المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

علوم اللغة العربية
عدد المواضيع في هذا القسم 2749 موضوعاً
النحو
الصرف
المدارس النحوية
فقه اللغة
علم اللغة
علم الدلالة

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05



مجالات علم الدلالة (التسميةNaming )  
  
2278   09:27 صباحاً   التاريخ: 25-4-2018
المؤلف : ف – بلمر /ترجمة مجيد عبد الحليم الماشطة
الكتاب أو المصدر : علم الدلالة
الجزء والصفحة : ص23- 30
القسم : علوم اللغة العربية / علم الدلالة / قضايا دلالية اخرى /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-4-2018 524
التاريخ: 29-4-2018 709
التاريخ: 25-4-2018 602
التاريخ: 21-4-2018 1461

 

 

لقد اقترحنا في ‏ان اللغة قد تعامل نظاما اتصاليا بالرامز في طرف و المرمز في طرف اخر غير ان المشكلة الاساسية هي تحديد طبيعة الطرفين والعلاقة ينهما .

‏اذ من اقدم الآراء ، هو الرأي الموجود في محاورة افلاطون " كراتلس " ،و القائل بأن الدال Signifier  ‏كلمة في اللغة ، وان المدلول Signified هو الشيء الموجود في العالم ، ويمثله الدال او يشير اليه او يحدده . الكلمات اذن اسماء او اشارات للأشياء .

‏وقد يكون هذا مثيرا للوهلة الاولى ، اذ يبدوان في كل اللغات كلمات او تعابير مثل جون سمث  وباريس والاربعاء اي ما تسمى بالأسماء العلم ،

 ص23

‏ووظيفتها بالضبط التسمية . فالطفل يتعلم كثيرا من كلماته عن طريق التسمية  فهو غالبا يتعلم اسماء الاشياء من والديه ، وتشمل محاولاته اللغوية الاولى كلمة " بابا " عندما يرى أباه او ينتج اسما لقطار او سيارة او قطة . . . عندما يرى هذا الشيء حواليه او في كتاب .

‏وقبل ان نسترسل في الحديث ، فثمة مسألتان اصطلاحيتان تستوجبان التوضيح . اولا على الرغم من اننا تكلمنا هنا وفي أماكن اخرى عن الكلمات، فإننا غالبا ما نحتاج لان نتكلم عن مجاميع الكلمات ذات الهوية النحوية المحددة ، كالعبارات الاسمية مثلا. نستعمل لهذه المجاميع لفظة تعبير. ثانيا : يمكن استعمال تمييز بين التدليل Denotation ‏والاشارة Referncr (لاينز ١٩٧٧ ‏ص ٢٠٦ ‏- 207 ‏) : يشير التدليل الى صنف الاشخاص و الأشياء . . . الممثلة عموما بالإشارة . ويقصد بالإشارة الاشخاص والاشياء ... المعينين المشار اليهم في نص معين . فكلمة ٠ " بقرة"  تدلل على صنف كل الابقار، الا ان تلك البقرة تشير الى بقرة معينة ولسوء الحظ ليس هناك تطابق عند الباحثين باستعمال هاتين اللفظتين (وحتى في هذا الكتاب ، عندما نحدد الفرق بين الترابط  والاشارة فأننا لن نستعمل لفظة اشارة بشكل يجعلها مقابلة لـ " التدليل " ) .

‏هناك على كل حال ،بعض المشاكل لهذا المذهب في التسمية . اولا يبدو انه ينطبق على الاسماء فقط (او التعابير الاسمية عموما) . والواقع،  فأن القواعد التقليدية غالبا ما تعرف الاسم، مقارنة بالصفة والفعل وحرف الجر. . . الخ كاسم شخص او شيء(1) ومن الصعب ان لم يكن من المستحيل ، توسيع نظرية التسمية لتشمل اقسام الكلام الاخرى . من الممكن دون شك ان نسمي الالوان، كما هو الحال في جداول الالوان ، وبهذا يمكن اعتبار كلمات الالوان (الصفات) اسماء . غير ان هذا ليس ممكنا لمعظم الصفات الاخرى . لقد استعملت منذ بداية هذا الفصل الصفات: مثير، متعدد تقليدي، صعب،

ص24

‏معقول . كم من هذه الصفات يمكن ان تستعمل لتسمية الاشياء التي تشير اليها؟ وتتضح المسألة اكثر مع الافعال . فمن المستحيل عمليا تحديد ما " يسميه ، الفعل ، وحتى لو اخذنا فعلا مثل " يركض " وحاولنا توضيحه بولد يركض (سواء اكان بصورة ثابتة او متحركة) ، فليست ثمة طريقة نجرد الركض بها من الصورة . و نستطيع غالبا مع الاسم ان نرسم صورة الشيء المعني . لكن هذا صعب ان لم يكن مستحيلا مع الافعال . دعنا ننظر في الفعل ، يركض ونحاول توضيح ما نعنيه بصورة ولد يركض . هناك صعوبتان قائمتان (حتى ان كانت الصورة متحركة) . اولا اننا لا نرى بصورة منفصلة كلا من الولد والركض . ونحتاج الى طريقة معقدة لفصل الاثنين . ثانيا ، حتى اذا تمكنا من التمييز بين الولد وما يعمله ، فمن الاصعب ان نحدد بدقة الخواص الاساسية لما يعنيه الفعل من أن نحددها لما يعنيه الاسم. فمثلا، هل يتضمن الركض فقط حركة القدمين ام الذراعين ايضا؟ هل يتضمن بالضرورة تغييرا بالموضع؟ هل السرعة ذات علاقة بالتحديد؟ من الواضح ان الركض ليس بالشيء الذي يمكن وصفه او تحديده بسهولة .

‏وتصبح المسألة اكثر صعوبة مع : يتذكر ويجب ويرى . وينطبق ذلك على حروف الجر(على وتحت) وأدوات الربط (عندما ولأن) اما الضمائر(أنا وهو) فلها تعقيدات أكبر، لأنها تتضمن اشياء مختلفة في اوقات مختلفة.

‏هل نستطيع مع كل هذا ، ان نبقي على نظرية التسمية ، ولكن نطبقها على الاسماء فقط؟ ستجابهنا بدءا مشكلة واضحة : ان بعض الاسماء مثل احادي القرن unicorn   وعفريت goblin و جني fairy تتعلق بمخلوقات غير موجودة . انها لا تشير اذن الى اشياء في العالم . أحد سبل حل هذه المشكلة التمييز بين نوعين من العالم : العالم الحقيقي وعالم القصص الخرافية . لكن هذا التمييز طبعا اقرار بأن الكلمات ليست اسماء أشياء فقط، ويفترض بها ان تتضمن شرحا

ص25

 معقدا للطريقة التي نستطيع بها، وبأسلوب القياس ، ان نتحرك من اضفاء الاسماء على الاشياء في العالم الى اعطاء الاسماء للأشياء غير الموجودة مثل هذا الشرح ممكن ، غيران هذا القول دليل على حقيقة ان الكلمات ليست مجرد اسماء للأشياء ضمن خبرتنا .

‏هناك اسماء اخرى لا تشير الى عناصر خيالية لكنها لا تشير في الوقت نفسه الى أشياء مادية على الاطلاق . اننا لا نستطيع تحديد الاشياء التي نسميها بالكلمات : حب وكره وحي ولغو. وعندما يصف النحاة الأسماء بأنها تسميات للأشياء  ، يمكن ان نتساءل عما اذا كان الحب والكره أشياء ام لا . فان مالوا الى الجواب بـ "نعم" ، غيرانها أشياء مجردة ، أصبح واضحا ان السبب الوحيد لدعوتهم لها بالأشياء ان اسماءها تتوافق معها . الا ان التعريف كله يصبح حلقة مفرغة ، فالأشياء هي ما تسميه الاسماء.

‏وحتى ان كانت هناك أشياء مادية يمكن تشخيصها ، فأن هذا لا يعني على الاطلاق ان معنى الكلمة او التعبير المعنيين مطابق لتدليله . ومن افضل الامثلة لتوضيح النقطة هو نجمة المساء the evening star.ونجمة الصباح the morning star. من الصعب القول ان لهما معنى واحدا ، مع انهما يشيران الى شيء واحد، كوكب الزهرة . وكذلك، يمكن ان نتذكر قصة جلبرت وسلفان : الميكادو ، حيث العناوين : " السيد الاول للكنز" - رجل العدالة الاول – " القائد العام" ، وكثيرا غيرها تشير جميعا الى بو_ باه .

‏ويبين هذا انه كان من الخطأ آن نبدأ المناقشة بالحديث عن الاسم العلم . اذ بينما يستعمل الاسم العلم للإشارة الى ناس معينين واماكن وأوقات معينة . . . ومن المشكوك فيه ما اذا كان لها اي تدليل، كما ان من الصعب ان نقول ان لها معنى . فإننا لا نسأله عادة : ماذا يعنى جون سمث؟ ما معنى  باريس؟ 

‏ثمة صعوبة اخرى هي حقيقة انه حتى اذا حددنا اهتمامنا بالكلمات

ص26

‏المرتبطة بالأشياء المنظورة في العالم من حولنا ، فأنها ستدلل غالبا صنفا كاملا من الاشياء المتباينة . الكراسي مثلا تأتي في كل الاشكال والاحجام لكن بالضبط ما الذي يجعل كل واحد منها كرسيا وليس اريكة؟

‏ان الخط الفاصل بين العناصر المشار اليها بكلمة ما وتلك المشار اليها بكلمة  اخرى غالبا ما يكون غامضا متداخلا . فمتى يكون التل تلا وليس جبلا ؟ والجدول نهرا ؟ ان الاشياء في عالم الخبرات ليست موجودة بوضوح في مجاميع محددة لشمولها بسهولة في كلمة واحدة . وهذه مشكلة ازعجت الفلاسفة منذ ايام افلاطون . هناك تفسيران متطرفان وغير معينين لنا . اولا، المذهب "الواقعي" : لكل الاشياء التي تسمى باسم واحد خاصية مشتركة واحدة وهناك نوع من الواقعية التي تحدد ما الكرسي والتل والدار. ويقول المذهب الثاني " التسموي "  ، انه ليس هناك اي شيء مشترك عدا الاسم . من الواضح ان المذهب الثاني خاطئ لأننا لا نستعمل كرسي ، او تل للأشياء المختلفة كليا .

‏فلأشياء ذات الاسم الواحد شيء مشترك حتما. غيران المذهب الاول ليس اكثر رجاحة . اذ ليست هناك اصناف طبيعية معرفة بوضوح تضم الاشياء في العالم من حولنا،  بانتظار تسمية تنطبق عليها ان جزءا من المشكلة الدلالية هو تحديد اي الاصناف موجودة هناك . وحتى لولم تكن هناك اصناف طبيعية فقد يقال ان ثمة اصنافا عمودية ، اصنافا مشتركة لكل اللغات . الا ان الواقع غير ذلك فتصنيف الاشياء ، بموجب الكلمات المستعملة للإشارة اليها يختلف من لغة الى اخرى . فاذا اخذنا الكلمات الانكليزية :Sofa, Couch, arm- Chair , Chair , Stool ،. فلن تجد مقابلات مطابقة لها في اللغات الاخرى . الكلمة الفرنسية Fauteuil  ‏قد تكون مطابقة للكلمة الانكليزية ،arm- Chair(كرسي ذي ذراعين) . ولكن بينما قد يكون وجود الذراعين خاصية اساسية للـarm – Chair  ، فانه ليس كذلك لل Fauteuil ‏وانظمة الالوان في اللغة تبدو ومتباينة أيضأ

ص27

على الرغم من عمومية نظام الطيف الشمي الطبيعي ظاهريا . وغالبا مالا تعكس كلمات اللغة حقيقة العالم ، بل اهتمامات الناس الذين يتكلمونها . وهذا واضح بما يكفي اذا نظرنا الى الحضارات المختلفة عن ‏حضارتنا . ويذكر مالينوفسكي ( ١٩٢٣ ‏) ان لسكان جزيرة تروبراند  أسماء للأشياء المفيدة لهم في حياتهم اليومية والتي لا تتوافق مع الكلمات الموجودة في الحضارات الاخرى ، (انظر ٣ ‏- 3‏) . كذلك يذكر بوس ( ١٩١١ ‏) ان في لغة الاسكيموا اربع كلمات للثلج هي : ثلج فوق الارض وثلج ساقط وثلج منحدر وثلاجة جليدية . كما يقول وورف ( ٦‏5١٩ ‏) ان في هوبي Hopi  ‏كلمة واحدة فقط ‏تعني  "طائر" وتستعمل للطائرة والذبابة والطيار. لكن حتى لو أقررنا بدور الحضارة يصعب ان نتقبل ان الحقيقة الحضارية مصنفة بشكل مستقل عن اللغة وجاهزة ، اذا جاز التعبير، لتسمية مكوناتها بالكلمات .

