المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
أثر التأثير الاسترجاعي على المناخ The Effects of Feedback on Climate
2024-11-24
عمليات الخدمة اللازمة للجزر
2024-11-24
العوامل الجوية المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24
أثر التبدل المناخي على الزراعة Climatic Effects on Agriculture
2024-11-24

K-Means Clustering Algorithm
18-12-2021
اثر اختلاف الدين في حق الورثة في ضوء الشريعة الاسلامية
2-2-2016
رسالة ابن عبد البر إلى المنصور الصغير
6-7-2022
القانون الواجب التطبيق على الشركات العامة
2024-04-09
التصويب المعتزلي
10-9-2016
Monte Carlo Integration
7-12-2021


غزوة القسطنطينية  
  
5032   03:54 مساءً   التاريخ: 23-11-2017
المؤلف : السيد هاشم معروف الحسني.
الكتاب أو المصدر : سيرة الأئمة الاثني عشر (عليهم السلام)
الجزء والصفحة : ج‏3، ص25-26.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / قضايا عامة /

 لقد نص جماعة من المؤرخين ان المسلمين في عهد معاوية بن أبي سفيان قد غزوا القسطنطينية مرتين سنة 49هـ و51هـ بقيادة يزيد بن معاوية، وفي الثانية يدعون بأنه كان مع الغزاة أبو أيوب الأنصاري والحسين بن علي (عليه السلام)، وقال ابن كثير في تاريخه: ان الحسين كان يفد على معاوية بعد وفاة اخيه، فصادف ان وفد عليه سنة 51هـ وتوجه مع الجيش إلى القسطنطينية غازيا بقيادة يزيد بن معاوية، وأكد ذلك علي بن الحسين بن عساكر في المجلد الرابع من تاريخه.
و يبدو بعد التتبع انه لم يدع أحد من المؤرخين اشتراك الحسين في تلك الغزوة سوى ابن عساكر وابن كثير في تاريخهما كما ذكرنا، ولم يذكر ابن جرير الطبري في تاريخه سوى غزوة واحدة كانت سنة 49هـ ، ونص على اشتراك ابن عباس وابن عمر وابن الزبير وأبي أيوب الانصاري فيها ولم يذكر الحسين معهم، وكل من كتب عن معارك المسلمين في تلك الفترة لم يتعرضوا للحسين (عليه السلام)، واتفقوا على أن أبا أيوب الأنصاري قد توفي خلال تلك الغزوة وأنه دفن حيث توفي بناء لطلبه ووصيته، ولما فتح السلطان محمد الثاني القسطنطينية كان أول ما فعله أن بنى قبره وشيده وأتقن بناءه، وجرت عادة سلاطين بني عثمان بعد ذلك أن كل من يتولى الحكم لا بد وان يتقلد السيف ويتوج في مشهد أبي أيوب تيمنا به.
و يدعي بعض المؤرخين من العرب وغيرهم: ان المسلمين صنعوا طائرة ليستخدموها في حروبهم مع الرومان في تلك الغزوة، وبعد أن طار بها قائدها في الجو سقطت به وتحطمت، ويرى جماعة آخرون من الكتّاب أن عامل بيزنطية استخدم طائرة من القسطنطينية فوق الجيوش العربية التي حاصرتها، وبعد ان تسربت الى العرب اسرارها صنعوا مثلها وطاروا بها ولكنها سقطت في البسفور بعد أن قطعت مسافة وكادت أن تحقق اهدافها.
و مهما كان الحال فالنصوص التاريخية لم تؤكد اشتراك الحسين (عليه السلام) في تلك الغزوة، وهذا هو الراجح لا لأن قائدها يزيد ومسيّرها معاوية كما يذهب إلى ذلك بعض من لا يدرك حقيقة أهل البيت (عليهم السلام) من الشيعة وغيرهم، ذلك لأن أهل البيت (عليهم السلام) كانوا يتفانون في سبيل الإسلام سواء كان القائد صالحا أو فاسدا كما يؤكد ذلك تاريخهم الغني بالتضحيات في سبيله، بل لأن الحسين (عليه السلام) لم يكثر الاتصال بمعاوية، ولم يثبت تردده على الشام خلال حكم معاوية، ولو صح اشتراك الحسين كجندي في جيش يقوده يزيد بن معاوية لأذاعته اجهزة الأمويين بكل وسائلها، ولما خفي على أحد من المؤرخين، في حين أن أكثرهم لم يذكره مع المشتركين في تلك الغزوة بل لم يذكره في عداد المشتركين فيها سوى ابن كثير وابن عساكر كما ذكرنا ومجرد ذلك لا يكفي لإثبات أمر من هذا النوع كما وأن إهمال أكثر المؤرخين لذلك لا يصلح لأن يكون دليلا على العدم ما لم يقترن ببعض القرائن والملابسات.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.