ألقى أستاذ الحوزة العلميّة العلّامة السيّد أحمد الصافي، المحاضرة العلميّة السابعة لشرح دعاء أبي حمزة الثمالي في شهر رمضان المبارك 1446هـ، بحضور مسؤولي العتبة العبّاسيّة المقدّسة وخَدَمتها وجمعٍ من الفضلاء وطلبة العلوم الدينيّة. المحاضرة تأتي ضمن سلسلة المحاضرات التي قدّمها سماحتُه السنوات الماضية، في شرح دعاء أبي حمزة الثمالي عن الإمام السجّاد(عليه السلام)، وانطلقت في هذا الشهر الفضيل مجدّدًا لإتمام شرح ما يتعلّق بهذا الدعاء ومضامينه. وتطرّق سماحتُه إلى ما جاء في المحاضرة السابقة، وانتقال الإمام (عليه السلام) من فقرةٍ إلى أخرى في الدعاء، مضيفاً أن هذ الانتقال لم يكن جزافاً إنّما هو مبنيٌّ على أسسٍ دقيقةٍ جداً، واستثمارٌ لهذه الليالي المباركة بالدعاء والتكلّم مع الله تعالى، والذي لا بُدّ للعبد أن يُحسن طريقة التكلّم مع ربّه، وهذا يتطلّب معرفة أسلوب الكلام الأمثل في الخطاب. ولفت سماحتُه إلى موضوع الدعاء والتوبة وكيفيّة استعطاف العبد لله تعالى في حال الذنب، وأهمّية الاعتراف بالذنب والضعف البشريّ، موضّحاً أن الله تعالى لا يعجّل بالعقوبة، بل يترك مجالاً للتوبة والرجوع إليه. وأشار سماحته إلى أن هذا النوع من الدعاء يُمكن أن تكون له تأثيراتٌ نفسيّة عميقة على الإنسان، حيث يساعده على فهم نفسه بشكلٍ أفضل، وتطوير سلوكيّاته وفق تعاليم أهل البيت(عليهم السلام).
وتحدّث السيد الصافي حول كيفيّة إدراك الإنسان لرحمة الله ورزقه، من خلال براهين عقليّة وسمعيّة، بالإضافة إلى التجارب الحياتيّة التي تعزّز هذا الإيمان، مبيّناً أن الإيمان بالله ورزقه ليس مجرّد قناعة عقليّة، بل هو أيضًا تجربة وجدانيّة يشعر بها الإنسان في حياته اليوميّة. فمثلاً، عندما يواجه الإنسان صعوباتٍ أو تحدّيات، قد يشعر بأن الله قد فرّج عنه بطريقةٍ غير متوقّعة، ممّا يعزّز إيمانه ويجعله يدرك قرب الله منه. رابط الحلقة كاملة: https://www.youtube.com/watch?v=Z3fzeqydS7I