أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-4-2016
2599
التاريخ: 3-1-2022
2494
التاريخ: 6-3-2022
3543
التاريخ: 11-2-2017
8923
|
إن التربية تعتبر محصلة عوامل ومؤثرات مختلفة فالنظام التعليمي بما يتضمنه من عمليات وتنظيمات وما يواجهه من مشكلات وقضايا يتأثر بطبيعة المرحلة التي يعيشها، غير أنه يتأثر في نفس الوقت بما تتأثر به هذه المرحلة من عوامل الماضي.
والدراسة التاريخية للمجتمع والتربية تعين على فهم تطور التعليم ومواجهة مشكلاته بصورة اكثر وضوحا , على اساس التعرف على اهم القوى السياسية والاقتصادية والثقافية التي تشكل المجتمع , واثرها على خلق ما يواجهه التعليم من مشكلات .
إن توجيه التعليم والتعميق في مفاهيمه ومشكلاته يستند الى ما يسمى بالأسس التاريخية , حيث إن التعليم جانبا متكاملا من الثقافة التي ينتمي إليها , ينفعل بما فيها من قوى , وبما انفعلت به من عوامل ومؤثرات .
وقد يكون الخطر في التعليم النظر إليه في أية مرحلة من مراحل التطور على أنه وحدة مستقلة, في الوقت الذي تتأثر فيه اوضاعه بأصول مستمدة من الماضي , ودراسة التاريخ بهذا المنظور تعني مسؤولية جديدة , وهي دراسة جذور مشكلات التعليم واتجاهاته , ووسائل مواجهتها في الماضي , ومدى ملاءمة هذه الوسائل لطبيعة المرحلة التي يواجه فيها التعليم مسؤولياته, وعلى ضوء ذلك يرى التعليم نفسه من زاويتين .
الاولى : العناصر التي ورثها عن الماضي , وأثر مقابلة القديم بالجديد في خلق مشكلاته .
وثانيهما : كيف مواجهة الجماعات في الظروف المختلفة للمشكلات المتماثلة .
وعلى هذا النحو يجد التعليم نفسه أمام حتمية موضوعية , وهي ان يراجع نفسه على ضوء نظرته الى اوضاعه على أنها متأثرة بماضيه , وعلى ان هذا التاريخ متضمن في حاضره , ولابد من فحصه دائماً تحقيقاً لمستقبل افضل في ضوء حركة القوى الاجتماعية والاقتصادية وما بينهما من تناقص او التقاء .
صحيح أن التاريخ لا يعيد نفسه , والتعليم كثيراً ما يواجه مشكلة أساسية وهي أن المعلمين يقدمون لتلاميذهم ما تعلموه في الماضي , بل وقد يعلمونهم في كثير من الأحيان بالطرق التي تعلموا بها ايضا , وهم في نفس الوقت مطالبون بأن يعدوا هؤلاء التلاميذ لاحتمالات المستقبل وللحياة فيه، كما هو حادث اليوم من انفجار معرفي غزير , وتطوير تكنولوجي سريع , فمن الضروري ان يكون المعلم نفسه واعياً بهذه التطورات ملماً مكتسبا لمهاراتها حتى يعلم التلاميذ على اساس سليم , وإذا كان عكس ذلك فالطامة تصبح كبرى لأن فاقد الشيء لا يعطيه.
ودراسة التاريخ مهمة, لأنها تعني دراسة الحركة داخل التعليم ومن حوله , فدراسة تطور المناهج التعلمية تتضمن الكشف عن اثر الظروف الاجتماعية والاقتصادية في نوع الخبرة التي يتعلم منها التلاميذ, ودراسة اهداف التربية في تطورها تبين طبيعة كل عصر , وضرورة ربطها بمطالب هذا العصر , ونخلص من ذلك الى أن مشكلات التعليم لا يمكن فهمها او البحث عن حلول لها إلا في ضوء دراسة التاريخ من حولها حتى نكتشف عن أثر القوى والعوامل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في خلقها وظهورها.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|