المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
Untitled Document
أبحث في الأخبار


من هم أهل الذكر؟


  

2325       03:44 مساءاً       التاريخ: 21-10-2014              المصدر: ناصر مكارم الشيرازي

أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-12-2015 4466
التاريخ: 21-10-2014 2666
التاريخ: 25-1-2016 5803
التاريخ: 21-10-2014 2876
التاريخ: 28-1-2016 2583
قال تعالى : {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النحل : 43] .
ذكرت الرّوايات الكثيرة المروية عن أهل البيت (عليهم السلام) أنّ «أهل الذكر» هم الأئمّة المعصومون (عليهم السلام) ، ومن هذه الرّوايات :
روي عن الإِمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) في جوابه عن معنى الآية أنّه قال : «نحن أهل الذكر ونحن المسؤولون» (1).
وعن الإِمام الباقر (عليه السلام) في تفسير الآية أنّه قال : «الذكر القرآن وآل الرّسول أهل الذكر وهم المسؤولون» (2).
وفي روايات أُخرى : أنَّ «الذكر» هو النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) ، و«أهل الذكر» هم أهل البيت (عليهم السلام) (3).
وثمّة روايات متعددة أُخرى تحمل نفس هذا المعنى.
وفي تفاسير وكتب أهل السنّة روايات تحمل نفس المعنى أيضاً ، منها :
ما في التّفسير الأثنى عشري : روي عن ابن عباس في تفسير هذه الآية ، قال : هو محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) هم أهل الذكر والعقل والبيان (4).
 
