سلسلة مفاهيم في الفيزياء
الجزء الرابع والسبعون: تجربة نموذجية تشرح آلية الرصد: كيف يفسر نموذج بوم مرور الفوتون
الأستاذ الدكتور نوري حسين نور الهاشمي
3/11/2025
في هذا المقال، سأصف تجربة مثالية للغاية تُظهر كيف يعمل كل هذا عمليًا ضمن نموذج بوم.
أولًا، من الضروري ملاحظة أن في معظم نسخ نموذج بوم للمتغيرات الخفية لا توجد مسارات إلا لـ "جسيمات المادة"، وبشكل خاص: الإلكترونات والنيوكليونات التي تُكوِّن المادة.
كل هذه الجسيمات تمتلك لفًّا مغزليًا (برمًا) يساوي ½. أما الجسيمات ذات اللف المغزلي 1 أو 0، مثل الفوتونات، فليس لها مسارات في هذا الإطار.
لذلك، يُفترض في هذا السياق أن نموذج بوم لا يحتوي على فوتونات.
لماذا إذًا نرى "فوتونات"
بشكل أكثر تحديدًا، بالإشارة إلى التجربة التي تم عرضها سابقًا: لماذا تشير الكواشف إلى أن الفوتون إما مرّ عبر الحاجز أو انعكس، مع أننا لا نعرف أي المسارين سلك
سنرى أن فحص تفاعل المسارات المتطابقة يقدّم الجواب.
ولتبسيط الحسابات، سنأخذ نموذجًا مبدئيًا بسيطًا:
جسيم واحد يمثل جهاز القياس.
يتحرك في بعد واحد.
حالته الموجية ساكنة ومحلية، ذات شكل يشبه حزمة موجية.
تتفاعل هذه الحزمة مع الموجة الفوتونية بحيث تمنح الجسيم زخمًا.
تفاصيل هذا التفاعل ليست ضرورية هنا، لكن إذا وضعنا الكاشف في مسار الموجة المنقولة، وأزلنا الحاجز بحيث تمر فقط موجة منقولة، فيمكن حساب أن جسيم الكاشف الذي يبدأ ساكنًا سيكتسب سرعة.
رصد هذه السرعة يُعدّ دليلًا على اكتشاف الفوتون.
وهكذا نحصل على كاشف فعّال: تأتي الموجة الفوتونية وتُكتشف من خلال حركة جسيم الكاشف أي: حركة المؤشر.
الآن، لنُعد إدخال الحاجز، بحيث تصبح الموجة الفوتونية تراكبًا بين الموجتين المنعكسة والمنقولة.
مرة أخرى، يمكننا حساب سلوك الكاشف، ويتضح أنه:
لبعض المواضع الابتدائية لجسيم الكاشف، يتحرك.
ولغيرها، يبقى ساكنًا.
العنصر الحاسم هنا هو موضع جسيم الكاشف الابتدائي المتغير الخفي مقارنةً بموضع الحزمة الموجية.
أي أن ما إذا كان الكاشف "يكتشف" الفوتون أم لا، يعتمد كليًا على موضع الجسيم الابتدائي (وهو ما نطلق عليه مجازًا موضع الكاشف).
وبالتالي:
إذا تحرك الكاشف، نقول إن الفوتون نُقل.
وإذا لم يتحرك، نقول إنه انعكس.
لاحظ أن تمامًا كما في نماذج الانهيار التي ناقشناها سابقًا هذه العبارات تصف في الواقع سلوك الكاشف أكثر من كونها بيانات مباشرة عن الفوتون نفسه.
لتبسيط المسألة أكثر، نفترض حالة يكون فيها احتمال الانعكاس والانتقال متساويين (50)، ونأخذ حزمة موجة ابتدائية متماثلة للكاشف.
في هذه الحالة:
المواضع الابتدائية على الجانب القريب بالنسبة للفوتون الساقط لن تكتشف الفوتون.
بينما المواضع على الجانب البعيد ستكتشفه.
وهذا الاستنتاج ينبع ببساطة من حقيقة أن المسارات لا تتقاطع.
وبشرط أن يكون توزيع المواضع الابتدائية في تكرارات متعددة للتجربة متسقًا مع قانون الاحتمال في ميكانيكا الكم وبالتالي متماثل بين الجانبين، فإن الفوتون سيتم اكتشافه في نصف الحالات التجريبية، أي يتم نقله باحتمال 50
يُعبر عن ذلك رمزيًا باستخدام الاصطلاحات الرياضية المناسبة.
يتبع في الجزء 75







وائل الوائلي
منذ 13 ساعة
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN