أعلنت جامعة الكفيل مشاركة واحد وخمسين بحثًا من العراق، وسبع دول أخرى في مؤتمر الإمام علي (عليه السلام) الثاني. جاء ذلك في كلمة ألقاها رئيس الجامعة الدكتور نورس الدهان في
ews/index?id=26064&lang=ar>افتتاح فعاليات المؤتمر الذي تحتضن فعالياته كلية الطب بجامعة الكفيل ضمن فعاليات أسبوع الإمامة الدولي الثاني. وتقيم العتبة العباسية المقدسة أسبوع الإمامة العلمي الدولي الثاني، تحت شعار (النبوة والإمامة صنوان لا يفترقان) وبعنوان (منهاج الأئمة -عليهم السلام- في تربية الفرد والأمة).
وأدناه نص الكلمة: ينطلق مؤتمر الإمام علي (عليه السلام) بنسخته الثانية وبعنوان: (منهاج الإمام علي -عليه السلام- في تربية الفرد والأمة) ضمن فعاليات أسبوع الإمامة الدولي الثاني تحت شعار (النبوة والإمامة صنوان لا يفترقان). وللتبرك بكلمات سيد الأوصياء والبلغاء ذات المضامين التربوية، نستذكر ما ورد في وصيته لولده الإمام الحسن (عليهما السلام): (وإنّما قلب الحدث كالأرض الخالية ما أُلقي فيها من شيء قبلته، فبادرتك بالأدب قبل أن يقسو قلبك ويشتغل لبّك)، وقال (عليه السلام) : (فما طاب سقيه طاب عرسه وحلت ثمرته، وما خبث سقبه خبث غرسه، وأمرّت ثمرته)، ومن هذه الكلمات المباركة يمكننا أن نستنتج قاعدتين تربويتين، الأولى: المبادرة المبكرة للغرس الصالح في نفوس الأبناء، وقبل أن يُملأ الفراغ بغرس غير صالح، وهذه القاعدة لاتدع مجالاً لتسويغ ترك الأبناء وشأنهم بحجة أنهم سيختارون لاحقًا ما يعتقدونه من مبادئ وقيم، وأمّا القاعدة الثانية فهي ترجيح التأديب بالقيم التربوية والأخلاقية وتقديمه على كلّ عملية تعليمية أخرى إذ الأولوية للجانب التربوي. وثمّة قاعدة أخرى يؤكدها (عليه السلام) بقوله: (من نصب نفسه للناس إمامًا فليبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره، وليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه، ومعلم نفسه ومؤدبها أحق بالإجلال من معلم الناس ومؤدبهم)، إنّه أسلوب تربوي رائع يجعل مبادرة الأبناء وغيرهم بغرس القيم الصالحة عن طريق ما صار يُعرف بالاصطلاح التربوي الحديث بـ (التربية بالقدوة)، ومن هنا يتضح جليًا مدى ارتباط المنهج التربوي العلوي بالقرآن الكريم، إذ قال تعالى: (كَبُرَ مَقْتًا عِندَ الله أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ). وهذه هي كلماته (عليه السلام) درر علوية تؤسس وتبين المنهج التربوي السليم، فكانت مادة خصبة للباحثين المهتمين بالشأن التربوي، وتأصيل قواعده بالإفادة من بحر علمه الزاخر، وفي عصر أحوج ما نكون فيه إلى سفن النجاة، إذ الأمواج المتلاطمة تعصف بالقيم التربوية والأخطار محدقة بنا وبأبنائنا. لا يخفى على حضراتكم أيضًا أثر الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) في مجال التربية السياسية والإدارية والقيادية نظرًا لتسنمه مقاليد الحكم، فواجه الانحراف متصديًا لتقويم الاعوجاج عن سبيل الحق والرشاد مرسخًا مبادئ القيادة الصالحة، ولذلك لاحظنا أنّ هذه الجنبة أخذت حيّزًا في بحوث مؤتمر الإمام علي (عليه السلام) وميّزتها من سائر بحوث أسبوع الإمامة. وقد بلغ عدد البحوث المشاركة في مؤتمرنا هذا واحدًا وخمسين بحثًا من العراق وسبع دول أخرى هي: (لبنان، والبحرين، وسوريا، وإيران وباكستان، وألمانيا، وفرنسا) وقد قُبل منها تسعة عشر بحثًا، ومن هنا يسرنا أن نعبر عن شكرنا الكبير مصحوبًا بأسمى آيات العرفان لكل المشاركين والباحثين الذين قُبلت بحوثهم أم لم تُقبل بحسب الموازين العلمية، مثمنين عاليًا إسهامهم وداعين لهم بأن تحظى جهودهم بالقبول والمباركة عند الله تعالى خدمةً لنهج أمير المؤمنين (عليه السلام) نهج الإسلام المحمدي الأصيل. وختامًا حري بنا ونحن نشهد هذا المحفل العلمي المبارك أن نتوجه ببالغ الشكر والعرفان لسماحة المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة حجة الإسلام والمسلمين السيد أحمد الصافي (دام عزه)، لحرصه وإيمانه بأهمية تنشيط الحركة العلمية والتربوية المستنيرة بأنوار الهداية من أهل بيت النبوة (عليهم الصلاة والسلام)، فجزاه الله تعالى عن العلم وأهله والمشتغلين به وعن الناشئة من أبنائنا الطلبة خير جزاء المحسنين. والشكر موصول لجناب الأمين العام للعتبة العباسية المقدسة، وللسادة أعضاء مجلس الإدارة، وللأخوة رؤساء الأقسام فيها، لرعايتهم الكريمة ودعمهم الكبير في إقامة مؤتمرات أسبوع الإمامة الدولي وسائر فعالياته، فجزاهم الله تعالى خير الجزاء. والشكر موصول أيضًا لكلّ اللجان التحضيرية والعلمية التي لم تدّخر جهدًا لإنجاز مهامها، ولكلّ الجهات الساندة التي تآزرت وعملت بشكل دؤوب ومتواصل، حتى تضافرت الجهود لجعل هذا الملتقى العلمي حدثًا متميزًا ومثمرًا، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يديم عليهم نعمة التوفيق إنه سميع مجيب، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين. وتسعى العتبة العباسية عبر أسبوع الإمامة إلى تكريس علوم أهل البيت (عليهم السلام) وسيرتهم في معالجة أزمات العالم المعاصر، وتبيان أثر دور أهل البيت (عليهم السلام) في حلّ الشبهات الفكرية والتصدي للأفكار المنحرفة.