تحرص العتبة العباسية المقدسة على كتابة التاريخ وحفظه، لمواجهة التزوير الذي قد يطال أحداثاً كثيرة بذل فيها العراقيّون مهجهم دفاعاً عن البلاد. توثيق الحقائق وحفظ تراث الملبّين لفتوى الدفاع الكفائي كانا سبباً في ولادة قسم مؤسّسة الوافي للتوثيق والدراسات، وفقاً لرئيس المؤسّسة المهندس أحمد صادق، وقد أصدرت المؤسّسة موسوعةً تضمّ بين دفّتيها ثمانين مجلّداً. وقال صادق في تصريحٍ للمركز الخبريّ، "انطلاقاً من حرص المتولّي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة السيد أحمد الصافي (دام عزّه) على كتابة التاريخ، وذلك من خلال توصياته في خطب الجمعة بعد عام (2014)، جاءت فكرة مشروع التوثيق في العتبة العباسية المقدسة وإنجاز موسوعة الدفاع الكفائيّ، التي كانت باكورة أعمال قسم مؤسّسة الوافي". وأضاف أن "إنشاء المؤسّسة جاء للحاجة إلى أيدٍ أمينة تكتب الأحداث وتحفظها، إذ ضاعت محطّات مهمّة في تاريخ العراق مثل مفاصل كثيرة من ثورة العشرين، وكذلك لمواجهة التزوير من قبل الأعداء".
يُعدّ التزييف الإعلامي بحسب صادق "مشكلةً كبيرة تواجه من يعمل في مجال التوثيق، لذلك خصّص قسم مؤسّسة الوافي فريقاً مختصّاً يعمل على مدار اليوم لرصد الظواهر والأخبار، وفريقاً آخر يجمع الوثائق التي تؤيّد هذه الأخبار كي تكشف الحقيقة، فضلاً عن مواجهة التزييف والتضليل". وحول عمل القسم للمرحلة المقبلة، قال صادق إن "هناك مجموعةً من المشاريع سترى النور في العام المقبل منها ثلاث موسوعات هي: موسوعة سماحة السيد السيستاني (دام ظلّه)، موسوعة العتبة العباسية المقدسة، وموسوعة الهجرة والمهجّرين، بالإضافة إلى تحديث موسوعة فتوى الدفاع الكفائي بإصدار نسخةٍ منقّحةٍ ومزيدة، وكذلك توثيق ضريح السيدة زينب(عليها السلام)، ومشاريع أُخَر قيد التخطيط". وفيما يخصّ التعاون مع مؤسّسات الدولة كشف رئيس القسم عن تعاونٍ وتنسيقٍ مع جهات حكومية مختلفة للحصول على الوثائق، لافتاً إلى وجود اتّفاقيات تعاونٍ مع جهاز مكافحة الإرهاب وجامعة الدفاع الوطني، ومجلس النواب ووزارة الدفاع وجهاز الأمن الوطني.