سلسلة مفاهيم في الفيزياء
الجزء التاسع والستون: الوجود خارج المكان والزمان: تأملات في طبيعة الدالة الموجية
الأستاذ الدكتور نوري حسين نور الهاشمي
16/10/2025
نحن كائنات واعية، قادرة على استقبال المعلومات من خلال حواسنا عن الواقع الذي نعيش فيه والذي نحن جزء منه.
ومن خلال الأدوات التي صنعناها، نستطيع التعمق في هذا الواقع.
رغم أننا نقرأ هذه الأدوات عند "طرف واحد"، من خلال حواسنا، نؤمن بأنها تعطينا معلومات عن تفاصيل عالم حقيقي موجود عند "الطرف الآخر" من الأداة.
يُكتسب هذا الإيمان جزئيًا من خلال التجربة، وجزئيًا لأن لدينا فهمًا لكيفية عمل الأداة.
بهذه الطريقة، حصلنا على نتائج العديد من الملاحظات للعالم الخارجي.
ومع ذلك، فإن هذه النتائج ليست النطاق الكامل للواقع؛ بل هي أدلة نحاول من خلالها استنتاج ما هو كائن، وما كان، وحتى ما سيكون.
وهكذا، فإن التاريخ ليس مجرد شيء يُسجّل في المكتبة؛ إنه ما حدث لأناس حقيقيين عاشوا حياة حقيقية وشاركوا في أحداث واقعية.
تحكي أبحاث الجيولوجيين قصة التطور الحقيقي للصخور على كوكبنا، في حين تسمح لنا أبحاث الفلكيين بفهم كيف تشكلت النجوم والمجرات وتطورت، كيف جاءت العناصر لتمتلك الوفرة النسبية التي نقيسها، بل وحتى أن نضع نظرية حول كيف بدأ الكون بانفجار عظيم. (Big Bang)
وبالمثل، من خلال توسيع عملية رؤية أشياء مألوفة واستنتاج خصائصها، تعرفنا على الذرات ونواها، على البروتونات والإلكترونات، والنيترينوات والكواركات وغيرها من جسيمات الفيزياء الحديثة.
لقد أصبح لدينا حتى بعض الفهم لكيفية ولماذا تتصرف هذه الأجسام بالطريقة التي تتصرف بها.
كل هذه الصور، بالطبع، هي اختراعات عقل الإنسان.
وهذا يعني أنها يمكن أن تكون خاطئة؛ يمكن أن نكون قد أسأنا قراءة الدلائل.
بالتأكيد، بعض مفاهيمنا المقبولة عن التاريخ، وبعض أفكارنا عن المراحل الأولى من الكون، وبعض نظرياتنا التي تفسر الجسيمات الأولية، ستتضح بالتأكيد أنها خاطئة.
إمكانية أن يكون الإنسان يصنع أخطاءً، مع ذلك، لا تنفي وجود الحقيقة...
إن فشلي في الحصول على الإجابة الصحيحة على مسألة حسابية لا ينفي وجود إجابة لها.
في الواقع، فإن احتمال أن نكون مخطئين بحد ذاته يشير إلى وجود حقيقة.
رغم أن ما نعرفه عن التاريخ هو بناء إنساني مستند إلى الأدلة المتوفرة، فإن من الحقائق أن شخصًا ما كتب المسرحيات المنسوبة إلى شكسبير، وأن هناك عملية ما كانت مسؤولة عن النباتات، وأن هناك حالة من حالات الكون عندما تشكلت العناصر.
وبالمثل، قبل أن يعطي العقل البشري أسماءً لمكوناته، كان هناك بروتونات ونيوترونات ترتبط لتكوين النوى.
الطريقة التي نصف بها الواقع تعتمد على الدماغ البشري، وبالتالي فهي خاضعة لقيود الدماغ؛ إنه من الغرور غير المبرر أن نفترض أن الواقع نفسه خاضع لقيود مماثلة.
لقد رأينا في هذه المقالات أنه، على مستوى الظواهر الكمومية، تصبح الأدلة التي نستخلصها من ملاحظاتنا للعالم غريبة، بل وتبدو، من وجهة نظر التصورات المعقولة للواقع، متناقضة.
كيف ينبغي أن نتفاعل مع هذه الاكتشافات
يتبع في الجزء 70







وائل الوائلي
منذ 13 ساعة
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN