قراءة في كتاب آية الله العظمى السيد علي الخامنئي حول الغناء والموسيقى
الأستاذ الدكتور نوري حسين نور الهاشمي
31/10/2025
صدرت الطبعة العربية من كتاب آية الله العظمى السيد علي الخامنئي (قدس سره) في بيروت يوم 21 أكتوبر 2025، في حين كانت النسخة الفارسية قد صدرت في 23 يوليو 2019.
يضمّ الكتاب ستًّا وسبعين جلسة فقهية تناولت موضوع الغناء والموسيقى، ويركّز على الجانب الفقهي من خلال تحليل النصوص القرآنية والأحاديث النبوية وأقوال الفقهاء السابقين والأدلّة الشرعية ذات الصلة بمسألة الغناء والموسيقى.
وتهدف هذه الدراسة إلى تحديد الضوابط الشرعية للموسيقى والغناء، وتوضيح ما هو محرّم وما هو جائز، وفق منظور الفقه المعاصر في الدولة الإسلامية. محتويات الكتاب البنود الرئيسة
إليك أبرز المحاور التي يُركّز عليها الكتاب، مع تحليل سريع لكلّ منها:
1. مفهوم الغناء والموسيقى من الوجهة الفقهية
يُعرّف الغناء بأنه صوت الإنسان يُصدَر بغرض إحداث النشوة أو اللهو، غالبًا في تجمعات تُشبه مجالس الفسوق أو اللهو. يُفصّل الكتاب الفرق بين الغناء الذي يكون لهويًا أو مثيرًا للشهوة، وبين أنواع الصوت والموسيقى التي قد تُستعمل في سياقات تربوية أو دينية. كما يبحث في معنى الموسيقى وحدودها الشرعية: هل هي محرّمة مطلقًا أم مشروطة
2. منهج البحث والتحقيق: الجلسات الفقهية الـ76
يحتوي الكتاب على 76 جلسة، استعرض خلالها الإمام خامنئي نحو 300 حديث وأدلّة متعلقة بالغناء والموسيقى. في هذه الجلسات يُحلّل الأسانيد، يقارن بين أقوال الفقهاء، ويتناول الحالة المعاصرة في ظل الدولة الإسلامية، ووسائل الإعلام والفنّ.
أحد أهداف الكتاب هو تجديد النظر الفقهي في هذا الموضوع بدل الاقتصار على إلغائه أو تسويغه بشكل آلي.
3. الأحكام الفقهية التفصيلية
يناقش الكتاب أحكام الغناء والموسيقى في حالات مختلفة: في المناسبات، الحفلات، وسائل الإعلام، المدارس، والمساجد. يضع ضوابط اللهو والغناء المخل بالقيم أو المحفّز للشهوة، مع تفصيل أقوال الفقهاء وآرائهم السابقة. كما يميّز بين الغناء والموسيقى المحرّمة والمباحة أو المقوّمة إن وجدت، ويعرض دور الموسيقى كأداة تربوية أو جهادية من منظوره، مع تحليل التأثير المعاصر للفن والموسيقى في الثقافة والمسؤولية الشرعية في ضبطه.
4. الرؤية الفقهية المعاصرة والفن كعامل حضاري
يرى الإمام الخامنئي الفنّ ــ والموسيقى من ضمنه ــ كعامل مؤثر في تشكيل الحضارة والوعي الجماعي. لذلك، لا يتعامل مع الموسيقى كمجرد مسألة حرام/مشروع، بل في سياق ثقافي وحضاري: كيف ينبغي للدولة الإسلامية أو الفقيه أن يضع الضوابط التي تحمي الهوية والقيم. يعكس الكتاب بعدًا تجديديًا في الفقه، إذ يحاول تقعيد المسألة بما يناسب العصر، وليس فقط اقتباس آراء قديمة دون سياق.
5. الخلاصة والنتائج التطبيقية
يُختتم الكتاب باستنتاجات فقهية واضحة تحدد الموقف الشرعي وفق تقدير المؤلف، مع توصيات للمكلّفين: الأفراد، المؤسسات الثقافية، والدولة. يدعو الكتاب إلى التوعية والضبط الشرعي في ميدان الغناء والموسيقى، بما يخدم المجتمع والحضارة الإسلامية الجديدة.
إن صدور الكتاب في هذا التوقيت يعكس اهتمامًا متجددًا لدى مدرسة الفقه الإسلامي الشيعي بدخول موضوعات فنية وثقافية كانت سابقًا تُعالج باختصار أو تحاشٍ. كما أن له دلالة مزدوجة: داخليًا في الحوزات وطلبة الفقه والمسؤولين الدينيين، وخارجيًا في السياق الإعلامي والثقافي حيث أصبح الفن والموسيقى ساحة صراع حضاري.
من الناحية الثقافية، يُبرز الكتاب أن الموسيقى لم تعد مجرد متعة أو تسلية، بل أصبحت متغيرًا يمكن أن يُحدث تغييرًا في القيم والوعي، ما يجعل الفقيه يدخل في خندق الثقافة والفن. لذلك، يُعدّ الكتاب مدخلاً لفهم كيف يرى الفقه المعاصر التحديات الثقافية، ليس فقط كقضايا فردية، بل كجزء من بناء الهوية والمجتمع. كما يشكّل مرجعًا للجهات التي تسعى لوضع ضوابط أو فهماً شرعيًا محليًا للموسيقى والغناء.
مواصفات الكتاب وأقسامه:
1. مقدمة وإشارة (إعلان/تنويه)
2. فهرس المحتويات
3. مباحث تمهيدية: أهمية المسألة، ضرورة تحديد الحدود الشرعية، موقع المسألة في باب المكاسب، اختلاف الفقهاء، استناد الأدلة
4. تصنيف ومناقشة الأحاديث المتعلقة بالغناء (تفصيل الأسانيد والنصوص)
5. فحص معايير حرمة الغناء (مقاييس اللهو والإضلال)
6. نقد الآراء المخالفة والاستثناءات المدعاة
7. حكم الاستماع للغناء (أدلة التحريم أو التقييد)
8. قاعدة الأصل عند الشبهة
9. حكم التعليم والتعلّم للغناء
10. الموسيقى: تعريفها، حدودها، الآلات وحكم كلٍّ منها
11. الرد على الأسئلة (فتاوى واستفتاءات ثقافية وإعلامية حوالي 48 سؤالًا)
12. الرقص: بحث مستقل
13. آيات، أحاديث، أشعار (ملاحق)
14. الشخصيات، الرواة، الكتب (فهرس علمي)
15. أماكن وأزمنة: مصاديق تطبيقية
16. فوائد فقهية، أصولية، رجالية (استنتاجات منهجية)
17. قائمة المصادر وفهرس الأعلام