قدمت الباحثة من كلية التربية للبنات / جامعة بغداد د. وفاء صاحب مهدي بعنوان "تحليل خطابي لرسائل الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) في وقت الغيبة". جاء ذلك عبر مشاركتها ببحث في جلسة اللغة الإنجليزية ضمن فعاليات أسبوع الامامة الدولي الأول الذي تقيمه الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة في مجموعة العميد التعليمية. ويُقام أسبوع الإمامة الدولي الأول تحت شعار (النبوة والإمامة صنوان لا يفترقان) وبعنوان (الإمامة نظام الأمّة). وذكرت الباحثة أنّ قضية الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) لا تنحصر في مسألة ولادته السرية الغامضة أو غيبته الصغرى والكبرى، فهناك مضامين أخرى يمكن شمولها وأحدها يخص الدراسة اللغوية لكلماته الشريفة وخطاباته وبالتحديد رسائله أو (توقيعاته) إلى خواص أصحابه أثناء غيبته، ففي الحقيقية تشكل هذه الرسائل كنزًا عظيمًا يمكن بحثه بلحاظ العلوم الفقهية والعقائدية والتاريخية وغيرها. وبيّنت أن هذه الدراسة تُعنى بتوقيعات الإمام المهدي (عجل الله فرجه) كونها تنقل معاني العقائد الإسلامية النبيلة والأخلاق التي حثّ عليها القرآن الكريم، كما تنقل ارشادات وأدعية وغيرها كثير، مضيفةً أنّ تسليط الضوء على هذه الرسائل يساعد في معرفة الإمام بشكل أدق والتعرف على أوامره ونواهيه وتعليماته. وتهدف الدراسة الحالية إلى إيجاد أهمّ النواحي الخطابية التي تسم رسائل الإمام المهدي (عجل الله فرجه) وفقاً لأنموذج باترج (2007) الخاص بدراسة الخطاب وتحليله وتتبع الدراسة المنهج الوصفي النوعي، حيث اختيرت ثلاث توقيعات أو رسائل للإمام (عجل الله فرجه) من المحتوى العقائدي لتكون عينة الدراسة والبحث، وأظهر التحليل أنّ "نحو الخطاب" يشتمل على التماسك والتصاف وأسلوب النداء والاستفهام المجازي والنفسي ، وان "تداولية الخطاب" استضافت تحديدًا أفعال الكلام التوجيهية وكذلك الاستخدام المجازي للغة.
وتوصلت الدراسة إلى مجموعة من الاستنتاجات التي من أهمها أنّ أسلوب الدعاء والأمر والنهي هي السمات اللغوية التي تميز رسائل أو توقيعات الإمام (عجل الله فرجه) في غيبته.