احتضن رواق الإمام الهادي (عليه السلام) فعاليات مهرجان الذكرى السادسة عشر للإعتداء الآثم بتفجير المأذنتين الشريفتين لمرقد الإمامين العسكريين "عليهما السلام" بحضور الأمين العام للعتبة المقدسة الأستاذ الدكتور محمد قاسم وعدد من الشخصيات الدينية والأكاديمية والقيادات الأمنية في مدينة سامراء ووفود العتبات المقدسة والمزارات الشيعية الشريفة وجمع غفيرٍ من الزائرين.
 
استهل المهرجان بآيات بينات من الذكر الحكيم تلاها قارئ العتبة العسكرية المقدسة الحاج قيصر الدجيلي بعدها جاءت كلمة الأمانة العامة للعتبة العسكرية المقدسة القاها نيابة رئيس قسم الشؤون الدينية والفكرية سماحة الشيخ محمد الخالدي جاء فيها: أعزي صاحب الدار وأعزيكم بذكرى انتهاك حرمة بيت من بيوت الله الذي أذن ان يرفع ويذكر فيه اسمه، بيتٌ منذ تأسيسه ما برحت آيات الله تتلى فيه ليلاً ونهارا، والصلوات تصدح في ارجائه لتعانق عنان السماء، وانوار الرسالة تشع من ثناياه كلها هاديةً ومبشرة، بيت لم يعرف عنهم الا كل خير حتى لمن عاداهم كيف لا وهم سلالة من بعث رحمة للعالمين، لم يكن للسلطات الحاكمة وقتها عليهم مأخذ سوى خوفهم من زوال سلطانهم على أيديهم لما عرفوا به من التفاف الناس حولهم وان يترجم هذا الالتفاف والاصطفاف الى ثورةٍ على غرار ثورة سيد الشهداء (عليه السلام)".
 
وأضاف الشيخ الخالدي" ان لهذه الذكرى الأليمة بعدان بعد عاطفي فهو الحب والولاء المطلق غير المشروط لأهل بيت النبي (صلوات الله عليهم) النابع من عقيدة راسخة بان التمسك بالكتاب والعترة هو امانٌ من الضلال، واما البعد التاريخي فنقول لتلك الأيادي الآثمة والعقول المريضة والقلوب الحاقدة (فكد كيدك واسع سعيك، وناصب جهدك، فوالله لا تمحو ذكرنا، ولا تميت وحينا ولا تدرك أمدنا)، لقد حاول الطغاة على مدى العصور  القتالية محو الخط الرسالي لأهل البيت (عليهم السلام) وبكل الطرق ولم يقفوا عند حد حتى تتبعوا قبورهم الشريفة املاً في محوها فها هي تعود بسواعد الابطال قباباً ومأذناً تناطح السماء مؤذنة بعهد جديد تكون فيه الخيبة والخذلان لكل من تسول له نفسه المساس بأمن العراق أرض المقدسات  وبلد الأنبياء ومأوى الصالحين والاولياء".
 
وأشار الشيخ الخالدي" لقد فوتت يقظةُ علمائنا والمخلصين من أبناء هذا البلد على الحاقدين الفرصة تلو الفرصة لإدخال البلد في اتونِ حرب أهلية تأكل الأخضر واليابس المستفيد الوحيد منها هم الأعداء الذين يعاملون معاملة الاولياء وهم اظهر وابين من ان يخفوا أنفسهم فقد تبين الامر فيهم ومازالت اوكارهم السوداء تحيك الفتن املاً في نجاح احداها، في هذه الليلة نأخذ العبرة من التاريخ البعيد والقريب فلا نعطي لعدونا مبتغاه وكما جاء في الحديث (من اتبع هواه فقد اعطى عدوه مناه).
 
كما تضمن الحفل فعاليات مختلفة منها عرض فيلم وثائقي لمراحل اعمار الحضرة المشرفة لمرقد الإمامين العسكريين (عليهما السلام) ومشاركة للشاعر محمد الفاطمي بقصيدة ولائية ليتم توجيه الدعوة للحضور بافتتاح معرض العتبة العسكرية المقدسة والذي ضم صوراً فوتوغرافية لأثار التفجير الآثم ومراحل الإعمار والمخطوطات.