المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05



تعريف الإمامة  
  
1143   08:36 صباحاً   التاريخ: 22-2-2018
المؤلف : السيد إبراهيم الموسوي الزنجاني النجفي
الكتاب أو المصدر : عقائد الإمامية الإثني عشرية
الجزء والصفحة : ج2 ، 306- 309
القسم : العقائد الاسلامية / الامامة / الامامة تعريفها ووجوبها وشرائطها /

الإمامة رئاسة في الدين والدنيا ومنصب إلهي يختاره اللّه بسابق علمه ويأمر النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلم بأن يدل الامة عليه ويأمرهم باتباعه، والإمام حافظ للدين وتعاليمه من التغيير والتبديل والتحريف، وحيث ان الإسلام دين عام خالد كلّف به جميع عناصر البشر، وتعاليمه فطرية أبدية أراد اللّه بقاءه إلى آخر الدنيا، فلا بدّ أن ينصب اللّه إماما لحفظه في كل عصر وزمان لكي لا يتوجه نقض الغرض المستحيل على الحكيم تعالى، ولأجله أمر اللّه نبيّه بأن ينص على علي عليه السّلام بقوله: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ} [المائدة: 67] إلى آخرها كما تقدم في الجزء الاول من كتابنا عقائد الإمامية الاثنى عشرية ص 72، ثم أحد عشر إماما من ولد علي ظاهرا مشهورا أو غائبا مستورا.

وهذه سنة اللّه في جميع الأزمان في جميع الأنبياء من لدن آدم إلى خاتم الأنبياء صلّى اللّه عليهم أجمعين .

وان البحث في الإمامة كالبحث في النبوّة عند الشيعة، لا يجوز فيه تقليد الأجداد والآباء والزعماء، وإنما يجب تمحيص الأمر على ضوء القواعد العقلية ليتم الإيمان بأن الإمام هو خليفة النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلم ونائبه العام المتبع في حفظ نواميس الشريعة وإقامة كيان الملة والحافظ لقوانينها دينية كانت أو دنيوية.

وذهب الإمامية إلى أن نصب الإمام واجب عقلا بخلاف بقية طوائف الإسلامية واستدلوا بأدلة عقلية بوجوه:

الاول: ان عادة اللّه تعالى من آدم إلى خاتم الأنبياء أنه لم يقبض نبيّا حتى عين له خليفة ووصيا، وجرت عادة نبينا صلّى اللّه عليه وآله وسلم أنه متى سافر عين خليفة في المدينة، وعلى هذا جرت طريقة الرؤساء والولاة، فكيف تخلفت هذه السنة التي لن تجد لها تبديلا، وهذه العادة التي لم يكن عنها تحويلا بالنسبة إلى خاتم الأنبياء المرسل الى هذه الامة المرحومة بأن يهملها ويتركها سدى، هذا كله مع انقطاع شرائع الأنبياء والرسل وبقاء التكليف في الشريعة الإسلامية إلى يوم القيامة.

الثاني: ان رتبة الإمامة كالنبوّة  كما عرفت، فكما لا يجوز للخلق تعيين نبي فكذا لا يجوز لهم تعيين إمام، وأيضا العقول قاصرة والافهام حاسرة عن معرفة من يصلح لهذا المنصب العظيم والأمر الجسيم، والوجدان يغن عن البيان، فكم رأينا أهل العقل والحل والعقد اتفقوا على تعيين وال في بلد أو قرية أو حاكم، ثم تبين لهم خطأهم في ذلك، فغيروه وبدلوه، فيكف تفي العقول الناقصة بتعيين رئيس عام على جميع الخلائق في أمور الدين والدنيا، وأيضا العصمة شرط في الإمامة كما تقدم في بحث النبوة، ويأتي وهي من الامور الباطنية التي لا يطلع عليها إلا العالم بما في الضمائر والمطلع على ما في السرائر.

الثالث: انه قد دل العقل والنقل على أنه يجب على اللّه أن يفعل بعباده ما هو الاصلح لهم، ولا ريب انه لا يتم انتظام أمر المعاش والمعاد والدين والدنيا إلا بنصب رئيس ومعلم يرشد الناس إلى الحق عند اختلافهم وجهلهم ويردهم إليه‏ عند اختصامهم ومجادلاتهم (و المراد من الوجوب درك العقل لا انه حاكم على اللّه تعالى).

وقد ذكرت في الجزء الاول ص 89 انه قد عدّ سلطان المحققين الخواجه نصير الدين الطوسي شرائط الإمام إلى ثمانية:

الاول: العصمة.

الثاني: العلم بجميع ما تحتاج إليه الامة من أمور الدين والدنيا، لأن الغرض منه لا يحصل بدون ذلك.

الثالث: كونه أشجع الامة لدفع الفتن واستئصال أهل الباطل ونصرة الحق لأن فرار الرئيس يورث ضررا جسيما ووهنا عظيما بخلاف الرعية (ونعم ما قاله الفيلسوف الشيخ محمد حسين الاصفهاني في ارجوزته في مقام شجاعة علي عليه السّلام):

سل خندقا وخيبرا وبدرا                    فإنها بما أقـــــــــــول أدرى‏

سل أحدا وفيه بالنص الجلي‏                نادى الأمين لا فتى إلا علي‏

وبطشه هو العذاب الأكبر                  وكادت الأرض بهـــــا تدمّر .   

الرابع: أن يكون أفضل من جميع رعاياه في جميع الصفات الكمالية كالشجاعة والسخاوة والمروة والكرم والعلم وسائر الصفات لئلا يلزم تقديم المفضول على الفاضل.

الخامس: أن يكون مبرأ من العيوب الموجبة لنفرة الخلق في الخلق والخلق كالعمى والجذام والبرص والبخل والحرص وسوء الخلق، والأصل كدناءة النسب والتولد من الزنا والصفات الدنية، لمنافاتها للطف.

السادس: أن يكون أزهد الناس وأطوعهم للّه وأقربهم.

السابع: أن تظهر منه المعاجز التي يعجز عنها غيره لتكون دليلا على إمامته.

الثامن: أن تكون إمامته عامة غير منحصرة فيه لئلا يظهر الفساد، وعلي ابن أبي طالب أمير المؤمنين عليه السّلام حاو لجميع هذه الصفات بخلاف المشايخ الثلاثة.




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.