بقلم: الشيخ محمد أمين الأميني.
إنّ الظاهر أنّها عناوين مختلفة لشيء واحد، كما يستفاد ذلك من روايات عديدة يأتي ذكرها في الفصل الأول من هذا الكتاب (حول كتاب علي (عليه السلام))، إلا أنّ الشيخ الطهراني يستظهر خلاف ذلك، حيث قال في الذريعة بعد ذكره ما نقلناه عنه: وظهر ممّا مرَّ أنَّ الأمالي هذا كتاب مدرج عظيم يفتح وينظر فيه، وهو غير الجفر والجامعة والصحيفة الملفوفة التي طولها سبعون ذراعاً من جلد الثور أو الشاة أو الماعز أو الضأن المشبه ملفوفها بفخذ الرجل أو فخذ الفالج (الجمل العظيم) وأمثال ذلك من التعبيرات في أحاديث أهل البيت (عليهم السلام)، وإن كان الجميع من إملاء النبي (صلى الله عليه وآله) وخط الوصي الموجود عند خلفه المنتظر (عليه السلام) (1).
ولكن الظاهر المستفاد من الروايات والأخبار الواردة في هذا الموضوع - حينما نقارن بعضها ببعض وندقق في أوصافها وما روي في مضامينها - أنّها لا تكون إلا عناوين مختلفة لشيء واحد، وهذا هو ما ذهب إليه السيّد الأمين أيضاً في أعيان الشيعة، حيث قال بعد ذكره الكلام حول الجامعة: والظاهر أنّها هي المعبّر عنها في جملة من الأخبار الآتية بكتاب علي (عليه السلام)، وبالكتاب الذي بإملاء النبي (صلى الله عليه وآله) وخط علي (عليه السلام)، وبكتاب علي (عليه السلام) الذي هو سبعون ذراعاً، وبالصحيفة التي طولها سبعون ذراعاً، وبالصحيفة التي فيها ما يحتاج إليه حتّى أرش الخدش، وبالصحيفة العتيقة من صحف علي (عليه السلام) وشبه ذلك .. إلى أن قال بعد ذكره الأخبار حول ما ورد في كتاب علي عن الباقر والصادق (عليهم السلام) أقول: المراد بكتاب علي (عليه السلام) في هذه الأخبار هو الجامعة، ويحتمل على بعد أن يراد به هنا صحيفة الفرائض الآتية .. إلى أن قال: فظهر من ملاحظة مجموع هذه الأخبار وضم بعضها إلى بعض أنّ الجامعة وكتاب علي (عليه السلام) على الاطلاق والذي طوله سبعون ذراعاً والكتاب الذي بإملاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) وخط علي (عليه السلام) والصحيفة التي طولها سبعون ذراعاً والجلد الذي هو سبعون ذراعاً والصحيفة العتيقة كلّها يراد بها كتاب واحد (2).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الذريعة إلى تصانيف الشيعة، ج 2، ص 307.
(2) أعيان الشيعة، ج 1، ص 93- 94.