أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-1-2018
449
التاريخ: 12-2-2019
1372
التاريخ: 21-1-2018
585
التاريخ: 21-1-2018
989
|
خلافة المستضيء:
بويع في سنة ست وستين وخمسمائة. لم يكن بسيرته بأس، في أيامه وردت البشائر إلى بغداد بفتح مصر وانقراض الدولة الفاطمية.
ولما جلس على سرير الخلافة تقدم بقتل ابن البلدي وزير أبيه. وتوفي في سنة خمس وسبعين وخمسمائة.
شرح حال الوزارة في أيامه:
أول وزرائه عضد الدين أبو الفرج محمد بن أبي الفتوح عبد الله ابن رئيس الرؤساء الذي كان قبل ذلك أستاذ الدار.
كان عضد الدين من أفاضل الناس وأعيانهم، وكان أستاذ الدار في أيام المستنجد، فلما جرى للمستنجد ما جرى استولى عضد الدين ونهض في إخراج المستضيء من الحبس ومبايعته واحلافه، فاستوزره المستضيء، ونهض عضد الدين بأعباء الوزارة نهوضاً مرضياً، وفرق في يومه جلوسه في دست الوزارة ذهباً كثيراً وحنطة على المقيمين بالمشاهد والجوامع والمدارس والربط، وتلطف بالأمور تلطفاً لم يكن في حساب الناس. وبيته بيت مشهور بالرياسة يعرفون قديماً ببيت الرفيل، وكان ابن التعاويذي الشاعر البغدادي شاعرهم ومنقطعاً إليهم وأنفق جل عمره معهم، ولهم يخاطب بقوله:
قضيت شطر العمر في مدحكم *** ظنـــاً بكم أنكـــــم أهله
وعــــدت أفنيـــــه هجــاءً لكم *** فضاع فيكم عمري كله
وله فيهم مدائح كثيرة، فمن جملتها:
وما زلت فـــي آل الرفيــل بمعزلٍ *** عن الجور مبذولاً لي الأمن والخصب
فإن اقترف ذنبــاً بمـــدح سواهم *** فإن خمــــاص الطير يقنصهـــــا الحب
وإن عاد لي عطف الوزير محمدٍ *** فقـــد أكثب النـــــائي ولان لي الصعب
وزيــــر إذا اعتل الزمـــان فرأيه *** هنــــاء به تطلــــــى خلائقــــه الجرب
ومازال أمر عضد الدين يجري على السداد حتى عزله المستضيء وقبض عليه.
وصورة عزله: كان يوماً جالساً في الدست فهجم عليه خادم من خدم الخليفة فقال له: قد استغني عنك! ثم أطبق دواته ودخل الأتراك والجند إلى داره فنهبوا ما بها، ودخل العوام أيضاً وكسرت الصناديق الآبنوس والعاج بالدبابيس وأخذ جميع ما كان بها، فخرج عضد الدين وهو يتشاهد ويقول للأتراك: أما تستحيون مني؟ أما دخلتم داري؟ أما أكلتم زادي؟ فلم ينفعه ذلك. فلم يمض إلا ساعة واحدة حتى صارت داره بلاقع، ثم حمل إلى الحريم ووكل به هناك مدة، ثم أعاده المستضيء إلى الوزارة وحكمه وبسطه، فصفت له الدنيا وعظم شأنه وكثرت خيراته وهباته وأحبه الناس. وكان سخياً وهوباً شريف النفس. قيل: إنه ما اشترى لداره قط سكراً بأقل من ألف دينار.
حدث عنه بعض مماليكه قال: احتاج مرةً إلى ألف دينار فأنفت نفسه أن يقترضها من أولاده أو من غيرهم، وكان يأنس بي، فقال لي: يا ولدي قد احتجت إلى ألف دينار أعيدها عليك بعد أيام. فقلت: السمع والطاعة يا مولاي! ثم مضيت وأحضرت له خمسة آلاف دينار، وقلت: يا مولاي هذه، والله، اكتسبتها منك، فخذ منها ما شئت. فأطرق ساعةً ثم قال: والله لا أخذت منها حبةً واحدة، خذها وانصرف؛ ثم أنشد:
والصاحب المتبوع يقبح أن يرى *** متتبعاً ما في يدي أتباعه
ولم يزل أمره في الوزارة الثانية جارياً على السداد حتى كان آخر مدته، فطلب من الخليفة الإذن له في الحج، فأذن له، فتجهز تجهزاً لم ير مثله. ثم عبر إلى الجانب الغربي من مدينة السلام ليتوجه إلى الحلة والكوفة ومنها إلى مكة، وبين يديه جميع أرباب الدولة، فلقيه رجل عند محلة هناك تقرف بقطفتا، فقال: يا مولانا مظلوم مظلوم! وناوله قصةً، فتناولها الوزير منه، فوثب عليه وثبةً عالية وضربه بسكين في ترقوته، ووثب عليه آخر من الجانب الآخر فضربه في خاصرته، ووثب آخر وبيده سكين مسلولة فلم يصل إليه، وتكاثر الناس على الثلاثة فقتلوهم، ثم مات الوزير وصلي عليه ودفن في تربتهم. وقيل: إن الثلاثة الذين قتلوه كانوا من الباطنية من جبل السماق.
وحكى بعض أهل قطفتا قال: دخلت قبل قتل الوزير بساعتين إلى مسجد هناك فرأيت به ثلاثة رجال، وقد قدموا واحداً منهم إلى المحراب وأناموه، ثم صلى الرجلان الآخران عليه صلاة الميت، ثم قام ونام آخر وصلى الآخران عليه، حتى صلى كل واحد منهم على الآخر، وأنا أراهم وهم لا يرونني، فعجبت مما فعلوا. ثم لما قتل الوزير وقتل الثلاثة تأملت وجوههم فإذا هم هم.
وزارة ظهير الدين أبي بكر منصور بن أبي القاسم نصر بن العطار: كان تاجراً في ابتداء أمره، ثم مازج المتصرفين ونفق على المستضيء فاستوزره. وكان ثقيل الوطأة على الرعية، وكانت العامة تبغضه، فبقي إلى أن مات المستضيء وولي الناصر، وهو آخر وزراء المستضيء.
انقضت أيام المستضيء ووزرائه.
ثم ملك بعده ابنه الإمام الناصر لدين الله أبو العباس أحمد بن المستضيء بأمر الله.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|