المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
Untitled Document
أبحث في الأخبار


ما هي الحكمة : حكمة لقمان ؟


  

2736       02:29 صباحاً       التاريخ: 20-10-2014              المصدر: ناصر مكارم الشيرازي

أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-10-2014 2643
التاريخ: 10-12-2015 9816
التاريخ: 8-06-2015 7803
التاريخ: 20-1-2016 4842
التاريخ: 17-12-2015 8099
قال تعالى : {وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (12) وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان : 12 ، 13].
في معرض الحديث عن ماهية الحكمة ينبغي القول : إنّهم قد ذكروا للحكمة معاني كثيرة ، مثل : معرفة أسرار عالم الوجود ، والإحاطة والعلم بحقائق القرآن ، والوصول إلى الحقّ من جهة القول والعمل ، ومعرفة الله.
إلاّ أنّ كلّ هذه المعاني يمكن جمعها في تعريف واحد ، فالحكمة التي يتحدّث عنها القرآن ، والتي كان الله قد آتاها لقمان ، كانت مجموعة من المعرفة والعلم ، والأخلاق الطاهرة والتقوى ونور الهداية.
وفي حديث عن الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) ، أنّه قال لهشام بن الحكم في تفسير هذه الآية : «إنّ الحكمة هي الفهم والعقل» (1) .
وفي حديث آخر عن الإمام الصادق (عليه السلام) في تفسير هذه الآية ، أنّه قال : «اُوتي معرفة إمام زمانه» (2) .
ومن الواضح أنّ كلاًّ من هذه المفاهيم يعتبر أحد فروع معنى الحكمة الواسع ، ولا منافاة بينها.
وعلى كلّ حال ، فإنّ لقمان بإمتلاكه هذه الحكمة كان يشكر الله ، فقد كان يعلم الهدف من وراء هذه النعم الإلهيّة ، وكيفيّة إستغلالها والإستفادة منها ، وكان يضعها بدقّة وصواب كامل في مكانها المناسب لتحقيق الهدف الذي خلقت من أجله ، وهذه هي الحكمة ، هي وضع كلّ شيء في موضعه ، وبناءً على هذا فإنّ الشكر والحكمة يعودان إلى نقطة واحدة.
وقد اتّضحت نتيجة الشكر والكفران للنعم بصورة ضمنية في الآية ، وهي أنّ شكر النعمة سيكون من صالح الإنسان وفي منفعته ، وأنّ كفران النعمة سيكون سبباً لضرره أيضاً ، لأنّ الله سبحانه غنيّ عن العالمين ، فلو أنّ كلّ الممكنات قد شكرته فلا يزيد في عظمته شيء ، ولو أنّ كلّ الكائنات كفرت فلا ينقص من كبريائه شيء!.
__________________
1 ـ اُصول الكافي ، ج2 ، ص13. كتاب العقل والجهل ح 12.
2 ـ نور الثقلين ، ج 4 ، ص 196.


لطفاً انتظر ... جاري التحميل