نَجْمٌ مِنَ النّجومِ التي سَمَت في سماءِ العقيدةِ والولاءِ لأهلِ بيتِ النبوّةِ (عليهم السلام)، والذي كانَت له البصماتُ الواضحةُ والجليَّةُ معَ المعصومِينَ (عليهم السلام)، هو ذلكَ البطلُ الشجاعُ والموالي الأمينُ هانِئُ بْنُ عُرْوةَ (رضي الله عنه وأرضاه).
يرجعُ نسبُهُ إلى بني مرادٍ مِن قبيلةِ مَذحِج، وكانَ (رضوان الله عليه) مِن أبرزِ وجوهِ الكوفةِ وأشرافِهَا، وكانَ شيخَ مرادٍ وزعيمَهَا.
كانَ (رضوان الله عليه) أحدَ خواصِّ أميرِ المؤمنينَ عليِّ بْنِ أبي طالبٍ (عليه السلام)، وكانَ شديدَ الولاءِ لَهُ، وشاركَ معهُ في جميعِ حروبِهِ ضِدَّ الناكثينَ والقاسطينَ والمارقينَ في الجملِ وصِفِّينَ والنّهروانِ.
وكانَ الدورُ البارزُ لهذا البطلِ الموالي هو ما سطَّرَهُ مِن شجاعةٍ وبطولاتٍ في قضيّةِ جَعْلِ بيتِهِ مركزاً للنشاطاتِ السياسيّةِ المناهضةِ للسلطةِ الأمويّةِ الظالمةِ، وفي نَفْسِ الوقتِ لَعِبَ دوراً بارزاً وقياديّاً في احتضانِ نهضةِ مسلمِ بْنِ عقيلٍ (عليه السلام) في الكوفةِ، فقد فتحَ أبوابَهُ لمسلمٍ (عليه السلام) بعد أن كانَ في دارِ المختارِ الثقفيّ (رضي الله عنه)؛ بسببِ اكتشافِ أمرِ مسلمٍ مِن قِبَلِ رجالِ ابْنِ زيادٍ، فكانَت دارُهُ مُختَلَفاً لشيعةِ أهلِ البيتِ (عليهم السلام) ولخدمةِ قضيّةِ مسلمِ بْنِ عقيلٍ، بسببِ ما يتمتَّعُ بِهِ هانئُ مِنَ النّفوذِ والوجاهةِ في الكوفةِ.
إلا أنَّ جواسيسَ الباطلِ وعيونَ أهلِ الظلمِ قد أوقعَت هذا القائدَ الشّجاعَ في شباكِ عبيدِ اللهِ بْنِ زيادٍ، وأمرَ اللعينُ بضرْبِ عنقِ هانئٍ [وقيلَ لَهُ: امدُدْ عُنُقَكَ فقال (رضي الله عنه): ((مَا أنا بِهَا بسخيٍّ، وما أنا بمعينِكُم على نفسي)). فضربَهُ مولىً شقيٌّ لعبيدِ اللهِ بالسيفِ فلم يصنَع شيئًا، فقال لَهُ هانئٌ (رضوان الله عليه): ((إلى اللهِ المعادُ، اللَّهُمَّ إلى رحمتِكَ ورضوانِكَ))، ثم ضربَهُ أُخرَى فقتَلَهُ].
فالسلامُ عليهِ يَومَ وُلِدَ، ويَومَ استُشْهِدَ، ويَومَ يُبْعَثُ حَيًّا.
(منقول بتصرّف).







وائل الوائلي
منذ 13 ساعة
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN