قِيلَ للإمامِ الحسينِ (عليه السلام): كَيْفَ أَصْبَحْتَ يَا بْنَ رَسُولِ اَللَّهِ فقَالَ (عليه السلام): "أَصْبَحْتُ وَلِي رَبٌّ فَوْقِي، وَاَلنَّارُ أَمَامِي، وَاَلْمَوْتُ يَطْلُبُنِي، وَاَلْحِسَابُ مُحْدِقٌ بِي، وَأَنَا مُرْتَهَنٌ بِعَمَلِي، وَلاَ أَجِدُ مَا أُحِبُّ، وَلاَ أَدْفَعُ مَا أَكْرَهُ، وَاَلْأُمُورُ بِيَدِ غَيْرِي، فَإِنْ شَاءَ عَذَّبَنِي، وَإِنْ شَاءَ عَفَا عَنِّي، فَأَيُّ فَقِيرٍ أَفْقَرُ مِنِّي".
نلمسُ في هذا النَّصِّ الشَّريفِ الكثيرَ مِنَ المضامينِ الإصلاحيَّةِ المُوَجَّهةِ للنَّفْسِ؛ لِيَعُمَّ تأثيرُهَا في الآخَرِينَ، إذ كانَتْ إجابتُهُ (سلام الله عليه) تُمَثِّلُ مسارًا واضحًا يُوصِلُ مَن سارَ عليهِ إلى مأمنِهِ ونجاتِهِ، ويُحَصِّنُهُ مِمَّا قد يقعُ بِهِ المَرْءُ؛ نتيجةَ غفلتِهِ أو ابتعادِهِ عن جادَّةِ الحَقِّ.
ركَّزَ الإمامُ (عليه السلام) على مسألةٍ مُهمّةٍ في حياةِ العبدِ أَلا وهي مخافةُ اللهِ سُبحانه وتعالى، الذي يراقِبُ العبدَ؛ فعندما يَطمئنُّ المَرْءُ بوجودِ الرقيبِ المطّلعِ على الخفايا، لا يُقْدِمُ على المعاصي، بل يَحرِصُ على التحلّي بالمحاسنِ والمحامدِ كالتَّقوى والورعِ، والسَّيرِ على ما يُرْضِي الرّقيبَ، إذا ما عَلِمَ أنَّ الأعمالَ لا تُتْرَكُ على عواهِنِهَا، بل هنالك جزاءٌ، والجزاءُ يتحدَّدُ في ضَوْءِ العملِ، فكلُّ إنسانٍ رهينٌ بعملِهِ، قال تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ}.
وهذا يُوجِبُ الانقطاعَ إلى اللهِ (جلَّ وعلا) والتسليمَ بقضائِهِ، والابتعادَ عمّا يُغْضِبُهُ (سبحانَهُ وتعالى).
وإنَّ خوفَ المعصومِ (عليه السلام) مِن ارتكابِ المعاصي، إنَّمَا هو تذكيرٌ لعامَّةِ النَّاسِ بوجوبِ الحَذَرِ مِنَ ارتكابِ الذنوبِ والمعاصِي والخطايا التي تدفعُ بصاحبِهَا إلى النَّار {إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا}.
(منقول بتصرّف)







وائل الوائلي
منذ 13 ساعة
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN