وكالات الأنباء

تطور كل صناعة من الصناعات الأدوات والنظم المساعدة لها أو ما يطلق عليه الصناعات المغذية التي تقوم بتزويد هذه الصناعة بما تحتاجه من أجزاء وخدمات. ففي صناعة السيارات على سبيل المثال - يتم تصنيع السيارة في مصنع مركزي للسيارات، ولكن هذا المصنع يعتمد في إنتاج السيارة على عدد من الصناعات المغذية الأخرى لإمداده ببعض أجزاء السيارة مثل الإطارات وناقل الحركة وأجهزة الراديو والتكييف .. الخ كما يعتمد على شركات للدعاية والإعلان لتسويق السيارة. ولا يمكن أن تستمر صناعة السيارات دون وجود الصناعات والخدمات المغذية التي تلعب دورا كبيرا سواء في التصنيع نفسه أو في بيع المنتج النهائي.

ومثل جميع الصناعات تعتمد صناعة الإعلام الحديث في إنتاج وتوزيع رسائلها على عدد من الصناعات المغذية التي تمدها بالمطابع وأجهزة الإرسال والورق وبعض أنواع المضامين الإعلامية مثل الأخبار والإعلانات والمعلومات. وتأتي على رأس الصناعات المغذية لصناعة الإعلام وكالات الأنباء، التي تمثل منذ فترة طويلة (قرن ونصف تقريبا) واحدة من أهم الصناعات المغذية للإعلام، الحديث وتقوم بعمد وسائل الإعلام بالأخبار والمعلومات والصور.

ورغم أن بعض الصناعات المغذية لصناعة الإعلام مثل وكالات الأنباء والأقمار الصناعية وشركات الإعلان ومراكز البحوث، تبدو كما لو كانت وسائل أعلام قائمة بذاتها إلا أنها في الحقيقة ليست كذلك، لأنها لا تقدم المنتج النهائي وليس لها اتصال مباشر بجماهير وسائل الإعلام.

وعلي هذا الأساس فإننا نتعامل مع وكالات الأنباء باعتبارها صناعة من الصناعات المغذية لوسائل الإعلام، وليست وسيلة إعلام في حد ذاتها.