ضمن سلسلة الدروس العاشورائية والمحاضرات الدينية والتثقيفية التي تُقام في رحاب الصحن الكاظمي الشريف لإحياء العشرة الأولى من شهر أحزان البيت النبوي محرم الحرام، أشار سماحة السيد عبد النافع الموسوي خلال بحثه إلى حديث الإمام جعفر الصادق "عليه السلام" حين قال: (لو أتيت بشاب من شباب الشيعة لا يتفقه لأدبته)، بيّن فيه مفهوم الشباب وهذه المرحلة التي ترسم ملامح مستقبل المرء وعرّفها علم النفس الفسيولوجي بأنها ( أحدى المراتب العمرية التي تبدأ من 13سنة وتنتهي في 40)، أما سايكولوجياً، (من له القدرة على الإنتاج والإبداع)، لذا على الشباب المؤمن أن يكون صاحب عطاء وإنتاج وإبداع لا يتقاعس بل يستمر في خدمة بلده ووطنه وشعبه ونفسه.
وأشار سماحته إلى أنواع التأديب تارة يكون بالضرب، فهنا نظرة الإمام "عليه السلام" نظرة أبوية، وذلك لأجل السوق إلى الكمال، وتارة يكون بالتوبيخ للوصول إلى المقام الصالح، ومرة بالإعراض وهذه من أشد العقوبات.
وأكد على الشباب الإلتزام بوصايا عدّة لأجل الوصول إلى الغايات المنشودة ومن أهمها: على الشاب أن يفهم معنى الحياة وقيمتها، مستشهداً بقول أمير المؤمنين "عليه السلام": (رحم الله أمرءاً عرف مِن أين؟ وفي أين؟ وإلى أين؟)، وأن يكونوا نافعين لبلادهم وملتزمين بالقوانين والضوابط الإنسانية، وضرورة معرفة ميولهم وتوجهاتهم وقابلياتهم حتى يستطيعوا أن يوجّهوا شؤونهم في المضمار المناسب للوصول إلى ذرى النجاح، فضلاً عن مواجهة مشكلة أوقات الفراغ والتي ورد حلّها في قوله تعالى: (فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ، وَإِلَىٰ رَبِّكَ فَارْغَب)، في الوقت ذاته استعرض موقف سيّد الصابرين وإمام العابدين الإمام موسى بن جعفر الكاظم "عليه السلام" في السجن حين شَكَرَ خالقه لأنه حقّق مراده ففرّغه لعبادته والانقطاع لطاعته بقوله : ( اللهم إنّك تعلم أنّي كنت أسألك أن تفرّغني لعبادتك، اللهم وقد فعلت، فلك الحمد ).
كما عرّج سماحة السيد الموسوي على أهم المشاكل والتحديات التي تواجه سلوك شبابنا وهو سوء استخدامه للشبكة العنكبوتية بالرغم من فوائدها الجمّة، ولكن هناك سلبيات كثيرة أثرّت بالشكل مباشر على شريحة الشباب، لذا نأمل من الشباب الحسيني أن يوصلوا أصواتهم إلى الجهات المعنية بتقنين وتنظيم هذه المواقع وحجب المفسد منها.
وأوضح أن لا يعتمد الشباب على الثقافة السطحية أو الإلتقاطية من المواقع الإلكترونية بل أن تكون ثقافته ثقافة منهجية واعية، وأن يتأسى بمواقف وأخلاق ومبادئ وعقيدة سليل الإمامة يوم الطفّ سيدنا القاسم بن الإمام الحسن المجتبى "عليه السلام".