولم يكن هناك سبب يقتضي الفصل بينهما، وكل من الجملتين لا موضع له من الإعراب.
الثاني - دفع توهم غير المراد، وذلك إذا اختلفت الجملتان في الخبرية والإنشائية، وكان الفصل يُوهم خلاف
المقصود (1) كما تقول مجيباً لشخص بالنفي «لا - شفاه الله (6)
لمن يسألك: هل برىء عليٌّ من المرض؟ ؟ «فترك الواو يُوهم السَّامع
الدُّعاء عليه، وهو خلاف المقصود، لأن الغرض الدعاء له» (7)
ولهذا (وجب أيضاً الوصلُ)
وعطف (الجملة الثانية) الدُعائية الإنشائية على (الجملة الأولى) الخبرية المصوَّرة بلفظ «لا» لدفع الإيهام، وكل من الجملتين لا محل له من الاعراب
الثالث - إذا كان (للجملة الأولى) محلٌ من الاعراب، وقصد تشريك (الجملة الثانية) لها في الاعراب حيث لا مانعَ، نحو: عليّ يقول، ويفعل (8)
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الوصل يقع وجوبا بين جملتين متناسبتين لا متحدتين ولا مختلفتين كما سيأتي تفصيل ذلك.
(2) المعول عليه اتحادهما في المعنى لأن العبرة به ولا قيمة لاختلاف الصورة اللفظية.
(3) في هذا الكلام جملتان خبريتان وصلت الثانية بالأولى لأن بين الجملتين تناسباً في الفكر، فاذا جرى في الذهن حال أحد الفريقين تصور حال الفريق الآخر.
(4) والداعي لذكر الجملة الثانية إنشائية ن ولم نذكر كالأولى خبرية، لأجل التحاشي عن مساواة شهادتهم بشهادته عز وجل - تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً.
(5) اعلم أن صور الجملتين ثمانية - لأنهما (إما خبريتان) لفظا ومعنى - أو معنى لا لفظاً - أو الأولى جملة خبرية معنى لا لفظاً - أو بالعكس.
(وإما انشائيتان) لفظاً ومعنى - أو معنى لا لفظا - أو الأولى جملة خبرية صورة والثانية إنشائية - أو بالعكس كما مثلنا. (6) فجملة شفاه الله خبرية لفظاً انشائية معنى: والعبرة بالمعنى - واعلم أن الجملة الأولى المدلول عليها بكلمة «لا» جملة خبرية إذ التقدير «لا يره حاصل له» وهكذا يقدر المحذوف بحسب كل مثال يليق به.
(7) كما حكى: أن (أبا بكر) مر برجل: في يده ثوب، فقال له: أتبيع هذا: فقال) الرجل «لا - يرحمك الله» فقال أبو بكر «لا تقل هكذا» قل «لا - ويرحمك الله، وهكذا إذا سئلت عن مريض: هل أبل؟ ؟ فقل «لا - وشفاه الله» حتى لا يتوهم السامع أنك تدعو عليه، وأنت تريد الدعاء له، فالجملة الأولى المدلول عليها بكلمة «لا» خبرية، والثانية إنشائية في المعنى، لأنها لطلب الرحمة الشفاء، وكان الواجب الفصل بينهما، لولا ما يسببه الفصل من الوهم.
(8) فجملة (يقول) في محل رفع خبر المبتدأ، وكذلك جملة: (ويفعل) معطوفة على جملة يقول: وتشاركها بأنها في محل رفع خبر ثان للمبتدأ، فاشتراك الجملتين في الحكم الاعرابي يوجب الوصل
وحكم هذه الجملة حكم المفرد المقتضى مشاركة الثاني للأول في إعرابه والأحسن أن تتفق الجملتان في الاسمية والفعلية، والفعليتان في الماضوية والمضارعية أي: أن تعطف الاسمية على مثلها، وكل من الماضوية والمضارعية على مثلها وكذا الاسميتان في نوع المسند من حيث الافراد - والجملة - والظرفية: ولا يحسن العدول عن ذلك إلا لأغراض
«أ» كحكاية الحال الماضية، واستحضار الصورة الغريبة في الذهن، نحو: (إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله، ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون)
«ب» وكافادة التجدد في إحداهما، والثبوت في الأخرى - نحو:
(أجئتنا بالحق أم أنت من اللاعبين) فقد لوحظ في الأولى إحداث تعاطى الحق وفي الثانية الاستمرار على اللعب، والثبات على حالة الصبا - ونحو: الصديق يكاتبني وأنا مقيم على وده، وذلك لأن الدلالة على التجدد تكون بالجملة الفعلية، وعلى الثبات بالجملة الاسمية - ومثل هذا: يحصل عند إرادة المضي في إحداهما والمضارعية في الأخرى..