مصبا- هلع هلعا : جزع , فهو هلع وهلوع.
مقا- هلع : يدلّ على سرعة وحدّة. وناقة هلواع : حديدة سريعة. ونعامة هالع كذلك. ومنه الهلع في الإنسان : شبه الحرص. ورجل هلع وهلوع.
لسا- الهلع : الحرص. وقيل : الجزع وقلّة الصبر. وقيل : هو أسرع الجزع وأفحشه. والهلاع والهلاع : كالهلوع. ورجل هلع وهالع وهلوع وهلواع وهلواعة : جزوع حريص. والهلع : الحزن. والهلع : الحزين. خلق هلوعا : قال معمر والحسن : هو الشره. وقال الفرّاء : الضّجور. وهلع : جاع. والهلع والهلاع والهلعان : الجبن عند اللقاء.
والتحقيق‌
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو تمايل الى تنعّم وتلذّذ. وأمّا الجزع , والسرعة , والحدّة , والحرص , وقلّة الصبر , والحزن , والتضجّر , والجبن : فمن آثار الهلع.
فانّ الهلوع يحصل له الحرص والمسارعة وقلة الصبر : في صورة التمايل. والجزع والتضجّر والحزن : إذا يئس عن التنعّم.
والشره : تمايل شديد مطلق. والجوع باعتبار الميل الى الطعام.
ولا يخفى أنّ الجزوع في الآية الشريفة أوجب اشتباها في معنى الهلوع , فيتخيّل أنّ الهلوع فسّر به , مع انّ المراد ذكر الأثر في الهلع , وهو إمّا الجزع أو المنع.
{إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21) إِلَّا الْمُصَلِّينَ} [المعارج : 19 - 22] فالجزع والمنع من آثار الهلع في الإنسان , وهما يظهران للإنسان الهلوع عند رؤية الشرّ أو الخير , ولا يصحّ تفسير الهلع بالجزع ولا بالحرص ولا بالضجر ولا بالحزن : فانّ الإنسان غير مخلوق عليها فطرة.
واستثنى من الجزوع والمنوع : المصلّون فانّ المصلّى يرتبط قلبه بعالم النور ويتوجّه الى اللّٰه تعالى وينقطع عن التعلّقات المادّية والتنعمّات والالتذاذات الدنيويّه , فلا يحصل لهم جزع ومنع.
وأمّا خلق الإنسان على الهلع : ليحصل له استعداد التمايل الى التنعّمات والالتذاذات الروحانيّة الحقيقيّة.
________________________________
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
‏- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ ‏مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ ‏هـ.
- لسا = لسان العرب لابن منظور ، 15 مجلداً ، طبع بيروت 1376 هـ .