المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

دروس التوحيد في وجود الطيور
27-11-2015
إنسان ومهمتان : الخلافة والعمارة
22-04-2015
جريمة الاغتصاب
21-3-2016
تسمية يوم التروية ويوم عرفه
20-01-2015
كفارة جزاء الصيد
2024-10-06
معنى كلمة قمح‌
11-12-2015


أبو وهب العباسي  
  
2449   08:55 صباحاً   التاريخ: 21-2-2018
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج4، ص242-243
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-12-2015 3248
التاريخ: 11-3-2016 12367
التاريخ: 28-12-2015 4290
التاريخ: 30-12-2015 4457

 

هو أبو وهب عبد الرحمن العبّاسيّ من بني العبّاس، مولده (في بغداد) نحو سنة 254(868 م) ؛ طرأ على الأندلس و سكن قرطبة و أخفى نسبه. و كانت وفاته سنة 344(955 م) .

كان أبو وهب العبّاسيّ زاهدا ورعا قليل الاحتفال بأمور الدنيا، مع أنّه كان متفنّنا في أطراف من العلوم. و له كلام في الزّهد و الوعظ متين الأسلوب. و مثل ذلك شعره مع سهولة في التركيب و حلاوة في اللفظ.

مختارات من شعره:

- و ممّا ينسب إلى أبي وهب العباسي (نفح الطيب 4:١١4) :

قد تخيّرت أن أكون مخفّا... ليس لي من مطيّهم غير رجلي (1)

فإذا كنت بين ركب فقالوا... «قدّموا للرحيل» ، قدّمت نعلي (2)

حيثما كنت لا أخلّف رحلا... من رآني فقد رآني و رحلي (3)

- و قال في الزهد (نفح الطيب ٣:٢٢6) :

تنام، و قد أعدّ لك السهاد... و توقن بالرحيل، و ليس زادُ (4)

و تصبح مثل ما تمسي مضيعا... كأنّك لست تدري ما المراد

أ تطمع أن تفوز غدا هنيئا... و لم يك منك في الدنيا اجتهاد

إذا فرّطت في تقديم زرع... فكيف يكون-من عدم-حصاد

- كان أبو وهب العبّاسيّ إذا أصبح، و نظر إلى استيلاء النور على الظلمة، رفع يديه إلى السماء و قال:

اللّهمّ، إنّك أمرتنا بالدعاء إذا أسفرنا (5) فاستجب لنا كما وعدتنا. اللّهمّ، لا تسلّط علينا في هذا اليوم من لا يراقب (6) رضاك و لا سخطك. اللّهمّ، لا تجعل رزقنا على يد سواك. اللّهمّ، امح من قلوبنا الطمع في هذه الفانية (7) كما محوت بهذا النور هذه الظلمة. اللّهمّ، إنّا لا نعرف غيرك فنسأله، يا أرحم الراحمين، يا غياث من لا غياث له؛

- و من شعره:

أنا في حالتي التي قد تراني... أحسن الناس إن تفكّرت حالا

منزلي حيث شئت من مستقرّ الـ...ـأرض أسقى من المياه زلالا (8)

ليس لي كسوة أخاف عليها... من مغير، و لا ترى لي مالا (9)

أجعل الساعد اليمين وسادي... ثمّ أثني إذا انقلبت الشّمالا (10)

قد تلذّذت حقبة بأمور... فتدبّرتها فكانت خيالا (11)

______________________

١) المخفّ: الذي لا يحمل متاعا أو أثقالا (ليس معه أشياء يحملها في انتقاله) . المطيّ جمع مطيّة: الدابة التي تستخدم في الركوب.

٢) الركب: الجماعة يركبون (ينتقلون، يسافرون) معا.

٣) الرحل (هنا) : متاع البيت، الأثاث.

4) السهاد: السهر (الحزن من التفكير في العواقب) . الرحيل: (هنا) الموت. الزاد (هنا) العمل الطيّب الذي ينفع الإنسان في آخرته.

5) أسفر الرجل: سافر باكرا (نهض من نومه) . -الدعاء مطلوب في كلّ حين، و لا وجه بتقييده بزمن معيّن أو بحال معيّنة.

6) رقب الشيء و ارتقبه انتظره. لا يراقب (لا ينتظر، لا يؤمن. لا يخشى)

7) السخط: الغضب. الفانية: الحياة الدنيا.

8) الزلال: الماء الصافي.

9) المغير: الهاجم (اللص) .

10) الوسادة: المخدّة. أثني (أطوي) الشمال (اليد اليسرى) . مرة أجعل و سادتي يدي اليمنى و مرّة أجعلها يدي اليسرى.

11) حقبة: مدّة طويلة. تدبّر الأمر: نظر فيه و فكّر فيه.





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.