أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-11-2017
1308
التاريخ: 18-10-2017
2683
التاريخ: 5-2-2018
1361
التاريخ: 18-8-2017
1303
|
أبو بحر الأحنف صخر بن قيس التميمي.
كان من أصحاب أمير المؤمنين ع وأدرك عصر النبي ص ولم يره، وروى عن الحسن البصري وعروة بن الزبير وغيرهما، وشهد صفين مع علي ع أميرا وكان سيد أهل البصرة.
كان نحيل الجسم دميما قصيرا صغير الرأس خفيف العارضين قال له عمر بن الخطاب: ويحك يا أحنف لما رأيتك ازدريتك فلما نطقت قلت لعله منافق صنع اللسان فلما اختبرتك حمدتك ثم قال: هذا والله السيد، وقال الحسن البصري: ما رأيت شريف قوم كان أفضل من الأحنف. وكان الأحنف حليما حتى صار يضرب به المثل في الحلم، وقد قال: كنا نختلف إلى قيس بن عاصم نتعلم منه الحلم كما نختلف إلى العلماء فنتعلم منهم العلم.
وقال سفيان: ما وزن عقل الأحنف بعقل أحد إلا وزنه.
روي أن النبي ص بعث رجلا يدعو بني سعد إلى الاسلام والأحنف فيهم فجعل يعرض عليهم الاسلام فقال الأحنف: والله انه يدعو إلى خير ويأمر بالخير وما اسمع إلا حسنا وأنه ليدعو إلى مكارم الأخلاق وينهي عن ملائمها فذكر ذلك الرجل للنبي ص، مقاله فقال: اللهم اغفر للأحنف، فكان الأحنف بعد ذلك يقول: فما شئ أرجى عندي من ذلك، يعني من دعوة النبي ص، وشكا ابن أخيه وجع الضرس فقال له: ذهبت عيني منذ ثلاثين سنة فما ذكرتها لأحد، وقد شهد الأحنف فتح نهاوند وفتح قاشان وسار لفتح خراسان سنة ثماني عشرة للهجرة وفي قول بعضهم سنة اثنتين وعشرين للهجرة.
لقد التجأ يزدجرد بعد هزيمة الفرس في معركة جلولاء إلى الري ثم قصد أصبهان ثم منها إلى كرمان، ثم قصد خراسان، فاتى مرو فنزلها وبنى بها بيتا للنار، فدان له من فيها من الفرس فكاتب الهرمزان وآثار أهل فارس وأهل الجبال، فنكثوا العهد، فلما قضى المسلمون على مقاومات الفرس في تلك المناطق، جاء دور خراسان، فسار الأحنف على رأس جيشه حتى دخل خراسان من الطبسين فافتتح هراة عنوة واستخلف عليها، وسار نحو مرو الشاهجان، فكتب يزدجرد وهو في مرو الروذ إلى خاقان ملك الترك والى ملك الصغد والى ملك الصين يستمدهم.
وخرج الأحنف من مرو الساهجان بعد أن وصلته امدادات أهل الكوفة ، فسار نحو مرو الروذ فلما سمع يزدجرد سار عنها إلى بلخ. ونزل الأحنف مرو الروذ، قدم أهل الكوفة إلى بلخ واتبعهم الأحنف، فالتقى أهل الكوفة بيزدجرد في بلخ فهزموه، فما لحق الأحنف باهل الكوفة الا وقد فتح الله عليهم.
وتتابع أهل خراسان ممن شذ أو تحصن على الصلح فيما بين نيسابور إلى طخرستان ممن كان في مملكة كسرى، أما الأحنف فعاد إلى مرو الروذ فنزلها واستخلف على طخارستان ربعي بن عامر التميمي.
وقد سار خاقان الترك في جنده ويزدجرد معه، فعبروا النهر إلى بلخ واضطروا جند الكوفة ان يتراجعوا منها إلى مرو الروذ، ومن بلخ تقدمت فوات خاقان وحلفائه باتجاه الأحنف في مرو الروذ، وكان الأحنف قد خرج بقواته ليلا من المدينة وعسكر خارجها. وفي الصباح جمع الناس، وقال لهم: انكم قليل وان عدوكم كثير، فلا يهولنكم، فكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين. ارتحلوا من مكانكم هذا، فاسندوا إلى هذا الجبل فاجعلوه في ظهوركم واجعلوا النهر بينكم وبين عدوكم، وقاتلوهم من وجه واحد. وكانت قوة الأحنف تقدر بعشرين ألفا: عشرة آلاف من أهل الكوفة وعشرة آلاف من أهل البصرة.
