مقا- هزل : كلمتان في قياس واحد , يدلّان على ضعف. فالهزل : نقيض الجدّ. والهزال : خلاف السمن. يقال : هزلت دابّتي وقد هزلت. وهزل في منطقه. وأهزل : وقع في ماله الهزال.
مصبا- هزل في كلامه هزلا من باب ضرب : مزَح , وتصغير المصدر هزيل , وبه سمّى. والفاعل هازل , وهزّال مبالغة. وهزلت الدابّة أهزلها أيضا من باب ضرب , هزلا : أضعفتها بإساءة القيام عليها , والاسم الهزال , وهزلت فهي مهزولة , فان ضعفت من غير فعل المالك قيل : أهزل : وقع في ماله الهزال.
أسا- أ هازل أنت ام جادّ؟ وهو يهزل في كلامه , وشاة هزيل وشاء هزلى , وجمل مهزول وإبل مهازيل , وبه هزال وهزيلة , وفشت الهزيلة في الإبل. وهزلها صاحبها وهزّلها. وأهزل القوم : هزلت دوابّهم.
والتحقيق‌
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو ما يقابل الجدّ والفصل الّذى يكون فيه إحكام وإتقان. فيكون الهزل بمعنى الاضطراب والتزلزل والهون الّذي ليس فيه تثبّت.
ومن مصاديقه : الهزال إذا تزلّق عن الإحكام في البدن أو عن السلامة والصحّة أو عن السمن. والهزل إذا سقط عن مرتبة الجدّ وفصل الخطاب والقاطعيّة والإبانة.
{إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (13) وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ} [الطارق : 13، 14] فالقرآن كالقيامة والقاطعيّة الحقّة الّتى أوتيت داود عليه السّلام , قال تعالى :
{ هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ} [الصافات : 21]. {وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ} [ص : 20]. {كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا} [فصلت : 3]. {كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ} [هود : 1] فالهزل ما يكون فيه تزلّق عن الإحكام , وفيه سقوط عن مرتبة الفصل والتبيّن , وفيه نوع هوان وضعف واضطراب.
فظهر لطف التعبير بالمادّة , فانّ فيها دلالة على السقوط والتزلّق , وعلى انتفاء الإحكام والفصل والتبيّن.
وبين المادّة وموادّ الهزّ والهزء والهزع : اشتقاق أكبر.
_________________________________
‏- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ ‏مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ ‏هـ.
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
- أسا = أساس البلاغة للزمخشري ، طبع مصر، . ١٩٦ ‏م .