انطلقت وبرعاية الأمانة العامة للعتبة العلوية المقدسة أعمال المؤتمر الثاني لاتحاد الإذاعات والتلفزيونات العراقية بحضور سماحة الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة السيد نزار حبل المتين وسماحة السيد حميد الحسيني رئيس اتحاد الإذاعات والتلفزيونات العراقية والدكتور علي الخويلدي رئيس مجلس أمناء هيأة الإعلام والاتصالات العراقية، والأمين العام للاتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية الشيخ علي كريميان وممثل الأمانة العامة لرئاسة الوزراء ظافر عبد الله، وجمع غفير من مسؤولي وممثلي الإذاعات والقنوات الفضائية العراقية والعربية والإسلامية.
وأفتتح المؤتمر بآي من الذكر الحكيم تلاها على أسماع الحاضرين القارئ السيد هاني الموسوي، ثم كانت الكلمة لسماحة الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة السيد نزار حبل المتين، والتي رحب فيها بالحضور الكريم.
وقدم السيد حبل المتين في افتتاح كلمته التهاني والتبريكات والبشرى بمناسبة الانتصارات المتحققة على يد أبطال القوات الأمنية والحشد الشعبي، وقال: من هذا المكان المقدس وجوار علي (عليه السلام) نزف جميعا ومن خلالكم أجمل التحايا ونقبّل كل يد رفعت السلاح بوجه الإرهاب الداعشي البغيض وأعانت على دفعه وساهمت في هذا النصر العظيم.
ورحّب السيد حبل المتين بالحضور معربا عن فخره واعتزازه باللقاء بنخبة من إعلاميي العراق العاملين في الاذاعات العرقية من مدراء ومهنيين، مؤكدا بقوله: ان التفاتتهم بعقد المؤتمر في جوار سيد الأوصياء وفخر الأولياء علي بن أبي طالب (عليه السلام) وبرعاية العتبات المقدسة انما هو دلالة على نضج إعلاميٍ سامي لارتباط معاني هذه الاعمال بمصادر الصدق والحق.
وأكد السيد حبل المتين في كلمته الى وجوب اضفاء صفة الصدق والموضوعية في المؤسسات الاعلامية، خاصة المسموعة منها، لتكون مؤثرة للمخاطبين في المجتمع.
وأكد ان  الاذاعات لازالت فاعلة ومؤثرة لدى شريحة واسعة من الناس معروفة طبقاتهم، وبذلك تكون الرسالة الصوتية مهمة ومسؤولية كبيرة ولا سيما ونحن نعيش ونقارع الارهاب الداعشي في جبهة القتال ونقارع ونواجه الغزو الثقافي في جبهة أخرى، مما يتطلب الارتقاء بالبرامج الاذاعية وتطويرها شكلا ومضمونا لترتقي لمستوى المواجهة الثقافية والحضارية والعسكرية.
ودعا سماحة الأمين العام الى أهمية دراسة نفسيات المخاطبين من شباب وكبار في هذه الفترة من تاريخ العراق وما يواجهونه من (حرب ناعمة) تؤثر على مستوى تفكيرهم لنتمكن من كسب المستمع الكريم ونبقيه متواصلا مع جهاز الراديو وبذلك نستطيع ان نرسل رسالتنا وقيمنا وتقاليدنا بشكل حضاري وهادئ وباسلوب فني متطور.
كما دعا السيد حبل المتين الاعلاميين الاذاعيين الى استلهام معاني عملهم ورسالتهم الاعلامية العالمية في المحبة والصدق والسلام وهم في جوار حامل راية الصدق والموضوعية أمير المؤمنين (عليه السلام)، والذي سعي (صلوات الله وسلامه عليه) الى مد جذورها عميقا في حضارتنا الاسلامية عندما قال :( الناس صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق)، وهو مبدأ عابر للطائفية والعنصرية والتعصب الأعمى.
وشدد السيد حبل المتين الى أن رسالة الاعلام رسالة خطرة ومهمة وعظيمة ولها أهمية قصوى في خلق رأي عام في الاذهان بظروف حساسة ودقيقة بعيدا عن التجاذبات الفئوية والحزبية والطائفية، مع الدعوة الى بث رسالة الوحدة الوطنية وتقديم مصالح الناس على مصالح الجهات لتحقيق الانتصار الاعلامي بمصداقية وكسبا لثقة المخاطبين وتبلغون رسالات السماء وقيم ومبادئ الانبياء السامية والتي هي أسمى وأرقى من جميع القوانين الوضعية والنظريات البشرية.
وثمن رئيس اتحاد الاذاعات والتلفزيونات العراقية سماحة السيد حميد الحسيني في كلمته رعاية الأمانة العامة للعتبة المقدسة للمؤتمر، وقال" المؤتمر الثاني يعقد تحت عنوان الاتحاد الإذاعات الوطنية التي تنشد السلام في مدينة السلام، مدينة أمير المؤمنين (عليه السلام)، وندعو الإذاعيين الى الصبر والوحدة من أجل ديمومة رسالتهم الإعلامية المقدسة التي نعمل فيها على مواكبة التطور الاعلامي الحديث، والعمل على توحيد الخطاب الاعلامي الاذاعي في مكتبة صوتية مشتركة تكون ذات فائدة الى المخاطبين في جميع أنحاء العراق بحيث يستفيد المستمع في البصرة من رسالة الموصل ويستفيد المستمع في الانبار من رسالة الناصرية وهكذا ، لتكون رسالة اعلامية وطنية موحدة لجميع ربوع العراق ".
