لقد كانَ الصبرُ مِنَ الصفاتِ الذاتيّةِ للأئمّةِ الطّاهرِينَ مِن أهلِ البيتِ (عليهم السّلام) فقد صبرُوا على مكارهِ الدهرِ، ونوائبِ الأيّامِ، وصبرُوا على تجرّعِ الخُطُوبِ التي تَعجزُ عن حملِهَا الجبالُ، فقد استقبلَ الإمامُ الحسينُ (عليه السّلام) على صعيدِ كربلاءَ أمواجًا مِنَ المِحَنِ الشَّاقَّةِ التي تُذْهِلُ كُلَّ كائنٍ حيٍّ، مُتَرَنِّمًا بقولِهِ (عليه السّلام): رضًا بقضائِكَ وتسليمًا لأمرِكَ لا معبودَ سِواكَ.
وصبْرُ الإمامِ الباقرِ (عليه السّلام) كآبائِهِ الطاهرِينَ على تحمّلِ المِحَنِ والخُطُوبِ.
ومِن تِلكَ المِحَنِ انتقاصُ السّلطةِ الجائرةِ لآبائِهِ الطاهرِينَ، وإعلانُ سَبِّهِم على المنابرِ والمآذنِ، وهو (عليه السّلام) يسمعُ ذلكَ، ولا يتمكّنُ أن يَنبِسَ بِبِنْتِ شفةٍ، فصبرَ وكظمَ غيظَهُ، وأوكلَ الأمرَ إلى اللّهِ الحاكِمِ بينَ عبادِهِ بالحَقِّ.
ومنها أيضًا التنكيلُ الهائلُ بشيعةِ أهلِ البيتِ (عليهم السّلام) وملاحقتُهُم تَحْتَ كُلِّ حَجَرٍ ومَدَرٍ وقتلُهُم بأيدِي الجلّادِينَ مِن عُملاءِ السلطةِ الأمويَّةِ الفاجرةِ.
لقد تسلّحَ الإمامُ (عليه السّلام) بالصبرِ أمامَ نوائبِ الدنيا، وقابلَ كوارثَ الدَّهْرِ بإرادةٍ صلبةٍ، وإيمانٍ راسخٍ، وتحمَّلَ الخُطُوبَ في غيرِ ضَجَرٍ ولا سَأمٍ مُحتَسِبًا في ذلكَ الأجرَ عِنْدَ اللّهِ تعالى.
وقد رُوِيَ عنهُ (عليه السلام) أنَّهُ قالَ: ((الْجَنَّةُ مَحْفُوفَةٌ بِالْمَكَارِهِ وَالصَّبْرِ، فَمَنْ صَبَرَ عَلَى الْمَكَارِهِ فِي الدُّنْيَا دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَجَهَنَّمُ مَحْفُوفَةٌ بِاللَّذَّاتِ وَالشَّهَوَاتِ فَمَنْ أَعْطَى نَفْسَهُ لَذَّتَهَا وَشَهْوَتَهَا دَخَلَ النَّارَ)).
(منقول بتصرّف).







وائل الوائلي
منذ 13 ساعة
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN