أعلن المتحدّثُ باسم العتبة العبّاسية المقدسة ورئيس المجمَع العلميّ للقرآن الكريم فيها، الدكتور مشتاق العلي، عن تفاصيل خطة العتبة المقدّسة الخاصة بزيارة العاشر من شهر محرّم الحرام. وقال العلي في مقابلةٍ خاصّة مع المركز الخبري، إنّ العتبة العباسية المقدسة بدأت تحضيراتها في وقتٍ مبكّر، من أجل خدمة الزائرين الذين سيحيون ذكرى فاجعة كربلاء الأليمة. وأدناه نصّ المقابلة: س: كيف تستثمر العتبة العبّاسية هذا الشهر في بثّ الرسائل التي من شأنها زيادة الوعي على الصعيدَين الفكريّ والثقافيّ، والخدمات التي تقدَّمُ لوسائل الإعلام الساعية لتغطية الحدث، لاسيّما مع وجود إعلامٍ عربيّ وأجنبي متواجد خلال ذكرى عاشوراء؟ ج: إن أيّ نشاط أو فعّالية لا يمكن أن تؤدّي الأثر المرجوّ منها إلّا من خلال تكاتف وسائل الإعلام بنقلها نقلاً واقعياً، كما صنعه أصحاب ذلك النشاط أو الفعّالية من أجل هذه الغاية المهمّة، سعت العتبة العباسية المقدّسة، من خلال قسم الإعلام الموقّر لتكثيف جهوده ورسم خطّةٍ إعلامية متكاملة لاستقطاب المؤسّسات والأفراد العاملين في مجالَي الصحافة والإعلام؛ لتأمين نقل الصورة الواقعية والحية والمباشرة من أرض الحدث لتحرّكات الزائرين الكرام لإحياء هذه الشعيرة المباركة، وقد بلغت المؤسّسات الإعلامية التي استُعِين بها من أجل نقل هذه الصورة أكثر من (34) مؤسّسةً من داخل العراق وخارجه، سواء كانت مؤسّسات عربية أو أجنبية، أمّا في ما يتعلّق بالباجات التي مُنِحت للإعلاميّين الأفراد فقد تجاوز (135) باجاً وزّعت على العاملين في مجال الصحافة والإعلام، من أجل تأمين نقل الصورة الحقيقيّة والواقعيّة لهذه الشعيرة.
س: ما الأعداد المطلوبة من المتطوّعين في كلّ قسم لضمان سير العمل بسلاسة، وما الاستراتيجيات المتّبعة لاستقطابهم في شهر المحرّم؟ ج: عملت اللجنة العُليا على إدارة إحياء هذه الشعيرة المباركة، التي شُكّلت من إدارة العتبة العباسية لأجل استقطاب الأعداد الكافية من المتطوّعين بالصعد كافّة، سواء كانت طبّية وتمريضية وإسعافية أو الخدمية ممّن يساعدون الأقسام المعنية بتسهيل حركة الزائرين من وإلى الحرمين الشريفين، سواء على مستوى تأمين ما يحمله الزائرون أو تفتيشهم أو النظافة وما إلى ذلك، وبلغ عددُ المتطوّعين 6000 متطوّع تمّ استقطابهم بصورةٍ دقيقة، لأنّها بتماسٍّ مباشر مع الجانب الأمنيّ الذي تحرص العتبة المقدّسة على تأمينه، من أجل وصول الزائرين وتأدية الزيارة والرجوع إلى بيوتهم سالمين. س: ما الخدمات العامّة المقدَّمة للزائرين خلال الأيّام العشرة الأولى من محرّم الحرام؟ ج: من الأمور الأُخَر التي تتعلّق مباشرةً مع مساعدة الزائرين بتأدية الزيارة هو تنظيم حركة المواكب التي بلغت 2000 موكب سواء كان عزائيّاً أو خدميّاً، وقد قدّمت أكثر من 156.000 وجبة طعام بين وجبات رئيسية أو بينيّة للزائرين الكرام؛ لأنّ الأعداد في تزايدٍ مستمرّ ونحن نشهد تزايداً مستمرّاً إلى اليوم الثامن من محرّم الحرام، كذلك التجهيز لنقل الزائرين من وإلى الحرمين من محاور المحافظة المباركة. وسعياً لتقديم الخدمات الكفيلة بانسيابية تأدية هذه الشعيرة المباركة، عملت العتبة العباسية المقدّسة على تقديم كافة السبل من أجل تخفيف وطأة درجات الحرارة العالية، إذ يشهد فصل الصيف الحالي درجات حرارة عالية، لذلك عملت على تأمين ذلك من جهات مختلفة: الأمر الأوّل هو فرش منطقة ما بين الحرمين والمحاذية بالحرم الشريف بفراش الكاربد من أجل تخفيف وطأة درجة الحرارة، فضلاً عن تسقيف الممرّات الخارجية المحيطة بالحرمين الشريفين وكذلك منطقة ما بين الحرمين الشريفين بقماش الساران، الذي يعمل على تشكيل ظلٍّ يلطّف الأجواء على الزائرين، يضاف إلى ذلك تقديم الماء البارد إذ بلغت الاحصائيات إلى هذا اليوم وهو اليوم الثامن من شهر محرّم الحرام أكثر من ستّة ملايين كأس ماء، فضلاً عن وجود السقايات الخارجية كيما يستعملها الزائر الكريم لغسل الوجوه والأيادي والوضوء كذلك. أمّا عن تأمين قوالب الثلج سواء كان ذلك للزائرين أو للمواكب الخدمية المحيطة بالحرمين الشريفين، بلغت الإحصائيات تقديم 3000 قالب ثلج من الماء المنقّى أي ماء (الارو) يومياً، من أجل توفير ماءٍ بارد يخفّف وطأة درجات الحرارة المرتفعة. يضاف إلى ذلك زيادة عدد المرشّات المائية المربوطة بالمراوح أو من دونها في منطقة ما بين الحرمين الشريفين، وكذلك الطرقات المؤدّية إلى الحرمين الشريفين في المدينة القديمة.