أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-4-2018
837
التاريخ: 12-7-2016
813
التاريخ: 12-7-2016
844
التاريخ: 12-7-2016
1034
|
لم يظفر بحث من البحوث اللغوية بقدر وفير من التأمل والتفكير مثل الذي ظفرت به نشأة اللغة. و مع هذا فقد كانت النتيجة دائماً سلبية، ولم يهتد الباحثون بعد كل ما بذلوه من جهد إلى رأي يجمعون عليه أو يطمئنون إليه. ففي كل العصور، و منذ الحضارة الإنسانية القديمة، والعلماء لا ينقطعون عن البحث في نشأة الكلام وأصله، و يفترضون في هذا الفروض، و يحاولون في هذا التجارب، حتى أوائل القرن العشرين حين بدأ العلماء ينصرفون عن هذا النوع من البحث، ويرون أنه من مسائل ما وراء الطبيعة، و أن لا جدوى من الاستمرار فيه.
ولم يقتصر البحث في النشأة اللغوية علي علماء اللغة في العصور القديمة، بل تناوله أيضاً فلاسفة اليونان، والمتكلمون و أهل الأصول من علماء العرب، بل حتى بعض الملوك القدماء، فقد روي «هيرودوت» أن أحد الفراعنة المسمى «أبسمتيك» أراد البرهنة على أن اللغة المصرية القديمة هي أصل اللغات في العالم، فأمر بعزل طفلين من الناس منذ ولادتهما. و كفل لهما الغذاء والكساء في صمت مطلق، بحيث لا يسمعان من الناس كلاماً أو ما يشبه الكلام. ثم انتظر شهوراً حتى سمعهما ينطقان بأول كلمة مسموعة تتكون من أصوات كالتي ينطق بها الانسان، ظناً منه أن مثل هذه الكلمة لا بد أن تكون إحدي كلمات اللغة المصرية القديمة. ولكن خاب ظنه حين تصادف أن كانت تلك الكلمة « بكوس » Becos التي تعني في « الفريجية » إحدي اللغات القديمة «االخبر».
وهكذا ظهر للملك أن اللغة «الفريجية» أقدم من المصرية.
واستمر هذا النوع من التفكر البدائي في معظم العصور. فقد حاول فردريك الثاني ملك صقلية سنة 1200 م القيام بتجربة أبسمتيك، رغبة منه في الوقوف على سرّ ذلك اللغز الغامض، ثم تبعه جيمس الرابع ملك اسكتلندا سنة 1500 م متخذاً من نفس المحاولة الفاشلة وسيلة تهديه إلي كيف نشأت اللغة، و كيف نطق الإنسان الأول.
ص11
و ربما كان أعجب ما تحدثنا به الروايات أن عالماً سويدياً في القرن السابع عشر كان يؤكد لمستمعيه في صورة جدية أن الرب في جنة عدن كان يتكلم اللغة السويدية، و أن آدم كان يتكلم اللغة الدنماركية، و أن الحية كانت تتكلم الكلمة الفرنسية !!
و ظل بعض الباحثين في اللغات حتى العصر الحديث يذهبون بصدد النشأة اللغوية إلي آراء تدعو إلي السخرية، مثل ذلك العالم التركي الذي وقف في مؤتمر لغوي سنة 1934 يؤكد للمستمعين أن اللغة التركية هي الأساس الذي اشتقت منه كل اللغات مستدلاً على هذا بكلمة تركية معناها الشمس هي Gunes ، لأن الشمس أول ما استرعي نظر الإنسان الأول من بين المخلوقات!
و قد حاول بعض المحدثين من اللغويين أن يستشف شيئاً عن اسرار النشأة اللغوية بدراسة أولئك الأطفال الذين عثر عليهم في الغابات و قد ربتهم الذئاب أو القردة، غير أن محاولات هؤلاء الباحثين قد باءت بالفشل. وكل الذي أمكن التحقق منه بهذا العدد هو أن الطفل بعد أن ينقل إلي البيئة الإنسانية، لا يلبث بعد زمن قليل أن ينطق كما ينطق من حوله، كما أنه يجد لذة و متعة في هذا النطق في حين أنه من المستحيل أن يتعلم الذئب أو القرد شيئاً من هذا.
و قد عثر في صحراء حلوان على غلام قيل إنه ربي بين الغولان. وقد أكد لنا بعض المشرفين عليه في المؤسسات الاجتماعية أنه وجد عاريا، و كان في بادئ الأمر بصوت بأصوات مبهمة تشبه صوت الحيوان، و كان يأبي إلا أكل الحشائش ثم لم يلبث بعد شهور أن نطق بعدة كلمات، و تعود تناول الطعام المألوف لنا.
و قد شهدته بعد نحو سنتين من العثور عليه فوجدته يستمتع ببيئته الجديدة و يلتقط منها الكلمات بسرعة غريبة.
ص12
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|