وأقبل الترك، فكانوا يناوشون المسلمين نهارا ويتنحون عنهم ليلا، وكان يزدجرد حين انسحب جند الكوفة من بلخ وانظموا إلى الأحنف بمرو الروذ فصل في قوة فارسية من بلخ إلى مرو الساهجان، فحصر المسلمين بها واستخرج خزائنه من موضعها.
وعلم يزدجرد بانسحاب خاقان إلى بلخ وعزمه على الانسحاب من فارس كلها إلى بلاده، فأراد أن يحمل خزائنه ويلحق بخاقان حليفه. فقال له أهل فارس: أي شئ تريد أن تصنع؟ فقال: أريد اللحاق بخاقان فأكون معه أو بالصين، فقالوا: مهلا إن هذا رأي سوء، فإنك انما تأتي قوما في مملكتهم وتدع أرضك وقومك، ولكن ارجع بنا إلى هؤلاء القوم فنصالحهم فإنهم يلون بلادنا، وان عدوا يلينا في بلادنا أحب إلينا مملكة من عدو يلينا في بلاده، ولا دين لهم ولا ندري ما وفاؤهم. فأبى عليهم وأبوا عليه، فقالوا: فدع خزائننا نردها إلى بلادنا ومن يليها ولا تخرجها من بلادنا إلى غيرها. فخالفهم يزدجرد وأصر على رأيه، فخرجوا إليه وثاروا به وقاتلوه وحاشيته واستولوا على خزائنه ففر فيمن معه إلى بلخ، فإذا خاقان سبقه إلى الانسحاب منها، فتابع فراره حتى بلغ فرغانة عاصمة الترك، فقال المسلمون للأحنف: ما ترى في اتباعهم؟ فقال: أقيموا بمكانكم ودعوهم.
وأقبل أهل فارس على الأحنف فصالحوه وعاهدوه ودفعوا إليه خزائن كسرى وأمواله، فسار الأحنف بجند الكوفة من مرو الروذ إلى بلخ فأنزلهم بها ثم عاد إلى مقر قيادته في مرو الروذ.
ونكث أهل فارس العهد بعد عمر بن الخطأ ب، فلما استعاد عبد الله بن عامر فتح بعض أرض فارس في أيام عثمان بن عفان، غزا خراسان وعلى مقدمته الأحنف فاتى الطبسين وهما حصنان وبابا خراسان فصالحه أهلهما، فسار إلى قهستان فلقيه أهلها وقاتلهم حتى ألجأهم إلى حصنهم، فقدم عليها عبد الله بن عامر وصالح أهلها.
ووجه ابن عامر الأحنف إلى طخارستان، فاتى الموضع الذي يقال له: قصر الأحنف، وهو حصن مرو الروذ وله رستاق عظيم يعرف برستاق الأحنف فحصر الأحنف أهله فصالحوه على ثلاثمائة ألف درهم. ومضى الأحنف إلى مرو الروذ فصالح أهلها بعد قتال شديد، وسير الأحنف سرية فاستولت على رستاق بغ وصالحت أهله.
وجمع له أهل طخارستان، فاجتمع أهل الجوزجان والطالقان والفارياب ومن حولهم، فبلغوا ثلاثين ألفا، وجاءهم أهل الصغانيان وهم من الجانب الشرقي من نهر جيحون، فالتقوا واقتتلوا، فحمل ملك الصغانيان على الأحنف فانتزع الأحنف الرمح من يده وقاتل قتالا شديدا، فانهزم الفرس وحلفاؤهم فطاردهم المسلمون وألحقوا بهم خسائر فادحة بالأرواح.
ولحق بعض العدو بالجوزجان فوجه إليهم الأحنف الأقرع بن حابس التميمي في خيل، وأوصى قومه بني تميم بقوله: يا بني تميم، تحابوا وتباذلوا تعدل أموركم، وابدأوا بجهاد بطونكم وفروجكم يصلح لكم دينكم، ولا تغلوا يسلم لكم جهادكم، فسارع الأقرع ولقي العدو بالجوزجان، فكانت بالمسلمين جولة ثم عادوا فهزموا عدوهم وفتحوا الجوزجان عنوة.
واستعاد الأحنف فتح الطالقان صلحا وفتح الفارياب، ثم سار إلى بلخ وهي مدينة طخارستان فصالحه أهلها أيضا، فسار إلى خوارزم وهي على نهر جيحون، فلم يقدر عليها، فاستشار أصحابه فأشاروا عليه بالعودة إلى بلخ.
وهكذا استعاد الأحنف فتح خراسان ثانية.
ولما قدم علي بن أبي طالب ع البصرة، أتاه الأحنف فقال: ان قومنا بالبصرة يزعمون انك ان ظهرت عليهم غدا قتلت رجالهم وسبيت نساءهم. فقال علي: ما مثلي يخاف هذا منه، وهل يحل هذا الا لمن تولى وكفر، وهم قوم مسلمون، فقال الأحنف:
اختر مني واحدة من اثنتين: اما ان أقاتل معك، واما ان اكف عنك عشرة آلاف سيف، فقال علي: اكفف عنا عشرة آلاف سيف، فرجع إلى الناس ودعاهم إلى القعود واعتزل بهم.
وصفه وكان يطأ على وحشي رجله، ولذا قيل له: الأحنف. وكان أعور ذهبت عينه عند فتح سمرقند، وقيل: بل ذهبت عينه بالجدري. وكان متراكب الأسنان، صغير الرأس، مائل الذقن، قصيرا دميما له بيضة واحدة، ناتئ الوجنة باخع العينين، خفيف العارضين وكان ثطا يعني كوسجا وكان رهطه يقولون: وددنا اننا اشترينا للأحنف لحية بعشرة آلاف.
وكان يهتم بقيافته فيرتدي مطرف خز وعمامة من خز، وكان صديقا لمصعب بن الزبير فوفد عليه بالكوفة ومصعب يومئذ وال عليها، فتوفى الأحنف عنده بالكوفة سنة سبع وستين للهجرة 686 م عن سبعين سنة، أي انه ولد سنة ثلاث قبل الهجرة 619 م وصلى عليه مصعب بن الزبير ومشى راجلا بين رجلي نعشه بغير رداء، وقال في تأبينه: هذا سيد أهل العراق، وقال أيضا: اليوم ذهب الحزم والرأي. ودفن بالثوية.
من اخباره :
وكان الأحنف من دهاة العرب. قال الأحنف لعلي ع يبدي رأيه في أبي موسى الأشعري: يا أمير المؤمنين، ان أبا موسى الأشعري رجل يماني وقومه مع معاوية، فابعثني معه، فوالله لا يحل لك عقدة الا عقدت لك أشد منها، فان قلت: اني لست من أصحاب رسول الله ص، فابعث ابن عباس وابعثني معه.
ولكن الخوارج كانوا قد أبو الا أبا موسى.
ولما أراد أمير المؤمنين ع المسير إلى صفين كتب إلى عامله على البصرة عبد الله بن عباس ان يشخص إليه أهل البصرة فجمعهم ابن عباس وخطبهم وذكرهم فضل أمير المؤمنين ع ورغبهم في الجهاد معه فقام الأحنف بن قيس فقال نعم والله لنجيبنك ولنخرجن معك على العسر واليسر والرضى والكره نحتسب في ذلك الخير ونامل من الله العظيم من الاجر فكان الأحنف على تميم وضبة والرباب.
ولما عزم أمير المؤمنين على الخروج إلى صفين قدم عليه الأحنف بن قيس في جماعة فتكلم الأحنف فقال: يا أمير المؤمنين ان تك سعد لم تنصرك يوم الجمل فإنها لم تنصر عليك وقد عجبوا أمس ممن نصرك وعجبوا اليوم ممن خذلك لأنهم شكوا في طلحة والزبير ولم يشكوا في معاوية وعشيرتنا بالبصرة فلو بعثنا إليهم فقدموا إلينا فقاتلنا بهم العدو وانتصفنا بهم وأدركوا اليوم ما فاتهم أمس فقال علي للأحنف اكتب إلى قومك فكتب إلى بني سعد: اما بعد فإنه لم يبق أحد من بني تميم الا وقد شقوا برأي سيدهم غيركم وعصمكم الله برأيي لكم حتى نلتم ما رجوتم وأمنتم ما خفتم وأصبحتم متقطعين من أهل البلاء لاحقين باهل العافية واني أخبركم انا قدمنا على تميم الكوفة فأخذوا علينا بفضلهم مرتين بمسيرهم إلينا مع علي وأجابتهم إلى المسير إلى الشام فاقبلوا إلينا ولا تتكلوا عليهم.
وقال الأحنف بن قيس لعائشة يوم الجمل يا أم المؤمنين هل عهد إليك رسول الله ص هذا المسير قالت اللهم لا، قال فهل وجدته في شئ من كتاب الله جل ذكره قالت ما نقرأ الا ما تقرأون قال فهل رأيت رسول الله عليه الصلاة والسلام استعان بشئ من نسائه إذا كان في قلة والمشركون في كثرة قالت اللهم لا، قال الأحنف فإذا ما هو ذنبنا.
وقال الحسن البصري: تقلدت سيفي وذهبت لانصرام المؤمنين فلقيني الأحنف فقال إلى أين تريد فقلت انصرام المؤمنين فقال والله ما قاتلت مع رسول الله المشركين فكيف تقاتل معها المؤمنين قال: فرجعت إلى منزلي ووضعت سيفي.
ولما نصب معاوية ابنه يزيد لولاية العهد أقعده في قبة حمراء وجعل الناس يسلمون على يزيد حتى جاء رجل ففعل ذلك ثم رجع إلى معاوية فقال يا أمير المؤمنين: اعلم انك لو لم تول هذا أمور المسلمين لأضعتهم فقال معاوية للأحنف وقد رآه ساكتا ما لك لا تقول يا أبا بحر فقال الأحنف أخاف الله ان كذبت وأخافكم ان صدقت فقال معاوية جزاك الله خيرا عما تقول فلما خرج الأحنف لقيه الرجل المنافق بالباب وقال له يا أبا بحرا اني لأعلم ان هذا من شرار خلق الله تعالى ولكن في أيديهم خزائن الأموال فلسنا نطمع في اخراجها الا بما سمعت فقال الأحنف يا هذا أمسك عليك دينك فان ذا الوجهين خليق الا يكون عند الله وجيها.
ودخل الأحنف وجماعة من أهل العراق يوما على معاوية فقال له معاوية: أنت الشاهر علينا السيف يوم صفين ومخذل الناس عن أم المؤمنين؟ فقال له: يا معاوية لا تذكر ما مضى منا ولا ترد الأمور على أدبارها والله ان القلوب التي أبغضناك بها يومئذ لفي صدورنا وان السيوف التي قاتلناك بها لعلى عواتقنا، والله لا تمد إلينا شبرا من غدر الا مددنا إليك ذراعا من ختر.
وكان الأحنف يوما عند معاوية فدخل رجل من أهل الشام فقام خطيبا فكان آخر كلامه ان سب عليا ع فاطرق الناس فتكلم الأحنف وقال مخاطبا لمعاوية:
ان هذا القائل ما قال لو يعلم أن رضاك في شتم الأنبياء والمرسلين لما توقف عن شتمهم فاتق الله ودع عنك عليا فقد لقي ربه بأحسن ما عمل عامل، كان والله المبرز في سبقه الطاهر في خلقه الميمون النقيبة العظيم المصيبة اعلم العلماء واحلم الحلماء وأفضل الفضلاء وصي خير الأنبياء فقال معاوية: لقد أغضيت العين على القذى وقلت بما لا ترى وأيم الله لتصعدن المنبر فتلعنه طوعا أو كرها فقال: ان تعفيني فهو خير لك فوالله لا يجري به لساني ابدا فقال: لا بد ان تركب المنبر وتلعن عليا فقال: إذن والله لأنصفنك وأنصفن عليا: قال: تفعل ماذا؟ قال: احمد الله وأصلي وأثني على نبيه ص وأقول: أيها الناس ان معاوية امرني ان ألعن عليا وان عليا ومعاوية اقتتلا وأذعن كل منهما انه كان مبغيا على أحدهما وعلى فئته فإذا دعوت فامنوا على دعائي ثم أقول: اللهم العن أنت وملائكتك وأنبياؤك ورسلك وجميع خلقك الباغي منهما على الآخر والعن اللهم الفئة الباغية على الفئة المبغي عليها آمين رب العالمين اللهم العنهم لعنا وبيلا وجدد العذاب عليهم بكرة وأصيلا، قال معاوية بل أعفيناك يا أبا بحر.
وقال معاوية يوما لجلسائه: ألستم تعلمون كتاب الله؟ قالوا: بلى فتلا قوله تعالى: وان من شئ الا عندنا خزائنه وما ننزله الا بقدر معلوم فقال: كيف تلومونني بعد هذا؟ فقام الأحنف فقال: ما نلومك على ما في خزائن الله انما نلومك على ما انزل الله لنا من خزائنه فأغلقت عليه بابك فسكت معاوية ولم يحر جوابا.
أقوال له :
قيل للأحنف وقد رأى مسيلمة الكذاب كيف هو فقال ما هو بنبي صادق ولا بمتنبئ حاذق وفي أمالي المرتضى قال الأحنف بصفين أغبوا الرأي فان ذلك يكشف لكم عن محضه قال ويقال ان معاوية استشار الأحنف بن قيس في عقد البيعة لابنه يزيد فقال أنت اعلم بليله ونهاره.
وقال رجل للأحنف لا أبالي أهجيت أم مدحت فقال استرحت من حيث تعب الكرام. وقال الأحنف رب ملوم لا ذنب له.
وقال: ثلاث ليس فيهن انتظار الجنازة إذا وجدت من يحملها والأيم إذا أصبت لها كفؤا، والضيف إذا نزل لم ينتظر له الكفلة.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
معهد الكفيل للنطق والتأهيل: أطلقنا برامج متنوعة لدعم الأطفال وتعزيز مهاراتهم التعليمية والاجتماعية
|
|
|