1

اعْجَبُوا لِهذَا الْإِنْسَانِ يَنْظُرُ بِشَحْمٍ

كانت خولة فتاة تملأها الدهشة من تفاصيل هذا العالم. كانت تجلس تحت شجرة في الحقول الخضراء، تتأمل السماء الزرقاء، وأوراق الشجر التي تحركها الرياح. كانت تقول في نفسها: "كم هو عظيم هذا الكون! ولكن، كيف أراه بكل هذا الوضوح؟"
ذات يوم، قابلت خولة شيخًا حكيمًا من قريتها. نظرت إليه وسألته: "يا عمّ، كيف ترى العين كل هذا الجمال؟ كيف تعمل بهذه الدقة؟" ابتسم الشيخ وقال: "يا خولة، لقد خلق الله العين آية من آياته. إنها نافذة صغيرة، لكنها تكشف عوالم لا حد لها."
أخذها الشيخ إلى ظلال شجرة وأمسك بورقة شجر صغيرة. قال لها: "تأملي هذه الورقة. كم من الألوان والأشكال ترين؟ وكيف تستطيعين أن تميزي تفاصيلها؟ هذا كله بفضل قدرة الله في صنع عينك. هذه العين تحتوي على ملايين الخلايا التي تعمل بتناغم كي ترى الأشياء، من نور الشمس الذي يسقط على الورقة إلى عصب البصر الذي ينقل الصورة إلى عقلك.
قال الله تعالى:
﴿صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ﴾
[النمل: 88]
أكمل الشيخ قائلاً: "لكن الأجمل يا خولة، ليس فقط أن ترى، بل أن تدرك عظمة الله فيما تراه. العين مجرد وسيلة، وما تدركه حقًا هو معجزة ربانية."
أطرقت خولة تفكر في كلامه، وشعرت بعظمة الله تغمر قلبها. ومنذ ذلك الحين، صارت ترى في كل شيء حولها دليلًا على قدرة الخالق، وحمدته على هذه النعمة التي تجعلها تبصر جمال الدنيا، وتشعر بعظمة من أبدعها.
--------------
روي عن الإمام علي (عليه السلام)
"اعْجَبُوا لِهذَا الْإِنْسَانِ يَنْظُرُ بِشَحْمٍ".

خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ

إِذَا أَقْبَلَتِ الدُّنْيَا عَلَى أحَد أَعَارَتْهُ مَحَاسِنَ غَيْرِهِ

اعْجَبُوا لِهذَا الْإِنْسَانِ يَنْظُرُ بِشَحْمٍ

وَأَعْمَالُ الْعِبَادِ فِي عَاجِلِهِمْ، نُصْبُ أَعْيُنِهِمْ فِي آجالِهِمْ

الصَّدَقَةُ دَوَاءٌ مُنْجِحٌ

والبشاشة حِبَالَةُ الْمَوَدَّةِ

والإحتمال قبر العيوب

صَدْرُ الْعَاقِلِ صُنْدُوقُ سِرِّهِ

وَالْفِكْرُ مِرْآةٌ صَافِيَةٌ

وَالْأَدَبُ حُلَلٌ مُجَدَّدَةٌ

الْعِلْمُ وِرَاثَهٌ كَرِيمَةٌ

الراشي والمرتشي في النار

الْعَجْزُ آفَةٌ

وَالْمُقِلُّ غَرِيبٌ فِي بَلْدَتِهِ

وَالفَقْرُ يُخْرِسُ الْفَطِنَ عَنْ حُجَّتِهِ

وَالْجُبْنُ مَنْقَصَةٌ

1

المزيد
EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي