المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

Blackbody Radiation
26-12-2020
الاكديون
17-12-2020
التمييز بين القبض والاستيقاف
15-3-2016
الصفات الريولوجية للاسفلت Rheological Properties of Asphalt
2024-06-12
اضطهاد الامويين عبد الرحمن العنزي
6-4-2016
نمو ابنك الادراكي
11-2-2017


إخباره بالمغيبات  
  
3368   03:35 مساءً   التاريخ: 5-01-2015
المؤلف : الشيخ عباس القمي
الكتاب أو المصدر : منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل
الجزء والصفحة : ج1,ص229-233.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / قضايا عامة /

هي اكثر من أن تحصى و أذكر موارداً منها، فقد أخبر (عليه السلام) مرارا أنّ ابن ملجم قاتلي بسيفه و ستخضب لحيتي من دم رأسي، و منها إخباره باستشهاد الإمام الحسن (عليه السلام) بالسم و استشهاد الحسين (عليه السلام)، و حينما كان بكربلاء أشار الى مقتل أصحاب الحسين (عليه السلام) و أهل بيته و مقام نسائه و مناخ رحاله.

وأخبر البراء بن عازب بادراكه زمن الحسين (عليه السلام) و خذلانه و عدم تلبية دعوته، و أخبر بحكومة الحجاج بن يوسف الثقفي، و أخبر عن يوسف بن عمرو و عن اراقتهم الدماء و فتكهم بالمسلمين.

وأخبر عن خوارج النهروان و عدم عبورهم النهر الذي كان أمامهم، و أخبر عن قتلهم و قتل ذي الثدية رئيس الخوارج، و أخبر عن عاقبة بعض أصحابه و كيفية قتلهم بيد الاعداء، و أخبر عن قطع يد و رجل جويرية بن مسهر و رشيد الهجري و صلبهما.

وأخبر عن كيفية استشهاد ميثم التمار و صلبه على جذع النخلة و تعيينها له و كانت قرب دار عمرو بن الحريث، و أخبر عن قتل قنبر و كميل و حجر بن عدي و غيرهم، و أخبر عن عدم موت خالد بن عرفطة و انّه سيقود جيش الضلال، و أخبر عن قتاله الناكثين و القاسطين و المارقين.

وأخبر عن مكنون خاطر طلحة و الزبير لما أرادا نكث البيعة و الذهاب الى مكّة ليهيئا جيشا لقتاله (عليه السلام) فقد قالا بانّهما ذاهبان الى العمرة، فقال (عليه السلام): ما تريدان العمرة بل تريدان الغدرة، و أخبر أيضا أصحابه بانكم سوف تلقون طلحة و الزبير و هما في جيش كثير.

وأخبر و هو في الحجاز عن وفاة سلمان بالمدائن لمّا توفى هناك، و أخبر عن خلافة بني أميّة و بني العباس، و أشار الى أوصاف و خصائص بعض خلفاء العباسيين كرأفة السفاح و قساوة المنصور، وعظمة سلطنة الرشيد، و ذكاء المأمون و كثرة نصب وعداوة المتوكل وقتله على يد ابنه، و كثرة تعب و مشقة المعتمد لانشغاله بالحروب و المعارك مع صاحب الزنج، واحسان المعتضد للعلويين، وقتل المقتدر واستيلاء أولاده الثلاثة على الخلافة وهم الراضي والمتقي و المطيع.

وغير هذه الأمور كما لا يخفى على أهل الخبرة، و قد أشار (عليه السلام) في هذه الخطبة الى بعض الأمور الغيبية حيث قال:

«ويل هذه الأمة من رجالهم، الشجرة الملعونة التي ذكرها ربّكم تعالى، أوّلهم خضراء

وآخرهم هزماء، ثم يلي بعدهم أمر أمة محمّد رجال أوّلهم أرأفهم و ثانيهم أفتكهم و خامسهم كبشهم وسابعهم أعلمهم وعاشرهم أكفرهم يقتله أخصّهم به، وخامس عشرهم كثير العناء قليل الغناء، سادس عشرهم أقضاهم للذمم وأوصلهم للرحم.

كأنّي أرى ثامن عشرهم تفحص رجلاه في دمه بعد أن يأخذ جنده بكظمه‏  من ولده ثلاث رجال سيرتهم سيرة الضلال،(و أشار بقتل المستعصم ببغداد بقوله:) لكأنّي أراه على جسر الزوراء قتيلا (ذلك بما قدّمت يداك و انّ اللّه ليس بظلام للعبيد)» .

ومنها إخباره عن وقوع الفتن بالكوفة و قتل كلّ جبار أخذ بالظلم و الجور فيها أو ابتلائه ببلاء شاغل، فقال: «كأنّي بك يا كوفة تمدين مد الأديم العكاظي (الى ان قال:) و انّي لأعلم و اللّه انّه لا يريد بك جبار بسوء الّا رماه اللّه بقاتل أو ابتلاه بشاغل».

فكان كما أخبر (عليه السلام) و قد شرح في محله ابتلاء زيد بن أميّة و يوسف بن عمرو و الحجاج الثقفي و غيرهم من الذين حكموا الكوفة و كان دأبهم الظلم و التعدي، فهلكوا و ماتوا عن آخرهم بأخس الحالات و أتعسها.

ومنها اخباره الناس بانّ معاوية سيجبرهم على سبّه، و منها اخباره ابن عباس بمجي‏ء جيش من الكوفة لبيعته (و هو متوجه لحرب الجمل) و انّ عددهم ألف نفر لا يزيدون و لا ينقصون، و أخبر عن دواهي أهل البصرة و صاحب الزنج في كلام له مع الأحنف بن قيس، و سيأتي ذكره في باب ذكر أولاد الامام زين العابدين (عليه السلام) و اخبر عن جيش هولاكو و فتنته.

وأخبر عن قتل أهل البصرة بيد الزنج في الخطبة التي خطبها بالبصرة بعد معركة الجمل، و أخبر عن الحوادث التي تحدث في العالم، و أخبر أيضا عن غرق البصرة بقوله:

«و أيم اللّه لتغرقنّ بلدتكم حتى كأنّي انظر الى مسجدها كجؤجؤ  طير في لجة بحر».

وأخبر عن بناء مدينة بغداد، و عن عاقبة عبد اللّه بن الزبير بقوله:

«خبّ ضبّ، يروم أمرا و لا يدركه، ينصب الدين لاصطياد الدنيا وهو بعد مصلوب قريش».

وأخبر بخروج سادات بني هاشم كالناصر والداعي و غيرهم و قال: «انّ لآل محمد بالطالقان لكنزا سيظهره اللّه اذ شاء، دعاة حتى تقوم باذن اللّه فتدعوا الى دين اللّه».

وأخبر عن قتل النفس الزكية محمد بن عبد اللّه المحض في أحجار زيت المدينة بقوله:

«انّه ليقتل عند أحجار الزيت ...».

وأخبر أيضا عن قتل أخي محمد بن ابراهيم بأرض باخمرى و هو موضع ما بين واسط و الكوفة، حيث قال:

«بباخمرى يقتل بعد أن يظهر و يقهر بعد أن يقهر»، و قال: «يأتيه سهم غرب يكون فيه منيّة، فيا بؤس الرامي، شلّت يده و وهن عضده».

وأخبر أيضا عن قتلى فخ، و سلطنة العلويين بالمغرب، و عن سلاطين الاسماعيلية كقوله:

«ثم يظهر صاحب قيروان (الى قوله) من سلالة ذي البداء المسجى بالرداء».

وأخبر عن سلاطين آل بويه بقوله: «و يخرج من ديلمان بنو الصياد» و قوله: «ثم يستوي أمرهم حتى يملكوا الزوراء و يخلعوا الخفاء».

وأخبر عن خلفاء بني العباس، و كنّى علي بن عبد اللّه بن العباس جدّهم، بأبي الاملاك، و أخبر عن أمور غيبيّة في معركة صفين حينما كانت الرسائل تتداول بينهما، فقال له في خاتمة احداهنّ:

«يا معاوية! انّ رسول اللّه (صلى الله عليه واله)قد أخبرني انّ بني أميّة سيخضبون لحيتي من دم رأسي‏ وانّي مستشهد و ستلي الأمة من بعدي و انّك ستقتل ابني الحسن غدرا بالسمّ و انّ ابنك يزيد لعنه اللّه سيقتل ابني الحسين، يلي ذلك منه ابن زانية.

وانّ الأمة سيليها من بعدك سبعة من ولد أبي العاص وولد مروان بن الحكم و خمسة من ولده تكملة اثني عشر إماما قد رآهم رسول اللّه (صلى الله عليه واله)يتواثبون على منبره تواثب القردة، يردّون أمته عن دين اللّه على أدبارهم القهقرى و انّهم أشدّ الناس عذابا يوم القيامة، و انّ اللّه سيخرج الخلافة منهم برايات سود تقبل من المشرق يذلّهم اللّه بهم ويقتلهم تحت كلّ حجر».

ثم أخبر (عليه السلام) عن مغيبات كثيرة من أمر الدجال و ذكر نبذة من ظهور قائم آل محمد (عجل اللّه فرجه) و كتب في خاتمة الرسالة:

«أما و اللّه يا معاوية لقد كتبت إليك هذا الكتاب و إنّي لأعلم انّك لا تنتفع به وانّك ستفرح اذا أخبرتك انّك ستلي الأمر وابنك بعدك لانّ الآخرة ليست من بالك، ... و مما دعاني الى الكتاب بما كتبت به إنّي أمرت كاتبي أن ينسخ ذلك لشيعتي و رءوس أصحابي لعلّ اللّه ان ينفعهم بذلك أو يقرأه واحد من قبلك فيخرجه اللّه به و بنا من الضلالة الى الهدى و من ظلمك و ظلم أصحابك و فتنتهم و أحببت أن أحتج عليك» .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.