أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-5-2022
1893
التاريخ: 2024-03-25
1157
التاريخ: 30-01-2015
4233
التاريخ: 2024-05-04
734
|
عن قبيصة بن جابر قال ما رأيت أزهد في الدنيا من علي بن أبي طالب (عليه السلام).
ونقلت من كتاب اليواقيت لأبي عمر الزاهد قال أمير المؤمنين (عليه السلام) و قد أمر بكنس بيت المال و رشه فقال يا صفراء غري غيري يا بيضاء غري غيري ثم تمثل شعرا.
هذا جناي و خياره فيه * إذ كل جان يده إلى فيه
ومنه قال ابن الأعرابي إن عليا دخل السوق و هو أمير المؤمنين فاشترى قميصا بثلاثة دراهم و نصف فلبسه في السوق فطال أصابعه فقال للخياط قصه قال فقصه و قال الخياط أحوصه يا أمير المؤمنين قال لا و مشى و الدرة على كتفه و هو يقول شرعك ما بلغك المحل شرعك ما بلغك المحل الحوص الخياطة و شرعك حسبك أي كفاك.
قال ابن طلحة حقيقة العبادة هي الطاعة و كل من أطاع الله بامتثال الأوامر و اجتناب النواهي فهو عابد و لما كانت متعلقات الأوامر الصادرة من الله تعالى على لسان رسوله (صلى الله عليه واله) متنوعة كانت العبادة متنوعة فمنها الصلاة و منها الصدقة و منها الصيام إلى غيرها من الأنواع وفي كل ذلك كان علي (عليه السلام) غاية لا تدرك و كان متحليا بها مقبلا عليها حتى أدرك بمسارعته إلى طاعة الله و رسوله ما فات غيره و قصر عنه سواه فإنه جمع بين الصلاة والصدقة فتصدق وهو راكع في صلاته فجمع بينهما في وقت واحد فأنزل الله تعالى فيه قرآنا تتلى آياته و تجلى بيناته.
قال أبو إسحاق أحمد بن محمد الثعلبي في تفسيره يرفعه بسنده قال بينا عبد الله بن عباس جالس على شفير زمزم يقول قال رسول الله (صلى الله عليه واله) إذ أقبل رجل متعمم بعمامة فجعل ابن عباس لا يقول قال رسول الله (صلى الله عليه واله) إلا قال الرجل قال رسول الله (صلى الله عليه واله) فقال ابن عباس سألتك بالله من أنت.
فكشف العمامة عن وجهه و قال يا أيها الناس من عرفني فقد عرفني و من لم يعرفني أنا جندب بن جنادة البدري أبو ذر الغفاري سمعت رسول الله (صلى الله عليه واله) بهاتين و إلا فصمتا و رأيته بهاتين و إلا فعميتا يقول عن علي إنه قائد البررة و قاتل الكفرة منصور من نصره مخذول من خذله أما إني صليت مع رسول الله (صلى الله عليه واله) يوما من الأيام الظهر فسأل سائل في المسجد فلم يعطه أحد شيئا فرفع السائل يده إلى السماء و قال اللهم اشهد أني سألت في مسجد رسول الله (صلى الله عليه واله) فلم يعطني أحد شيئا و كان علي في الصلاة راكعا فأومأ إليه بخنصره اليمنى و كان مختتما فيها فأقبل السائل فأخذ الخاتم من خنصره و ذلك بمرأى من النبي (صلى الله عليه واله) و هو يصلي فلما فرغ النبي (صلى الله عليه واله) من صلاته رفع رأسه إلى السماء و قال اللهم إن أخي موسى (عليه السلام) سألك {قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي * وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي } [طه: 25 - 32].
وفي إيراده قول أحمد عقيب هذه القصة إشارة إلى أن هذه المنقبة العلية و هي الجمع بين هاتين العبادتين العظيمتين البدنية و المالية في وقت واحد حتى نزل القرآن الكريم بمدح القائم بهما المسارع إليهما قد اختص بها علي (عليه السلام) و انفرد بشرفها و لم يشاركه فيها أحد من الصحابة قبله و لا بعده.
أقول صدقته بالخاتم في الصلاة أمر مجمع عليه لم يتفرد به الثعلبي و ابن طلحة فإنه قد جعل ذكر الثعلبي ما ذكره من قول أحمد بن حنبل بعد هذه القصة دليلا على علو مقدارها و شاهدا بارتفاع منارها و غفل عما أورده فيها من فرح النبي (صلى الله عليه واله) بها و شدة أثرها في نفسه و تحريكها أريحيته (صلى الله عليه واله) حتى استدعت دعاءه لعلي (عليه السلام) لفرط سروره به و انفعال نفسه لفعله فإنها تشهد بعظم شأن هذه الفضيلة و القائم بها .
ونقل الثعلبي قال : قال علي (عليه السلام) لما نزلت دعاني رسول الله (صلى الله عليه واله) فقال ما ترى ترى دينارا فقلت لا يطيقونه قال فكم قلت حبة أو شعيرة فقال إنك لزهيد فنزلت {أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ} [المجادلة: 13] الزهيد القليل و كأنه يريد مقلل شعر
إذا اشتبهت دموع في خدود * تبين من بكى ممن تباكى
وقال ابن عمر ثلاث كن لعلي لو أن لي واحدة منهن كانت أحب إلي من حمر النعم تزويجه بفاطمة و إعطاؤه الراية يوم خيبر و آية النجوى قلت لو أن ابن عمر نظر في حقيقة أمره و عرف كنه قدره و راقب الله و العربية في سره و جهره لم يجعل فاطمة(عليها السلام) من أمانيه و لكان يوجه أمله إلى غير ذلك من المناقب التي جمعها الله فيه ولكن عبد الله يرث الفظاظة و يقتضي طبعه الغلاظة فإنه غسل باطن عينيه في الوضوء حتى عمي و شك في قتال علي (عليه السلام) فقعد عنه و تخلف و ندم عند موته قال ابن عبد البر صاحب كتاب الاستيعاب قال :قال عبد الله بن عمر عند موته ما أجد في نفسي من أمر الدنيا شيئا إلا أني لم أقاتل الفئة الباغية مع علي بن أبي طالب فأشكل عليه أمر علي (عليه السلام) و بايع معاوية و يزيد ابنه و حث ولده و أهله على لزوم طاعة يزيد والاستمرار على بيعته و قال لا يكون أصعب من نقضها إلا الإشراك و من نقضها كانت صيلم بيني و بينه و ذلك حين قام الناس مع ابن الزبير و قد تقدم ذكر هذا و حاله حين جاء إلى الحجاج ليأخذ بيعته لعبد الملك معلوم و الحجاج قتله في آخر الأمر بأن دس عليه في رخام من جرح رجله بحربة مسمومة .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|