‏يمكن لسوء الحظ اذ يوهما الاصلاح العلمي ، لإننا نجد فيه غالبا ان هناك

‏فعلا اصناف طبيعية . إذا ذهبنا الى حديقة الحيوانات فنشاهد ان لكل مخلوق اسما معينا، وانه ليس هناك مخلوق يسمى بطريقتين مختلفتين كما لا يوجد

‏تداخل بين الاصناف . فالغوريلا غوريلا والاسد اسد . والامر صحيح ايضا بالنسبة لأسماء الحشرات والنباتات وحتى المواد الكيمياوية . غير ان هذه التصنيفات العلمية لا تمثل الخبرة اليومية فمعظم الاشياء التي نراها لا تقع بدقة في صنف اوفي آخر. اضافة الى هذا ، يجب ان لا نقع في وهم التفكير اننا نستطيع بل يجب ، ان ننظم اصطلاحيتنا بالبحث عن نصيحة العالم . وطبيعي فإننا كأشخاص متعلمين ومثقفين سنتأثر بالمعرفة العلمية ولا نسمي الحوت سمكة والخفاش طيرا (رغم اننا يمكن ان نتساءل لماذا لا نعني بالسمك ببساطة : المخلوق الذي يسبح في الماء والطير: الفقاري الذي يطير)  ولكن يمكننا ان نذهب الى ابعد من ذلك . يقول بلومفليد (١٩33 ‏) انا الملح يمكن ان

 ص28

يعرف بوضوح بانه كلوريد الصوديوم او Nacl . وكان مخطئا في ذلك . فالملح، في اللغة الاعتيادية، هو المادة التي تظهر على مائدة الاكل . وسيبقى ملحا حتى وان لم يتطابق تركيبه الكيمياوي بالضبط مع التعريف الكيمياوي . فالملح لمعظمنا يقترن بالفلفل و الخردل. ويصعب وصف هذه الاشياء بأي تحديد علمي بسيط.

‏كذلك الامر بالنسبة للملح في استعماله اليومي . وتختلف اللغة الاعتيادية عن اللغة العلمية بالضبط بحقيقة ان تعابير اللغة الاعتيادية غير معروفة بوضوح وصنوفها غير محددة بدقة .

‏ان احد السبل لتجاوز المصاعب هو القول ان بعض الكلمات فقط تدل فعلا على الاشياء فالأطفال يتعلمون بعضها كأسماء . وتشتق الكلمات الاخرى معانيها من استعمالاتها الاساسية . وهذا في جوهره مقترح رسل ( ٩٤٠‏ا ص 25 - 66 ‏) الذي قال ان هناك نوعين من الكلمات : كلمة الشيء وكلمة القاموس . ونتعلم كلمات الاشياء بالتأشير أي بالإشارة الى الاشياء ، بينما بموجب تعريف الكلمات القاموسية بموجب كلمات الاشياء • فكلمات الاشياء اذن تعاريف تأشيريه ostensive definitions ومع ذلك ، فان كثيرا مما قلنا لحد الان يبين ان هذا لا يمكن ان يكون حلا، اذ لكي نفهم تعريفا  تأشيريا يجب ان نفهم بدقة ما يؤشر أليه فاذا اشرت الى كرسي ، وقلت هذا كرسي ، فمن الضروري أولا ان نلاحظ اني أوشر الى الشيء كله وليس الى احدى رجليه أو الى الخشب الذي صنع منه وهذا ما يمكن تقريره بسهولة . غير ان من الضروري ايضا ان نعرف ما خواص الكرسي ان اردنا للتعريف اي قيمة. وقد يفترض الشخص الذي لا يعرف ما الكرسي ، من التعريف التأشيري ان الاريكة كرسي. وقد لا يكون متأكدا مما اذا كان بالإمكان اضفاء كلمة ‏كلمة كرسي على المنضد ة ايضا ، نظرا لان التعريف التأشيري لا يحدد ما إذا كنا نؤشر الى

ص29

 الكرسي شيئا نجلس عليه ، وليس قطعة اثاث . ان التأشير الى الشيء يتضمن بحد ذاته تحديد الشي، وتحديد خواصه التي تجعله كرسيا او منضدة. انه يتطلب فهما معقدا وربما حتى فهم التصنيف الكلي باللغة المعنية .و كما يعلق الفيلسوف و تجنشتاين ( 1953‏ ص ٦‏1 ) : يجب ان اكون متمكنا من اللغة لكي افهم التعريف الاشارى .

‏ونعود الى الطفل . من الواضح انه لا يتعلم مجرد اسماء الاشياء، لأنه ان فعل ذلك فانه لن يكون قادرا على استيعاب كل التعقيدات التي ناقشناها هنا . اضافة الى ذلك ، فان تعلم اللغة ليس فقط تعلم هذا هو. . . كما انه لا يقول : "كتاب " كلما يرى كتابا . اننا لن نحل مشاكل علم الدلالة بالنظر الى طفل يتعلم اللغة، لان تفهم ما يفعله يبرز تماما المشاكل التي يبرزها تفهم ما يفعله الراشدون في كلامهم الاعتيادي .

