المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

تحضير مركبات الاضافة من نوع [M(L)n.Phen]
2024-05-24
قاعدة « الشرط الفاسد ليس بمفسد‌ »
نظرية التطور اللغوي
6-12-2018
الاستدلال لإثبات عدم كون سورة المائدة آخر ما نزل من السور
14-06-2015
أهمية معرفة السياق القرآني
2023-06-21
FORWARD BIAS
28-10-2020


هذا أبنك قد عصمه الله مما حرم عليه  
  
3512   01:52 مساءً   التاريخ: 7-01-2015
المؤلف : ابي الحسن علي بن عيسى الأربلي
الكتاب أو المصدر : كشف الغمة في معرفة الائمة
الجزء والصفحة : ج1,ص483-484.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / قضايا عامة /

 ما أورده ابن شهر أشوب في كتابه أن عليا (عليه السلام) لما قدم الكوفة وفد عليه الناس و كان فيهم فتى فصار من شيعته يقاتل بين يديه في مواقفه فخطب امرأة من قوم فزوجوه فصلى أمير المؤمنين (عليه السلام) يوما الصبح و قال لبعض من عنده اذهب إلى موضع كذا تجد مسجدا إلى جانبه بيت فيه صوت رجل و امرأة يتشاجران فأحضرهما إلي فمضى و عاد و هما معه فقال لهما فيم طال تشاجركما الليلة ؟.

فقال الفتى يا أمير المؤمنين إن هذه المرأة خطبتها و تزوجتها فلما خلوت بها وجدت في نفسي منها نفرة منعتني أن ألم بها و لو استطعت إخراجها ليلا لأخرجتها قبل النهار فنقمت على ذلك و تشاجرنا إلى أن ورد أمرك فصرنا إليك.

فقال (عليه السلام) لمن حضره رب حديث لا يؤثر من يخاطب به أن يسمعه غيره فقام من كان حاضرا و لم يبق عنده غيرهما.

فقال لها علي (عليه السلام) أتعرفين هذا الفتى فقالت لا فقال (عليه السلام) إذا أنا أخبرتك بحالة تعلمينها فلا تنكريها قالت لا يا أمير المؤمنين قال ألست فلانة بنت فلان قالت بلى .

قال (عليه السلام) :ألم يكن لك ابن عم و كل منكما راغب في صاحبه.

قالت بلى.

قال أليس أن أباك منعك عنه و منعه عنك و لم يزوجه بك و أخرجه من جواره لذلك قالت بلى قال أليس قد خرجت ليلة لقضاء الحاجة فاغتالك و أكرهك و وطئك فحملت و كتمت أمرك عن أبيك و أعلمت أمك فلما آن الوضع أخرجتك أمك ليلا فوضعت ولدا فلففته في خرقة و ألقيته من خارج الجدران حيث قضاء الحوائج فجاء كلب يشمه فخشيت أن يأكله فرميته بحجر فوقعت في رأسه فشجته فعدت إليه أنت وأمك فشدت رأسه أمك بخرقة من جانب مرطها ثم تركتماه و مضيتما ولم تعلما حاله فسكتت.

فقال لها تكلمي بحق فقالت بلى.

والله يا أمير المؤمنين إن هذا الأمر ما علمه مني غير أمي فقال قد أطلعني الله عليه فأصبح فأخذه بنو فلان فربي فيهم إلى أن كبر و قدم معهم الكوفة و خطبك وهو ابنك ثم قال للفتى اكشف رأسك فكشفه فوجد أثر الشجة فقال (عليه السلام) هذا ابنك قد عصمه الله تعالى مما حرمه عليه فخذي ولدك و انصرفي فلا نكاح بينكما.

وله في هذه الواقعة (عليه السلام) ما يقضي بولايته و يسجل بكرامته.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.