فهذه ليست هي المرّة الأُولى في تفسير الرّوايات للآيات القرآنية ببيان أحد مصاديقها دون أن تقيد مفهوم الآية المطلق.
وكما قلنا فـ «الذكر» يعني كل أنواع العلم والمعرفة والإِطلاع ، و«أهل الذكر» هم العلماء والعارفون في مختلف المجالات ، وباعتبار أن القرآن نموذج كامل وبارز للعلم والمعرفة أطلق عليه اسم «الذكر» ، وكذلك شخص النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فهو مصداق واضح للـ «ذكر» والأئمّة المعصومون باعتبارهم أهل بيت النّبوة ووارثو علمه (صلى الله عليه وآله وسلم) فهم (عليهم السلام) أفضل مصداق لـ «أهل الذكر».
وهذا لا ينافي عمومية مفهوم الآية ، ولا ينافي مورد نزولها أيضاً (علماء أهل الكتاب) ولهذا اتجه علماؤنا في الفقه والاُصول عند بحثهم موضوع الإِجتهاد والتقليد إِلى ضرورة ووجوب أتباع العلماء لمن ليست له القدرة على استنباط الأحكام الشرعية ، ويستدلون بهذه الآية على صحة منحاهم.
وقد يُتساءل فيما ورد عن الإِمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) في كتاب (عيون أخبار الرضا (عليه السلام)) : أنّ علماءً في مجلس المأمون قالوا في تفسير الآية : إِنما عُني بذلك اليهود والنصارى ، فقال الرضا (عليه السلام) : «سبحان اللّه وهل يجوز ذلك ، إذَاً يدعونا إلى دينهم ويقولون : إنّه أفضل من الإِسلام...» ثمّ قال : «الذكر رسول اللّه ونحن أهله» (5).
وتتلخص الإِجابة بقولنا : إِنّ الإِمام قال ذلك لمن كان يعتقد أن تفسير الآية منحصر بمعنى الرجوع إِلى علماء أهل الكتاب في كل عصر وزمان ، وبدون شك أنّه خلاف الواقع ، فليس المقصود بالرجوع إِليهم على مر العصور والأيّام ، بل لكل مقام مقال ، ففي عصر الإِمام علي بن موسى الرضا(عليه السلام) لابدّ من الرجوع إِليه على أساس إنّه مرجع علماء الإِسلام ورأسهم.
وبعبارة أُخرى : إذا كانت وظيفة المشركين في صدر الإِسلام لدى سؤالهم عن الأنبياء السابقين وهل أنّهم من جنس البشر هي الرجوع إِلى علماء أهل الكتاب لا إِلى النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) ، فهذا لا يعني أن على جميع الناس في أي عصر ومصر أن يرجعوا إِليهم ، بل يجب الرجوع إِلى علماء كل زمان.
وعلى أية حال.. فالآية مبيّنة لأصل إِسلامي يتعيّن الأخذ به في كل مجالات الحياة المادية والمعنوية ، وتؤكّد على المسلمين ضرورة السؤال فيما لا يعلمونه ممن يعلمه ، وأن لا يورطوا أنفسهم فيما لا يعلمون.
وعلى هذا فإنّ «مسألة التخصص» لم يقررها القرآن الكريم ويحصرها في المسائل الدينية بل هي شاملة لكل المواضيع والعلوم المختلفة ، ويجب أن يكون من بين المسلمين علماء في كافة التخصصات للرجوع إِليهم.
وينبغي التنويه هنا إِلى ضرورة الرجوع إِلى المتخصص الثابت علمه وتمكنه في اختصاصه ، بالإِضافة إِلى توفر عنصر الإِخلاص في عمله فهل يصح أن نراجع طبيباً متخصصاً ـ على سبيل المثال ـ غير مخلص في عمله؟!
ولهذا وضع شرط العدالة في مسائل التقليد إِلى جانب الإِجتهاد والأعلمية ، أي لابدّ لمرجع التقليد من أن يكون تقياً ورعاً بالإِضافة إِلى علميته في المسائل الإِسلامية.
________________________
1- تفسير نور الثقلين ، ج3 ، ص55 و 56 .
2- المصدر السابق .
3- المصدر السابق .
4- إحقاق الحق ، ج3 ، ص 428 – والمقصود من تفسير الأثنى عشر ، هو تفاسير كل من : أبي يوسف ، ابن حجر ، مقاتل بن سليمان ، وكيع بن جراح ، يوسف بن موسى ، قتادة ، حرب الطائي ، السدي ، مجاهد ، مقاتل بن حيان ، أبي صالح ومحمد بن موسى الشيرازي .
وروى حديث آخر عن جابر الجعفي في تفسير الآية ، في كتاب الثعلبي أنه قال : لما نزلت هذه الآية قال علي (عليه السلام) : " نحن أهل الذكر " ـ راجع المصدر أعلاه ـ .
5- تفسير نور الثقلين ، ج3 ، ص57 .


Untitled Document
السيد رياض الفاضلي
جواهر نبويّة: الحلقة السابعة عشرة
د. فاضل حسن شريف
مصطلحات رياضة المعوقين في القرآن الكريم (ح 5) (أبكم،...
حسن السعدي
الحالة الرابعة للمادة: حالة البلازمة
حامد محل العطافي
التربة والاستشعار عن بعد
السيد رياض الفاضلي
جواهر نبويّة: الحلقة السّادسة عشرة
الدكتورة مواهب الخطيب
أثر الحجاب على الأسرة والمجتمع
.مرتضى صادق
البيت موس واستخدامه في الزراعة العضوية Peat Moss
د . حميد ابولول جبجاب
دور المخابرات الامريكية والموقف الدولي من حرب الخليج...
السيد رياض الفاضلي
جواهر نبويّة: الحلقة الخامسة عشرة
السيد رياض الفاضلي
جواهر نبويّة: الحلقة الرابعة عشرة
حسن الهاشمي
الآثار الوضعية للذنوب... فلسفة تحريم اللواط (19)
محمدعلي حسن
مراتب المعرفة
السيد رياض الفاضلي
جواهر نبويّة: الحلقة الثالثة عشرة
حامد محل العطافي
الدعاء