وقال " الاذاعات عادة ظلمت خاصة بعد النقلة النوعية التي حدثت في عالم التواصل الاجتماعي فلابد ان يكون للاذاعيين صولة وجولة، عملنا على جمعهم في جوار أمير المؤمنين (عليه السلام)، من خلال أكثر من 50 اذاعة من جميع المحافظات العراقية للخروج بخطاب واحد في جميع ربوع العراق ".
وأكد السيد الحسيني، ان " الاذاعة هي البنى التحتية للاعلام فلولاها لم نستطيع ان ننشر الخير والسلام في ربوع الوطن ونحن نرحب لكل من ساهم معنا في اقامة المؤتمر في النجف الأشرف".
وثمن رئيس مجلس أمناء هيأة الاعلام والاتصالات الدكتور علي الخويلدي في كلمته رعاية العتبة العلوية المقدسة للمؤتمر، مؤكدا ان اتحاد الاذاعات العراقي الذي يضم الكثير من القنوات الاعلامية وبما يمتلكه من مراسلين حربيين ومقدمي برامج شاركوا بقوة في جبهات القتال وكانوا السباقون في مواجهة الارهاب وعصابات الاجرام من خلال نشر الكلمة الصادقة والواقع الحقيقي من أرض المعركة وايصالها الى العراقيين والعالم، مؤكدا ان الاتحاد يعد جزءً من الاعلام العراقي الوطني المهني الحيادي التوجه الباحث عن صحة الاحداث وحقيقة نقلها".  
وبادر ممثل الأمانة العامة لرئاسة الوزراء ظافر عبد الله الى تقديم الشكر والامتنان للعتبة العلوية المقدسة رعايتها للمؤتمر وتقديم الدعوة الى ذوي الاختصاص مع تبني النصر المتحقق على الأعداء شعارا للمؤتمر، مرحبا بالنتائج والتوصيات التي خرجت عن المؤتمر مع الانجازات التقنية المعلنة فيه والتي ستضيف لمجاهدي الاعلام زخما جديدا ودافعا لمتابعة النجاحات المتحققة في جبهات القتال ضد الارهاب، مؤكدا سعي مجلس الوزراء الى عقد شراكات للنهوض بالاعلام العراقي الحكومي منه والمستقل.
وألقى الأمين العام للاتحاد الاذاعات والتلفزيونات الاسلامية الشيخ علي كريميان، كلمة أشاد فيها بدور الأمانة العامة للعتبة العلوية المقدسة برعاية هكذا مؤتمرات نافعة للمجتعم الاسلامية وذلك لأهمية (الراديو) في الوقت الحاضر على الرغم من كثرة القنوات الفضائية وشبكة الانترنت، مؤكدا انه بموجوب هذه الأهمية شكلنا لجنة خاصة لمتابعة الاذاعات الاسلامية ومدى تطورها، مشيرا الى ان المؤتمر له أهميته الخاصة لدوره في تهيئة الأرضية المناسبة لشمل  الاذاعات بباقة واحدة ومساهمتها جميعا في خدمة الثقافة الاسلامية المعاصرة".
من جانبه قال سكرتير عام اتحاد الاذاعات والتلفزيونات العراقية الإعلامي محمد علي الزهيري " المؤتمر يعد الثاني للاتحاد وقد عقد المؤتمر الاول برعاية العتبة الكاظمية المقدسة واليوم وبرعاية كريمة من لدن الامانة العامة للعتبة العلوية المقدسة تقام أعمال المؤتمر الثاني للاتحاد".
وأضاف" المؤتمر مميز بحضور أغلب مسؤولي وممثلي الاذاعات العراقية التي تبث على موجة ال FM والموجة المتوسطة هنالك برنامج تقني كبير سيفتتح في المؤتمر يربط جميع الاذاعات العراقية وكأنها اذاعة واحدة من خلال برنامج تقني مشترك يتم ادخاله في الشبكة العنكبوتية للاستفادة من برامج الاذاعات، الامر الاخر تم الاعلان عن افتتاح الباقة الجديدة للقنوات الأرضية تضم 20 قناة سيتم منح العتبة العلوية منها قناة أرضية خاصة بتنقية الHD ".
من جانبه قال رئيس قسم الاعلام في العتبة العلوية السيد علي زوين " يعد المؤتمر من المؤتمرات المهمة الطامحة الى توحيد الخطاب الاعلامي الاذاعي والتلفازي في رحاب العتبة العلوية المقدسة وصدرت عن المؤتمر مجموعة من التوصيات لخاصة بهذا الشان مع الاعلان عن مجموعة من الانجازات التقنية منها اطلاق حزمة من الترددات التلفازية للبث الأرضي بتقنية ال HD  مع حزمة مشتركة للبث الاذاعي عبر الأثير أطلق عليها (المكتبة الصوتية المشتركة)".
وبادر رئيس الاتحاد السيد حميد الحسيني الى الاعلان عن افتتاح الباقة الاذاعية (المكتبة الصوتية المشتركة)، معلنا في الوقت ذاته عن انطلاق البث الأرضي بتقنية الHD، لباقة من القنوات الفضائية كقنوات العراقية والمنار والعالم وغيرها من القنوات الأخرى .
ثم بادر المهندس منتظر الطالقاني المؤسس لبرنامج المكتبة الصوتية المشتركة بشرح آلية وعمل البرنامج الالكتروني الخاصة بالمكتبة وكيفية عملها.
وشهد ختام المؤتمر تقديم الدروع التقديرية لسماحة الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة من قبل سماحة السيد حميد الحسيني رئيس الاتحاد مع تكريم عدد من الشخصيات الرسمية والاعلامية ثم كان مسك الختام بأناشيد ولائية لفرقة الانشاد التابعة للعتبة العلوية المقدسة.