بقلم: الشيخ محمد صنقور.
كتاب نهج البلاغة مجموعة من الخطب والرسائل والحكم والمواعظ للإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) انتخبها الشريف الرضي من بين الكثير من الخطب والرسائل والحكم المأثورة عن الإمام (عليه السلام) والمرويّة في مصادر كثيرة من كتب الشيعة والسنّة.
وقد حذف الشريف الرضي إسنادها نظراً لاشتهارها آنذاك، ولأنّ غرضه هو انتخاب المشتمل من كلام الإمام علي (عليه السلام) أعلى درجات الفصاحة والبلاغة، كما أنّ ذلك هو غرضه من كتاب المجازات النبويّة، حيث انتخب مجموعة من الروايات المأثورة عن الرسول (صلى الله عليه وآله) والمشتملة على نكات بلاغيّة، وهكذا كان غرضه من كتابه مجازات القرآن.
وقد تصدّى الكثير من العلماء لإخراج مصادر نهج البلاغة أمثال الشيخ محمد الدشتي، حيث استخرج - في كتابه (إسناد ومدارك نهج البلاغة) - 283 مصدراً لنهج البلاغة، واستخرج السيّد عبد الزهراء الخطيب 114 مصدراً في كتابه مصادر نهج البلاغة، وكذلك غيرهما. إلا أنّ ذلك لا يُعبِّر عن صحّة إسناد جميع ما ورد في نهج البلاغة، فهناك بعض الخطب والرسائل لم تثبت صحّة إسنادها إلا أنّ الكثير منها صحيح السند. هذا وقد اعتنى العلماء من السنّة والشيعة بنهج البلاغة عناية متميّزة نظراً لما يشتمل عليه من معارف وعلوم دينيّة، ولذلك أُحصي له 150 شرحاً اختلفت اتجاهاتها فبعضها اهتم بالجهة العقائديّة والكلاميّة واهتم بعضها بالجهة التاريخيّة واهتم بعضها الآخر بالجهة الأدبيّة، وقد تناول بعض الشراح أكثر من جهة.
هذا بالإضافة إلى الدراسات الكثيرة التي كتبت في نهج البلاغة، وقد اعتمد البعض منهم التفسير الموضوعيّ.
هذا وقد تصدّى كتاب نهج البلاغة لمعالجة مجموعة من الموضوعات منها: الإلهيّات، السلوك والعبادة، الحكومة والعدالة، الدنيا وحب الدنيا، تهذيب النفس والأخلاق والقيم، الملاحم والغيبيات، الدعاء والمناجيات، الشكوى من أهل زمانه، الأصول الاجتماعيّة، الأصول الاقتصاديّة، الإسلام والقرآن، الإمامة والأئمة والخلافة، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الحاكم الإسلامي وخصائصه، سنن التاريخ، الجهاد وفن الحرب والشهادة، قضايا المرأة وغيرها.