‏لقد تحدثنا في هذه الفقرة بالدرجة الاولى معنى الكلمات . لكن علينا ان نتحدث ايضا عن معنى الجمل (الفصل السادس) . ويكفي هنا ان نشير الى ان نظرية التسمية ليست افضل حالا للجمل مما هي للكلمات ، فلا نستطيع ان نربط مباشرة معنى الجملة بالأشياء والاحداث في العالم . ويمكن بسهولة دحض اقوى الآراء التي تربط الجمل بالأشياء والاحداث الفعلية كأن نستعمل جملة مثل : " يوجد حصان في الحقل" فقط عندما يكون هناك حصان في الحقل ، وذلك لأننا نستطيع ان نكذب او نخطأ (قد لا يكون هناك حصان في الحقل) اما الرأي الاضعف فهوان نرى المعنى بلغة الشروط التي تكون الجملة بموجبها صحيحة أو حقيقية فيمكن تقرير معنى جملة ، يوجد في الحقل، بموجب " شروط الحقيقة " التي تتضمن ان نوعا معينا من الحيوان كان موجودا في وقت معين في منطقة عشبية معدة له.

ص30

________________

(1) تستعمل العربية لفظة اسم ، مقابلا لكل من name & noun في الانكليزية .




هو العلم الذي يتخصص في المفردة اللغوية ويتخذ منها موضوعاً له، فهو يهتم بصيغ المفردات اللغوية للغة معينة – كاللغة العربية – ودراسة ما يطرأ عليها من تغييرات من زيادة في حروفها وحركاتها ونقصان، التي من شأنها إحداث تغيير في المعنى الأصلي للمفردة ، ولا علاقة لعلم الصرف بالإعراب والبناء اللذين يعدان من اهتمامات النحو. واصغر وحدة يتناولها علم الصرف تسمى ب (الجذر، مورفيم) التي تعد ذات دلالة في اللغة المدروسة، ولا يمكن أن ينقسم هذا المورفيم الى أقسام أخر تحمل معنى. وتأتي أهمية علم الصرف بعد أهمية النحو أو مساويا له، لما له من علاقة وطيدة في فهم معاني اللغة ودراسته خصائصها من ناحية المردة المستقلة وما تدل عليه من معانٍ إذا تغيرت صيغتها الصرفية وفق الميزان الصرفي المعروف، لذلك نرى المكتبة العربية قد زخرت بنتاج العلماء الصرفيين القدامى والمحدثين ممن كان لهم الفضل في رفد هذا العلم بكلم ما هو من شأنه إفادة طلاب هذه العلوم ومريديها.





هو العلم الذي يدرس لغة معينة ويتخصص بها – كاللغة العربية – فيحاول الكشف عن خصائصها وأسرارها والقوانين التي تسير عليها في حياتها ومعرفة أسرار تطورها ، ودراسة ظواهرها المختلفة دراسة مفصلة كرداسة ظاهرة الاشتقاق والإعراب والخط... الخ.
يتبع فقه اللغة من المنهج التاريخي والمنهج الوصفي في دراسته، فهو بذلك يتضمن جميع الدراسات التي تخص نشأة اللغة الانسانية، واحتكاكها مع اللغات المختلفة ، ونشأة اللغة الفصحى المشتركة، ونشأة اللهجات داخل اللغة، وعلاقة هذه اللغة مع أخواتها إذا ما كانت تنتمي الى فصيل معين ، مثل انتماء اللغة العربية الى فصيل اللغات الجزرية (السامية)، وكذلك تتضمن دراسة النظام الصوتي ودلالة الألفاظ وبنيتها ، ودراسة أساليب هذه اللغة والاختلاف فيها.
إن الغاية الأساس من فقه اللغة هي دراسة الحضارة والأدب، وبيان مستوى الرقي البشري والحياة العقلية من جميع وجوهها، فتكون دراسته للغة بذلك كوسيلة لا غاية في ذاتها.





هو العلم الذي يهتم بدراسة المعنى أي العلم الذي يدرس الشروط التي يجب أن تتوفر في الكلمة (الرمز) حتى تكون حاملا معنى، كما يسمى علم الدلالة في بعض الأحيان بـ(علم المعنى)،إذن فهو علم تكون مادته الألفاظ اللغوية و(الرموز اللغوية) وكل ما يلزم فيها من النظام التركيبي اللغوي سواء للمفردة أو السياق.