اشار ممثل المرجعية الدينية العليا، في خطبة الجمعة، ان "شكاوى المواطنين الكرام في محافظة البصرة العزيزة لازالت متواصلة، حاملة شديد معاناتهم من النقص الحاد في المياه الصالحة للشرب وعدم صلاحية مياه الاسالة حتى للاستحمام ونحوه من الاستخدام البشري".
وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي في الخطبة الثانية لصلاة الجمعة من الصحن الحسيني الشريف اليوم الجمعة (24 /8 /2018) لقد "نتج عن استعمال بعض المواطنين للمياه الملوثة اصابة العديد منهم بالتسمم وبعض الامراض الجلدية وعلى الرغم من المناشدات المكررة من المرجعية الدينية ومن جهات اخرى الا ان الجهود المبذولة لتحقيق حل لهذه المعضلة ولو بصورة مؤقتة لاتزال دون حدها الادنى".
واضاف "انه لمن المؤسف جدا ان لاتجد هذه الازمة الانسانية الى اليوم الاهتمام المناسب لها من قبل الجهات الحكومية المختصة التي لاتحسن الا توجيه بعضها اللوم الى البعض الاخر وتحميله مسؤولية التقصير في هذا الملف".
واكد الكربلائي "ان الواجب الانسان والوطني والشرعي يحتم على الجهات والدوائر المعنية ان تتعاون وتنسق فيما بينها من اجل وضع حد لمعاناة اهلنا في محافظة البصرة الكريمة، وايجاد حل مناسب وسريع لمشكلتهم وهو امر ممكن لو توفرت الارادة الجادة والنية الصادقة والاهتمام الكافي لدى المسؤولين في الحكومتين المركزية والمحلية، وتحركوا بروح الفريق الواحد، واتخذوا قرارات حازمة وعاجلة، بعيدا عن الاجراءات الروتينية والتنازع في الصلاحيات بين الدوائر المختلفة".
ويرى ممثل المرجعية الدينية العليا ان "من الظواهر المجتمعية التي سادت مجتمعاتنا في الأزمنة الأخيرة هو الادمان على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي وسوء الاستخدام لها، حتى أصبح عند الكثير من ضروريات الحياة التي لا ينفك عنها الصغير والكبير والرجل والمرأة، وأصبح ملازماً للإنسان في كل مفاصل حياته ولها دور أساسي في صياغة الكثير من المواقف العقائدية والثقافية والآراء السياسية وتلقّي العادات والتقاليد وتكوين الآراء والانطباعات الاجتماعية وتمتلك تأثيراً قوياً على الجوانب النفسية والعاطفية والاخلاقية".
واردف "كما اصبحت تُعدّ من العوامل الأساسية في حياتنا بصناعة القرار واتخاذ المواقف وتبني الآراء المختلفة، مبينا ان هذه المواقع باتت متاحة للجميع حتى الاطفال مما تشكل عاملا ً خطيراً في التنشئة الاجتماعية والثقافية والنفسية وصياغة الآراء والأفكار والعادات والتقاليد وأصبحت تهدّد الامن الاجتماعي والاخلاقي والسياسي للفرد والمجتمع، اذا لم يتم ترشيد استخدامها".
وبين انه "لاشك ان لهذه المنظومة دوراً ايجابياً كبيراً لو أحسن استخدامها ووظفت لمصالح الفرد والمجتمع في مختلف جوانب حياته، حيث انها سهّلت التواصل الاجتماعي البنّاء وازالة الحواجز الزمانية والمكانية بين افراد الاسرة وبين ابناء المجتمع الواحد والمجتمعات المختلفة والاطلاع على المعارف الانسانية المختلفة وثقافات الشعوب الاخرى وتبادل الآراء والأفكار بسهولة وبسرعة بالغة، وكذلك في نقل المعلومات والاخبار".
واستدرك الكربلائي في ان "الملاحظ أيضاً كثرة وشيوع استخدامها وتوظيفها السلبي في الكثير من مجالات الحياة ومنها نشر الأفكار المنحرفة وترويجها والتواصل الاجتماعي السلبي بإقامة العلاقات غير المشروعة دينياً واخلاقياً وهتك الحرمات وتضليل الاخرين وهدم العلاقات الاجتماعية الواقعية بسبب كثرة استخدام العالم الافتراضي وابعاد الفرد عن جوه الاجتماعي العام والاسري واقامة علاقات خارج أطر العلاقات الاجتماعية التي شرعها الشرع والقانون والعرف الاجتماعي، مما ادى الى تفكك الكثير من الاسر وانفصال الازواج عن بعضهم وتعرض الفرد الى حالات من العزلة عن واقعه الاجتماعي والاكتئاب والقلق والاضطراب النفسي حتى أصبح استعمال وتوظيف هذه المنظومة سلاحاً ذو حدين خطيرين".
وقال "نجد للأسف ان الرائج في استعمالها هو التوظيف السلبي لهذه المنظومة".
وشدد خطيب جمعة كربلاء في ختام خطبته على ضرورة توعية الفرد والمجتمع للآثار السلبية الاجتماعية والاخلاقية والسياسية للتوظيف غير الصحيح لهذه المنظومة، وتقديم التوصيات اللازمة والتي تصب في محاولة تغليب الاستخدام الايجابي والبناء وهي كثيرة، مبينا ان الذي يعنينا بصورة اساسية هو توضيح الآثار السلبية للاستخدام غير المنضبط لهذه المنظومات من باب التحذير والتنبيه للمخاطر الكبيرة ان لم يكن هناك حدود وضوابط يلتزم بها لهذا الاستخدام".