أكدت اللجنتان العلمية والتحضيرية للمؤتمر العلمي الدولي الخامس لفتاوى الدفاع، أن العتبة العباسية المقدسة كان لها شرف السبق في الاستجابة لفتوى السيد السيستاني، مشاركةً فعليةً ودعمًا ميدانيًّا. جاء ذلك في كلمة ألقاها الدكتور سرحان جفات نيابة عن اللجنتين في افتتاح الجلسات البحثية لمؤتمر فتاوى الدفاع العلمي الدولي الخامس على هامش مهرجان فتوى الدفاع المقدسة السنوي الثقافي بنسخته الثامنة، الذي تقيمه العتبة العباسية المقدسة تحت شعار (المرجعية الدينية حصن الأمة الإسلامية)، وبعنوان (فتاوى الدفاع المقدسة بين الماضي والحاضر تشابه الأهداف واختلاف الأساليب- مرجع الطائفة السيد السيستاني (دام ظله) والسيد الميرزا أبي القاسم القمي (قدس سره). وأدناه نص الكلمة: السادة الحضور الكرام تحية لذواتكم ولعنواناتكم الكريمة في النسخة الخامسة من مؤتمر فتوى الدفاع الكفائي، الذي تقيمه العتبة العباسية المقدسة- استذكارًا لفتوى الدفاع التي أطلقها سماحة السيد السيستاني (دام ظله الوارف). لقد كان يوم الثالث عشر من حزيران للسنة الرابعة عشرة بعد الألفين للميلاد يومًا تاريخيًّا انتدبت فيه المرجعية الرشيدة المؤمنين من الشعب العراقي لحماية كيان هذا الوطن العزيز من السقوط بأيدي شذاذ الآفاق تكفيريي داعش، ومن سلك مسلكهم- ممن أراد الشر بهذا البلد الكريم، وبقيمه العليا في السلام والمحبة والتعايش المجتمعي. إن هذه الفتوى المباركة مركوزة في مناخها الذي صدرت فيه، حيث كان البلد آيلًا للسقوط، وقد تداعى عليه من يريدونه به سوءًا من كل حدب وصوب، يبتغون إعادته إلى عصور الظلام، وكانت روح الانهزام تسري في كثير من فعاليات هذا البلد، وتشير إلى أنّ سقوطه الحتمي مسألة وقت لا غير. فجاءت هذه الفتوى المباركة لتوقد في الأمة روح الجهاد، والذب عن حياض الأوطان، وقد كان المؤمنون على ما توسمته مرجعيتهم بهم، فكان الإقبال عظيمًا، وكانت الحشود جليلة، وكان أولئك الأخيار على موعد مع ذلك النداء الرباني الجليل تلبية وإقبالًا وبذلًا للنفس في سبيل الله سبحانه وتعالى. إنّ هذا المؤتمر واحد من فعاليات كثيرة تقيمها العتبة العباسية المقدسة، وهي فعاليات تشير إلى أمرين، أحدهما: إنّ العتبة العباسية المقدسة كان لها شرف السبق في الاستجابة للفتوى المباركة، مشاركة فعليةً ودعمًا ميدانيًّا- في أيام الجهاد الحربي، ولها اليوم مشاركة فاعلة في دعم أسر المجاهدين ورعاية من أصابه ضرر ما في أيام الدفاع عن الوطن، ولها مالها من جهود في إدامة روح الجهاد والارتباط المعنوي بالمرجعية العظمى.
و آخرهما: إنّ إقامة هكذا مؤتمرات تدرس جهودًا فتوائية إلى جانب فتوى سماحة السيد السيستاني (دام ظله)، لتؤكد مقدار ما بذله زعماء الطائفة من مجهودات قيمة في الحفاظ على الوطن والذود عنه، وإنّ هذه الفتاوى تصدر عن سراج واحد قوامه مسألتان: إنّ الفتاوى تصدر دفاعًا، ولضرورة قصوى لا محيص عن صدورها. إنّ هذا المؤتمر، أسوة بما سبق وبما سيأتي، ينهل من مداد العلماء، ودماء الشهداء، ويستمد روحه من قداسة الدفاع عن الأوطان، ومن الشأنية الرفيعة لمن يصدر الفتاوى المباركة، وهو إلى جانب هذا يحظى بشرف الانعقاد في رحاب المولى أبي الفضل العباس بن أمير المؤمنين صلوات الله عليهما، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الأكرمين. ويُعد المهرجان أحد أهم الفعاليات التي تحيي ذكرى فتوى المرجعية الدينية العليا بالدفاع عن العراق ومقدساته، وقد أخذت العتبة العباسية المقدسة على عاتقها إدامة زخم هذه الذكرى وجعلها راسخة في ذاكرة الأجيال.