المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
التربة المناسبة لزراعة الفجل
2024-11-24
مقبرة (انحور خعوي) مقدم رب الأرضين في مكان الصدق في جبانة في دير المدينة
2024-11-24
اقسام الأسارى
2024-11-24
الوزير نفررنبت في عهد رعمسيس الرابع
2024-11-24
أصناف الكفار وكيفية قتالهم
2024-11-24
الكاهن الأعظم «لآمون» (رعمسيس نخت) وأسرته
2024-11-24

سبب وضع النحو
14-07-2015
حكم المريض لو استناب من حج عنه ثم عوفي والمعضوب إذا تمكّن من المباشرة.
28-4-2016
Glides
19-5-2022
جينات صغيرة Minigenes
26-2-2019
بحث علمي : آية القصاص
18-5-2021
خطاب الإمام زين العابدين في المدينة
30-3-2016


زهد الإمام علي (عليه السلام)  
  
3795   05:12 مساءً   التاريخ: 23-01-2015
المؤلف : ابي الحسن علي بن عيسى الأربلي
الكتاب أو المصدر : كشف الغمة في معرفة الائمة
الجزء والصفحة : ج1,ص321-329.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

عن قبيصة بن جابر قال ما رأيت أزهد في الدنيا من علي بن أبي طالب (عليه السلام).

ونقلت من كتاب اليواقيت لأبي عمر الزاهد قال أمير المؤمنين (عليه السلام) و قد أمر بكنس بيت المال و رشه فقال يا صفراء غري غيري يا بيضاء غري غيري ثم تمثل شعرا.

هذا جناي و خياره فيه     *     إذ كل جان يده إلى فيه

ومنه قال ابن الأعرابي إن عليا دخل السوق و هو أمير المؤمنين فاشترى قميصا بثلاثة دراهم و نصف فلبسه في السوق فطال أصابعه فقال للخياط قصه قال فقصه و قال الخياط أحوصه يا أمير المؤمنين قال لا و مشى و الدرة على كتفه و هو يقول شرعك ما بلغك المحل شرعك ما بلغك المحل الحوص الخياطة و شرعك حسبك أي كفاك.

قال ابن طلحة حقيقة العبادة هي الطاعة و كل من أطاع الله بامتثال الأوامر و اجتناب النواهي فهو عابد و لما كانت متعلقات الأوامر الصادرة من الله تعالى على لسان رسوله (صلى الله عليه واله) متنوعة كانت العبادة متنوعة فمنها الصلاة و منها الصدقة و منها الصيام إلى غيرها من الأنواع وفي كل ذلك كان علي (عليه السلام) غاية لا تدرك و كان متحليا بها مقبلا عليها حتى أدرك بمسارعته إلى طاعة الله و رسوله ما فات غيره و قصر عنه سواه فإنه جمع بين الصلاة والصدقة فتصدق وهو راكع في صلاته فجمع بينهما في وقت واحد فأنزل الله تعالى فيه قرآنا تتلى آياته و تجلى بيناته.

قال أبو إسحاق أحمد بن محمد الثعلبي في تفسيره يرفعه بسنده قال بينا عبد الله بن عباس جالس على شفير زمزم يقول قال رسول الله (صلى الله عليه واله) إذ أقبل رجل متعمم بعمامة فجعل ابن عباس لا يقول قال رسول الله (صلى الله عليه واله) إلا قال الرجل قال رسول الله (صلى الله عليه واله) فقال ابن عباس سألتك بالله من أنت.

فكشف العمامة عن وجهه و قال يا أيها الناس من عرفني فقد عرفني و من لم يعرفني أنا جندب بن جنادة البدري أبو ذر الغفاري سمعت رسول الله (صلى الله عليه واله) بهاتين و إلا فصمتا و رأيته بهاتين و إلا فعميتا يقول عن علي إنه قائد البررة و قاتل الكفرة منصور من نصره مخذول من خذله أما إني صليت مع رسول الله (صلى الله عليه واله) يوما من الأيام الظهر فسأل سائل في المسجد فلم يعطه أحد شيئا فرفع السائل يده إلى السماء و قال اللهم اشهد أني سألت في مسجد رسول الله (صلى الله عليه واله) فلم يعطني أحد شيئا و كان علي في الصلاة راكعا فأومأ إليه بخنصره اليمنى و كان مختتما فيها فأقبل السائل فأخذ الخاتم من خنصره و ذلك بمرأى من النبي (صلى الله عليه واله) و هو يصلي فلما فرغ النبي (صلى الله عليه واله) من صلاته رفع رأسه إلى السماء و قال اللهم إن أخي موسى (عليه السلام) سألك {قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي * يَفْقَهُوا قَوْلِي * وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي } [طه: 25 - 32].

