قال تعلى : {هَوَاءٌ} [إبراهيم : 43] ما بين الأرض والسماء محدود وكل متخرق فهو هواء {وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ} [إبراهيم : 43] أي خالية ، وقيل : جوف لا عقول لها ، وقيل : متخرقة لا تعي شيئا ، {وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى} [طه : 81] أي هلك ، وأصله أن يسقط من جبل كما قيل : هوى من رأس مرقية ، وهي الموضع المشرف ، أو سقط سقوطا لا نهوض بعده ، {وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى} [النجم : 53] عن مجاهد أهوى بها جبرائيل عليه السلام أي ألقاها في هوة ، بضم هاء وتشديد واو مفتوحة ، وهي الوهدة العميقة ، قيل : رفعها جبرائيل ثم أهواها إلى الأرض أي  ألقاها في هوة من هوى هوى سقط من علو إلى سفل ، والهوى في السير  المضي ، ومنه : {تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ } [الحج : 31] و {فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ} [القارعة : 9] من قولهم : إذا دعوا على رجل بالهلكة هوت أمه لأنه إذا هوى أي سقط وهلك فقد هوت أمه ثكلا وحزنا فكأنه قال : {وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ} [القارعة : 8] فقد هلك ، وقيل : هاوية اسم من أسماء جهنم وكأنها النار العميقة لهوي أهل النار فيها مهوى بعيدا أي فمأواه النار لأنه يقال للمأوى أم على التشبيه لأن الأم مأوى الولد ، وقيل : أم رأسه هاوية في قعر جهنم لأنه يطرح فيها منكوسا . و {اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ } [الأنعام : 71] هوت به وأذهبته وهوى النفس ما تميل إليه وتحبه و {تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ} [البقرة : 87] تميل إليه ، وقال تعالى : {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ} [الجاثية : 23] أي تميل إليه نفسه ، و {تَهْوِي إِلَيْهِمْ} [إبراهيم : 37] تصدهم ، و {تَهْوِي إِلَيْهِمْ} [إبراهيم  : 37] تحبهم .