خفقت رايات الحزن من جديد لتتقد معها نيران الأسى واللوعة في قلوب الموالين الذين ما زالت تنزف جراحهم لتلك الذكرى الأليمة، ووسط توافد الزائرين لحرم الإمامين الكاظمين"عليهما السلام" لتقديم آيات الولاء والعزاء بذكرى استشهاد شباب الأئمة محمد بن علي الجواد "عليه السلام" أقيمت في رحاب الصحن الكاظمي الشريف مجالس العزاء والتأبين وفق المنهاج الذي أعدته الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة بالتعاون مع المشروع التبليغي للحوزة العلمية، حيث ارتقى خلالها خطيب المنبر الحسيني فضيلة الدكتور الشيخ علي الشكري, وتطرق في أولى محاضراته الدينية إلى المآثر العظيمة والمناقب الربانية لصاحب الذكرى العطرة، واستعرض دور الإمامة المبكرة التي بدأت بالإمام الجواد وانتهت بحفيده الإمام المنتظر "عجل الله فرجه الشريف"، فضلاً عن عرض بعض المفاهيم الأخلاقية التي يحتاجها مجتمعنا في هذه المرحلة الحرجة، مؤكداً على دور شباب الأئمة "عليه السلام"، وحث المؤمنين على ضرورة التحلِّي بأخلاقه "عليه السلام"، وأن يتخذوا من سيرته الوضاءة منهجاً عملياً لبناء الذات والمجتمع، كما أشار إلى بعض المؤشرات السلبية التي تحاول النيّل من شبابنا وعقيدتهم ومبادئهم وأفكارهم ومحاولة الوقوف بوجه التهديدات التي تعصف بهم بهدف التهديم والانحراف والانجراف نحو الفساد والرذيلة والضلال. كما أكد فضيلته على ضرورة تدارك الأخطاء والعقبات التي تصيب أبناءنا وتعاون الجميع لأجل بناء جيل إسلامي رصين ملتزم بنهج أهل بيت النبوة "عليهم السلام". كما شارك في هذا البرنامج العزائي الرادود الحسيني عمار الكناني بمجموعة من القصائد والمراثي, بحضور الجموع الغفيرة من زائري الإمامين الجوادين"عليهما السلام" ممن توافدوا إلى الحرم الكاظمي الشريف لتقديم العزاء بهذا المصاب الجلل، واختتمت تلك المجالس العزائية بالدعاء إلى قواتنا الأمنية ومجاهدي الحشد الشعبي وهم يخوضون معارك التحرير في تلعفر سائلين الباري عزّ وجل أن يثبّت أقدامهم ويسدد رميهم وينصرهم نصراً عزيزاً