 

فأنزلت فيه قرآنا ناطقا {قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا } [القصص: 35] اللهم أنا محمد نبيك و صفيك فاشرح لي صدري و يسر لي أمري و اجعل لي وزيرا من أهلي عليا اشدد به أزري قال أبو ذر فما استتم رسول الله (صلى الله عليه واله) كلامه حتى نزل جبرئيل (عليه السلام) من عند الله عز و جل فقال يا محمد اقرأ فأنزل الله عليه {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} [المائدة: 55] .
وقال الثعلبي عقيب هذه القصة سمعت أبا منصور الحمشادي يقول سمعت محمد بن عبد الله الحافظ يقول سمعت أبا الحسن علي بن الحسين يقول سمعت أبا حامد محمد بن هارون الحضرمي يقول سمعت محمد بن منصور الطوسي يقول سمعت أحمد بن حنبل يقول ما جاء لأحد من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه واله) و رضي عنهم من الفضائل ما جاء لعلي.

 

وفي إيراده قول أحمد عقيب هذه القصة إشارة إلى أن هذه المنقبة العلية و هي الجمع بين هاتين العبادتين العظيمتين البدنية و المالية في وقت واحد حتى نزل القرآن الكريم بمدح القائم بهما المسارع إليهما قد اختص بها علي (عليه السلام) و انفرد بشرفها و لم يشاركه فيها أحد من الصحابة قبله و لا بعده.

أقول صدقته بالخاتم في الصلاة أمر مجمع عليه لم يتفرد به الثعلبي و ابن طلحة فإنه قد جعل ذكر الثعلبي ما ذكره من قول أحمد بن حنبل بعد هذه القصة دليلا على علو مقدارها و شاهدا بارتفاع منارها و غفل عما أورده فيها من فرح النبي (صلى الله عليه واله) بها و شدة أثرها في نفسه و تحريكها أريحيته (صلى الله عليه واله) حتى استدعت دعاءه لعلي (عليه السلام) لفرط سروره به و انفعال نفسه لفعله فإنها تشهد بعظم شأن هذه الفضيلة و القائم بها .

 

ومن ذلك ما أورده الثعلبي و الواحدي و غيرهما من علماء التفسير أن الأغنياء أكثروا مناجاة النبي (صلى الله عليه واله) و غلبوا الفقراء على المجالس عنده حتى كره رسول الله (صلى الله عليه واله) ذلك و استطال جلوسهم و كثرة مناجاتهم فأنزل الله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ} [المجادلة: 12]
فأمر بالصدقة أمام النجوى فأما أهل العسرة فلم يجدوا وأما الأغنياء فبخلوا وخف ذلك على رسول الله (صلى الله عليه واله) و خف ذلك الزحام و غلبوا على حبه و الرغبة في مناجاته حب الحطام و اشتد على أصحابه فنزلت الآية التي بعدها راشقه لهم بسهام الملام ناسخة بحكمها حيث أحجم من كان دأبه الإقدام و قال علي (عليه السلام) إن في كتاب الله لآية ما عمل بها أحد قبلي و لا يعمل بها أحد بعدي و هي آية المناجاة فإنها لما نزلت كان لي دينار فبعته بدراهم و كنت إذا ناجيت الرسول تصدقت حتى فنيت فنسخت بقوله {أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ } [المجادلة: 13].

 

ونقل الثعلبي قال : قال علي (عليه السلام) لما نزلت دعاني رسول الله (صلى الله عليه واله) فقال ما ترى ترى دينارا فقلت لا يطيقونه قال فكم قلت حبة أو شعيرة فقال إنك لزهيد فنزلت {أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ} [المجادلة: 13] الزهيد القليل و كأنه يريد مقلل شعر

إذا اشتبهت دموع في خدود    *     تبين من بكى ممن تباكى

وقال ابن عمر ثلاث كن لعلي لو أن لي واحدة منهن كانت أحب إلي من حمر النعم تزويجه بفاطمة و إعطاؤه الراية يوم خيبر و آية النجوى قلت لو أن ابن عمر نظر في حقيقة أمره و عرف كنه قدره و راقب الله و العربية في سره و جهره لم يجعل فاطمة(عليها السلام) من أمانيه و لكان يوجه أمله إلى غير ذلك من المناقب التي جمعها الله فيه ولكن عبد الله يرث الفظاظة و يقتضي طبعه الغلاظة فإنه غسل باطن عينيه في الوضوء حتى عمي و شك في قتال علي (عليه السلام) فقعد عنه و تخلف و ندم عند موته قال ابن عبد البر صاحب كتاب الاستيعاب قال :قال عبد الله بن عمر عند موته ما أجد في نفسي من أمر الدنيا شيئا إلا أني لم أقاتل الفئة الباغية مع علي بن أبي طالب فأشكل عليه أمر علي (عليه السلام) و بايع معاوية و يزيد ابنه و حث ولده و أهله على لزوم طاعة يزيد والاستمرار على بيعته و قال لا يكون أصعب من نقضها إلا الإشراك و من نقضها كانت صيلم بيني و بينه و ذلك حين قام الناس مع ابن الزبير و قد تقدم ذكر هذا و حاله حين جاء إلى الحجاج ليأخذ بيعته لعبد الملك معلوم و الحجاج قتله في آخر الأمر بأن دس عليه في رخام من جرح رجله بحربة مسمومة .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.