في أجواء روحانية مُفعَمة بالإيمان، شهدت العتبة العلوية المقدسة انطلاق الختمة القرآنية الخاصّة بالبراعم، والتي تُنظّم للسنة العاشرة على التوالي، وتُعدّ المبادرة الوحيدة من نوعها في العالم الإسلامي. وتُقام الختمة في رواق أبي طالب (عليه السلام) داخل الصحن الحيدري الشريف، ويتمُّ نقلها مباشرة عبر فضائية العتبة العلوية المقدسة، لتصل أصوات البراعم إلى الجمهور في مختلف أنحاء العالم.
أكثر من 100 برعم في محفل قرآني فريد
أكّد مسؤول دار القرآن الكريم في العتبة العلوية المقدسة، الخادم علاء محسن، في تصريح للمركز الخبري: أن الختمة تشهد مشاركة أكثر من 100 برعم، جرى إعدادهم وتدريبهم عبر دورات وورش عمل ومسابقات قرآنية مكثفة. وأضاف أنّ المشروع يستقطب مواهب قرآنية واعدة من النجف الأشرف، إذ يتم اختيارهم بعناية لتعزيز حضورهم في الساحة القرآنية إضافةً إلى مشاركة للمواهب القرآنية من البراعم في المحافظات خلال جلسات الختمة خلال الشهر الفضيل.
وأشار محسن إلى أنّ الختمة تحظى بحضور مئات الزائرين يوميًّا، إلى جانب مشاركة أُسَر البراعم، مما يعكس اهتمام العتبة العلوية المقدسة ببناء جيل قرآنيّ ناشئ يمتلك المهارات الصوتية والمعرفية التي تُؤهّله ليكون في طليعة القرّاء.
مشروع قرآنيّ بمعايير عالمية
تُمثّل الختمة القرآنية الخاصّة بالبراعم واحدة من أبرز المشاريع القرآنية التي أطلقتها العتبة العلوية المقدسة، إذ تُقام خلال شهر رمضان المبارك بمشاركة نخبة من القرّاء الصغار الذين لم يتجاوزوا سن الخامسة عشرة. وأوضح محسن أن هذه الختمة تتميّز بإدارتها بالكامل من قبل البراعم أنفسهم، سواء في التلاوة أو إدارة الجلسة، ما يمنحهم تجربة عملية في الأجواء القرآنية المتميّزة.
وأضاف أنّ الختمة تعتمد على نظام دقيق في إدارة التلاوات، إذ يتناوب أكثر من 100 قارئ على التلاوة يوميًّا، بمعدّل أربعة قُرّاء في كل جلسة، مما يدل على دقة التنظيم لهذا المحفل القرآني الفريد.
استقطاب المواهب وتأهيلها
من جانبه، أوضح الخادم عبد الله السيلاوي، المسؤول عن برامج البراعم في دار القرآن الكريم، أن المشروع انطلق بمشاركة 150 طالبًا، لكن الاختبارات الدورية التي أُجريت لضمان الالتزام والجودة أسفرت عن اختيار 105 براعم فقط.
وأضاف أن عملية اختيار المشاركين تخضع لمعايير دقيقة تشمل امتلاك صوت مميّز، والقدرة على تقليد القُرّاء الكبار، والإلمام بأحكام التلاوة، إلى جانب الالتزام بالبرامج التدريبية والجداول الزمنية المحددة.
محفل قرآنيّ لاستعراض المواهب
تتوّج جهود العتبة العلوية المقدسة في احتضان البراعم من خلال المحفل القرآنيّ السنويّ، الذي يُعدّ أحد أبرز الفعاليات التي تُتيح للمشاركين استعراض مهاراتهم أمام الجمهور. ويتميّز المحفل بتقديم تلاوات فردية وجماعية، إلى جانب فقرات متنوّعة تستقطب اهتمام جمهور واسع من المهتمين بالشأن القرآني.
وأشار السيلاوي إلى أن التحضيرات لهذا المحفل تبدأ منذ وقت مبكر، إذ يخضع البراعم إلى تدريبات مكثّفة، إلى جانب تجهيز القاعة وتنظيم الجانب الإعلامي لضمان وصول الحدث إلى أكبر شريحة مُمكنة من المتابعين.
واختتم السيلاوي حديثه مؤكّدًا أنّ العتبة العلوية المقدسة ماضية في دعم هذه المشاريع القرآنية الفريدة، إيمانًا منها بأهمية بناء جيل قرآنيّ واعٍ يحمل قيم الإسلام الأصيل، ويُسهم في نشر ثقافة التلاوة والتدبّر في كتاب الله.