تشهد أعمال تركيب قطع وأجزاء الشبّاك الجديد لضريح أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) مراحل متقدّمة، وهي تسير وفقاً لخطّة عملٍ زمانيّة ومكانيّة خاصّة به وضعتها اللّجنةُ المشرفة على أعماله فتمّ تركيب أغلب أجزائه، وسيكون ببركات أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) وهمّة العاملين به جاهزاً لتقرّ به عيون زائريه وعاشقيه ومحبّيه قبيل افتتاحه في الثالث عشر من شهر رجب الخير ذكرى ميلاد أمير المؤمنين(عليه السلام).
ومن الأعمال التي بوشر بها هي تركيبُ الكتيبة القرآنية التي تقع في الجزء العلويّ من الشبّاك وتُحيط به من جهاته الأربع، وهي واحدةٌ من ثلاث كتائب أو أشرطة، فالشبّاك الشريف يحتوي على كتيبةٍ شعريةٍ وكتيبتين قرآنيّتين يفصل بينهما جزءٌ يسمّى بـ(الأفريز الزخرفي الذهبي) ويعتليها إطارٌ فضيّ.
الكتيبةُ هي عبارة عن شريطٍ معدنيّ مصنوعٍ من مادة النحاس المطليّ بالذهب الخالص عيار (24) وبسُمْك (20-30 مايكرو) وبمعايير ونسب خلطٍ قياسيّة خاصّة ودقيقة وطُعِّمَت أرضيّتها بمادّة المينا الزرقاء.
خُطّت عليها (سورة الدهر) بارتفاع (18,5سم) وسُمْك (7ملم) وطول (19,78متراً)، قُطّعت بشكلٍ هندسيّ وحسب كلّ جزءٍ من السورة ووقفاتها ومقاطعها، أي تقطيعُها ليس بشكلٍ عموديّ بل بما لا يؤثّر على أصل السورة وحركاتها وبما يحسن الابتداء به والوقوف عنده، وهي من الإضافات الجديدة على هذه الكتيبة لأنّ الكتيبة القديمة كانت مقطّعة على أجزاءٍ متساوية ويبلغ وزنها (7كغم).
الكتيبةُ القرآنية خُطّت بيد الخطّاط العراقيّ الشهير أستاذ الخطّ العربي والزخرفة في جامعة بغداد الدكتور روضان البهية وبخطّ الثلث المركّب، ومرّت الكتيبة بعدّة مراحل وصولاً الى شكلها النهائيّ، فبعد أخذ القياسات اللازمة لها والخطوط الخاصّة بها التي نُقشت وخُطّت بمكائن (CNC) تمّ تصحيح الخطوط ووضع حركاتها يدويّاً، كون أنّ هذه الماكنة لا تُعطي نتائج وفقاً لما هو مطلوب، بعدها جرت أعمال استئصال الزوائد المعدنية (التشذيب) والتنعيم والتلميع ولُحام أماكن تثبيتها على الهيكل الخشبيّ، وبعد التأكّد من مطابقتها للقياسات عن طريق ربطها على هيكل الخشب الذي تمّ نصبه في قاعات المصنع خُتِمت بأعمال الطلاء بماء الذهب والمينا في ورشٍ خاصّة داخل مصنع شبابيك الأضرحة في العتبة العباسية المقدّسة وبمعايير ونسب خلطٍ قياسية خاصّة ودقيقة.
وتمتاز هذه الكتيبة كباقي الأجزاء بميزة طريقة التثبيت، وهي من الإضافات التي أبدع فيها القائمون على أعمال الشبّاك الجديد، فهي طريقةٌ فنية وحديثة ومغايرة لطرق التثبيت المستخدمة حيث تكون مخفيّةً وتجعلها مع باقي الأجزاء كقطعةٍ واحدة.
من جهةٍ أخرى تمّ الانتهاء من تركيب وتثبيت المقطع الثالث والأخير من سقف الشبّاك الشريف، وهو عبارة عن غطاء خشبيّ مستطيل الشكل يبلغ طوله (390سم) وعرضه (260سم) يغلّف النقوش والزخارف الداخلية العُليا للشبّاك، وهو مصنوعٌ من خشب الساج وبسُمْكٍ عالٍ، ورُبط مع المقطع الثاني من سقف الشبّاك المصنّع من النحاس المطليّ بالذهب الخالص عيار (24 حبّة)، وبهذا المقطع يكون قد تمّ الانتهاء من سقف الشبّاك بمقاطعة الثلاثة.