بقلم: الشيخ صالح الكرباسيّ.
صلاة الحبوة هي صلاة جعفر الطيّار، وتُعرَف أيضاً بـ(صلاة الحبوة)، والحَبْوة هي العَطِيّة، سُميت بذلك لأنّ الرسول (صلى الله عليه وآله) حباها لجعفر بن أبي طالب (عليهما السلام) تقديراً و مكافأة له على جهاده المتواصل من أجل الإسلام لدى رجوعه من الحبشة، و هي صلاة مفصّلة وبكيفيّة خاصّة ولها ثواب عظيم وفضل كبير، وهي صلاة خاصّة ذات أربع ركعات مشتملة على ثلاثمائة تسبيحة خاصّة، كما ويمكن القول بأنّها تشتمل على ألف ومئتين تسبيحة وتهليلة وتكبيرة وتحميده إذا جمعت كلّها إلى بعض، ولذلك تُعرف أيضاً بصلاة التسبيح.
رَوى أبو بصير عن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) أنَّهُ قَالَ: ((قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) لِجَعْفَرٍ: يَا جَعْفَرُ، أَلَا أَمْنَحُكَ، أَلَا أُعْطِيكَ، أَلَا أَحْبُوكَ؟ فَقَالَ لَهُ جَعْفَرٌ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: فَظَنَّ النَّاسُ أَنَّهُ يُعْطِيهِ ذَهَباً أَوْ فِضَّةً، فَتَشَرَّفَ النَّاسُ لِذَلِكَ. فَقَالَ لَهُ: إِنِّي أُعْطِيكَ شَيْئاً إِنْ أَنْتَ صَنَعْتَهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ كَانَ خَيْراً لَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَإِنْ صَنَعْتَهُ بَيْنَ يَوْمَيْنِ غُفِرَ لَكَ مَا بَيْنَهُمَا، أَوْ كُلَّ جُمْعَةٍ، أَوْ كُلَّ شَهْرٍ، أَوْ كُلَّ سَنَةٍ غُفِرَ لَكَ مَا بَيْنَهُمَا. تُصَلِّي أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ تَبْتَدِئُ فَتَقْرَأُ وَتَقُولُ إِذَا فَرَغْتَ (سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ) تَقُولُ ذَلِكَ خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً بَعْدَ الْقِرَاءَةِ. فَإِذَا رَكَعْتَ قُلْتَهُ عَشْرَ مَرَّاتٍ، فَإِذَا رَفَعْتَ رَأْسَكَ مِنَ الرُّكُوعِ قُلْتَهُ عَشْرَ مَرَّاتٍ، فَإِذَا سَجَدْتَ قُلْتَهُ عَشْرَ مَرَّاتٍ، فَإِذَا رَفَعْتَ رَأْسَكَ مِنَ السُّجُودِ فَقُلْ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ عَشْرَ مَرَّاتٍ، فَإِذَا سَجَدْتَ الثَّانِيَةَ فَقُلْ عَشْرَ مَرَّاتٍ، فَإِذَا رَفَعْتَ رَأْسَكَ مِنَ السَّجْدَةِ الثَّانِيَةِ قُلْتَ عَشْرَ مَرَّاتٍ وَأَنْتَ قَاعِدٌ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ، فَذَلِكَ خَمْسٌ وَسَبْعُونَ تَسْبِيحَةً فِي كُلِّ رَكْعَةٍ، ثَلَاثُمِائَةِ تَسْبِيحَةٍ فِي أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ، أَلْفٌ وَمِائَتَا تَسْبِيحَةٍ وَتَهْلِيلَةٍ وَتَكْبِيرَةٍ وَتَحْمِيدَةٍ، إِنْ شِئْتَ صَلَّيْتَهَا بِالنَّهَارِ وَإِنْ شِئْتَ صَلَّيْتَهَا بِاللَّيْلِ)) (1).
وَفِي رِوَايَةِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ (عليه السّلام): ((تَقْرَأُ فِي الْأُولَى: إِذَا زُلْزِلَتْ، وَفِي الثَّانِيَةِ: وَالْعَادِيَاتِ، وَفِي الثَّالِثَةِ إِذا جاءَ نَصْرُ اللَّهِ، وَفِي الرَّابِعَةِ بِـ(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ). قُلْتُ: فَمَا ثَوَابُهَا؟ قَالَ: لَوْ كَانَ عَلَيْهِ مِثْلُ رَمْلِ عَالِجٍ ذُنُوباً غَفَرَ اللَّهُ لَهُ. ثُمَّ نَظَرَ إِلَيَّ فَقَالَ: إِنَّمَا ذَلِكَ لَكَ وَلِأَصْحَابِكَ)) (2).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الكافي: ج3، ص 465 ـ 466.
(2) المصدر السابق: ص 466.