المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31

قصة بئر الدّب
2-2-2018
Weighing Liquids
19-3-2016
D,Amondans Charles de Tinseau
22-3-2016
الحسن بن محمد بن الفضل بن يعقوب بن سعيد
5-4-2017
الغلاف الغازي في كوكب الارض
23-11-2016
ممر القناة الجافة
2024-07-31


الخجل الغريزي  
  
2170   01:12 مساءً   التاريخ: 5-2-2018
المؤلف : د. معن خليل العمر
الكتاب أو المصدر : علم اجتماع المثقفين
الجزء والصفحة : ص102-104
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية النفسية والعاطفية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-4-2016 1900
التاريخ: 1-1-2017 2052
التاريخ: 15-4-2017 1916
التاريخ: 12-2-2017 2088

على الرغم من وجود أدلة متباينة على أن الجوانب الحسية للخجل فطرية أو موروثة، فان أي شخص خجول سيخبرك بأن هناك أدلة ملموسة ومؤكدة على وجود عامل فسيولوجي قوي للخجل. وسواء كان الخجل يصيب الناس بسبب الوراثة أم لا فان أي شخص يستطيع سرد قائمة من الأعراض الجسمانية للخجل – إحمرار الوجه والرعشة والتوتر والعصبية وتسبب العرق والفزع، أي الشعور بالاستثارة الحادة في جميع أنحاء الجسد.

وكما هو الحال مع كل العمليات الفسيولوجية يجب أن نسأل عن سبب وجود هذه الإشارة، حيث إن الجسد آلة تعمل بكفاءة عالية وكل جزء فيه يؤدي وظيفة محددة، وإذا لم تكن هناك وظيفة يؤديها هذا الجزء أو العضو فسوف يختفي عن طريق التطور البيولوجي.

وعندما نرى الجوانب الحسية للخجل عبر منظور التطور والارتقاء البيولوجي نجد أن هدفها واضح: الاستثارة تحفزنا وتحذرنا لكي نستعد للتهديد وتجبرنا على أن نأخذ حذرنا مما يحيط بنا. ومنذ قديم الزمان فان هذا يعرف بغريزة (المقاومة أو الهروب) والتي تحمينا جسمانياً أثناء أوقات التوتر. أما في عصرنا الحديث فيعرف هذا بالقلق الاجتماعي أو المكون الحسي للخجل. وقد يعتبر جانب (الهروب) من المعادلة بمثابة تقييد أو خجل، لأنه محاولة للهرب أو الاختباء أو تجنب مصدر التهديد.

تحدثت مؤخراً مع أم لطفل يبلغ عامين من العمر يدعى (آدم) والذي يبدو أنه يحاول دائماً الاختباء من الغرباء ممن يشعر بالتهديد أثناء وجودهم. حيث قالت لي الأم: (كنت أزور مع (آدم) زوجي في مكتب عمله وقفز (آدم) على مقعد من تلقاء نفسه، وكان يتلوى من شدة التوتر، وكان بعض الناس يمرون به ويتوقفون للتحدث بجانبه ولم يتحدثوا معه بل كانوا فقط واقفين بجواره. ورأيت (آدم) ينظر الى أسفل ويتصلب جسده وكأنه أغلق حواسه عما حوله وقلت لزوجي إنه يريد ألا يلاحظه أحد. ثم غادروا المكان فاعتقدت أنه انتظر حتى يتأكد من خلو المكان، وعندئذ عاد الينا مسرعاً، وهو أحياناً يلهو ويلعب وينسى وجود الناس ولكن عندما يلاحظهم فجأة يتوقف عن الحركة ويتجمد في مكانه ثم ينتظر لكي يتأكد أنه في أمان ثم يعود الينا).

إن رد فعل (آدم) ذكي وفطري وغريزي للغاية ومن السهل أن تتخيله في غابة حيث يشاهد مجموعة من الأسود التي تتجول وينتبه لهم ويلاحظ سلوكهم بحذر شديد، ولأنه صغير ولا يستطيع مصارعتها فهو يعرف أن مهاجمتها ليست الأسلوب المناسب ولكن الوقوف بلا حراك وعدم جذب الانتباه لنفسه يعتبره حلاً ذكياً وآمناً ويجعل الموقف ينتهي دون إثارة الوحوش المفترسة.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.