الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
مبادئ وأساليب تربوية / كما نكون تكون تربيتنا
المؤلف:
أ. د. عبد الكريم بكَار
المصدر:
حول التربية والتعليم
الجزء والصفحة:
ص 53 ــ 55
2025-08-18
30
بإمكان المربي أن يقول الكثير، ويلفت الانتباه إلى الكثير، لكن المحك النهائي في الاستجابة له يعتمد على ما تنطق به شخصيته، أي الوضعية العامة التي عليها المربي؛ فالأطفال أذكى مما نظن، وهم يلاحظون أشياء كثيرة نعتقد أنهم عنها غافلون ومن هنا كان تأثير الأستاذ في الطالب أعظم من تأثير الوالد؛ لأنه يرى أستاذه في أحسن أحواله - وهذا من أسباب الإرهاق في مهنة التدريس - على حين أنه يرى أباه في جميع أحواله.
ليست المشكلة في التربية مقصورة على وجود مسافات فاصلة بين القول والعمل، أو بين الشعار والسلوك، وإنما هناك مشكلات أخرى، منها: أن الذي مورس في تربيته نوع من القسوة، يجنح إلى أن يعامل من يريبهم بالأسلوب عينه (1)، وربما ظن أن ذلك هو الأسلوب الأمثل، وقد يفعل ذلك على نحو غير شعوري.
كما أن أمية الأب كثيراً ما تجعله عاجزاً عن إدراك أهمية تعليم ابنه وإذا ما كان حريصاً على ذلك، فقد لا يملك من المعرفة ما يجعله يوجه ابنه، ويساعده على إكمال تعليمه.
وهكذا فإنه ليس من السهل على الذين حرموا من التربية والتعليم الجيد أن يربوا أولادهم التربية المطلوبة لزمان كزماننا.
في المجال السلوكي على نحو خاص يكون بروز مشكلة المفارقة بين قول المربي وسلوكه مؤذياً؛ إذ ماذا يمكن أن يفعل أب مدخن اكتشف أن ابنه يدخن، وماذا سيفعل أب يأكل الحرام، ويسعى إلى الرشوة، حين يجد أن ابنه يسرق؟!
إن السؤال الصعب هو: هل بإمكان الكبار أن يربوا الصغار على قيم ومثل أفضل من تلك التي تتجسد في سلوكهم، وتتحكم في حياتهم؟
إن ذلك يبدو عسيراً، ولكن مع هذا، فإن علينا ألا نستسلم، ويجب أن نقول لأنفسنا ولإخواننا (لننظر في المرآة) هل نحن في أخلاقنا وسلوكنا مؤهلون لتربية من اؤتمنا على تربيتهم؟ إن علينا أن نقوّم العديد من أوضاعنا حتى لا يستمر الخطأ، ونجني على الأجيال القادمة. إن كثيرين منا نشؤوا في ظروف سيئة، سادت فيها أخلاق بغيضة، مما أصل في النفوس والعقول روح الفردية والاستبداد والتقليد والتعصب للقبيلة، والإقليم، والمذهب، وإن من واجبنا ألا نورث هذه الأمراض لأبنائنا؛ فالعصر الذي عليهم أن يعيشوا فيه شديد الحساسية لكل هذا، ويجب ألا نعرضهم لاختبارات قاسية.
إن التجربة قد دلتنا على أن القيم التي يحملها الكبار تجهض الكثير من جهودنا التربوية، فما أن ينهي الشاب تعليمه وينخرط في سوق العمل حتى يجد نفسه ملزماً بأن يسلك مسالك من الانحراف والسوء تتناقض مع كل ما درسه، وما سمعه من نصائح وتوجيهات؛ ولأنه العنصر الأضعف، فإن عليه أن يمتثل، ومع مرور الأيام يندمج، ويصبح جزءاً من المشكلة بل مغذيا لها!.
وعلى هذا فالمشكلة تصبح في إيجاد السبيل لتربية الكبار قبل تربية الصغار!.
إذا كان تخريج (دفعة) ضعيفة، أو غير مؤهلة من المعلمين أو الأطباء، يؤدي إلى تخريج دفعات ضعيفة عديدة من طلابهم في المستقبل - حيث إن فاقد الشيء لا يعطيه - فماذا يكون القول في مجتمع، يعاني من مجموعات من العلل والمشكلات التي أعاقت حركته، وأخرته عن الأمم الأخرى؟!
إن علينا أن نحسن من أنفسنا، إذا ما أردنا لتربيتنا أن تنجح، وعلينا أيضاً أن نفهم أوضاعنا على نحو جيد، إذا ما أردنا لتغيير صالح أن يحدث؛ والأجر على الله تعالى.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ يذكرون أن فتى فعل جريمة منكرة، وحين أرادوا تنفيذ الحكم فيه، قال أحد الحاضرين: عاقبوا والده الذي لم يربه التربية الصحيحة، فما كان من الفتى إلا أن قال: أبي ليس مذنباً، فقد رباني، لكن أباه ما رباء!!.
الاكثر قراءة في التربية العلمية والفكرية والثقافية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
