المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



التأديب بمعنى التعليم  
  
2268   01:29 مساءً   التاريخ: 18-11-2017
المؤلف : شيريل ايروين
الكتاب أو المصدر : دليل تربية الصبيان
الجزء والصفحة : ص115- 117]
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية العلمية والفكرية والثقافية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-5-2022 4017
التاريخ: 9-12-2021 2461
التاريخ: 26-7-2016 2342
التاريخ: 18-10-2017 2188

إن بعض اهم الاسئلة التي يطرحها الأهل بشان تربية الصبي تتعلق بالتأديب وفرض قواعد السلوك الحسن . لعلك ترغبين في ان تعرفي كيف تشجعين ابنك على اعتماد سلوك متعاون وايجابي; لعلك ترغبين في ان تعرفي كيف تبقينه بعيدا عن المشاكل فيما هو يكبر ويواجه مخاطر وتحديات جديدة . لا بد انك تريدين ان تعرفي كيف تتصرفين عندما يتحداك او يتصرف بقلة احترام او بإهمال وطيش . لكن ما هو التأديب الفعال على اية حال ؟

ـ التأديب والتربية الطويلة الامد :

أتذكرين لائحة الصفات التي تريدين لابنك ان يتعلمها ؟ سيعلّم التأديب الفاعل والمحب ابنك كل ما يحتاج معرفته ليعيش حياة ناجحة ويبني هذه الصفات في شخصيته خطوة بخطوة ويوما بعد يوم . يتضمن التأديب ما هو ابعد مما عليك فعله عندما يسيء ابنك التصرف (وهذا ما سيفعله) . التأديب هو ان تعلمي ابنك ان يعيش وان يتخذ قرارات جيدة ويحل المشاكل بطريقة فاعلة . يعلم التأديب الثابت ويظهر الحب الحقيقي . التأديب الذي يتم بلطف وحزم سيجعل من الصبي الصغير رجلا صالحا .

ـ الحب والحدود :

لا بد لكل فرد ان يعيش ضمن حدود معينة. فالحدود تولد الامان وتشجع الاحترام في المجتمعات والامم;  لدينا قوانين تمنع السرقة والقتل والحاق الضرر بملكيات الاخرين . مر معظم الراشدين بتجربة واحدة على الاقل مع شرطي المرور. لعلكم تعرفون حدود السرعة وتعلمون ان تجاوزها سيكلفكم غرامة لكن الا تتجاوزون احيانا هذه الحدود قليلا ان كنت على عجلة من امركم ؟ من الحكمة ان نعترف باننا اذا كنا نحن نتجاوز الحدود احيانا (على الرغم من اننا نعرف النتائج والعواقب) فسيحذوا ابناؤنا حذونا ايضا . الامر الاهم هنا هو رد فعلكم .

فيما انت تفكرين في كيفية تعليم ابنك قواعد السلوك التي يحتاجها , قد يفيدك ان تفكري في الهدف الطويل الامد للحدود التي تضعينها :

• الحدود الاعتباطية التي ليس لها هدف واضح ستدفع ابنك الى المقاومة وحسب . الحدود مفيدة للأولاد فقط عندما تتعلق بالسلامة او توضع لتعليم مهارات الحياة كالتعاون والمهارات الاجتماعية والاحساس بالمسؤولية وحسن السلوك واحترام الاخرين .

• ان موقفك هام جدا عند وضع حدود لابنك . ان كنت قاسية او لئيمة او تعتمدين القصاص, فمن المرجح ان يتعلم ابنك التحدي اكثر من التعاون . تصبح الحدود فعالة اكثر عندما توضع وتطبق بسلوك يقوم على احترام الاشخاص المعنيين كلهم .

• اذا كان ابنك دون الرابعة من عمره فانت مسؤولة عن وضع الحدود . انت تقررين متى يخلد الى النوم وما يمكنه ان يلمس وما عليه الا يلمس والاماكن التي يمكنه الذهاب اليها .

• بعد سن الرابعة . وفيما ابنك يتعلم ان يفكر بشكل منطقي وان يزن الخيارات , يمكنه ان يتعلم مهارات الحياة الطويلة الامد عندما تشركينه في وضع الحدود وفي فهم نتائج سلوكه الخاص . سيعود القرار النهائي لك لكن عندما تتاح للأطفال فرصة المشاركة وطرح الاسئلة وتقديم الاقتراحات فمن المرجح ان يتعاونوا .

يعتمد طفلك عليك كي تفكري جيدا في مستقبله وتضعي له حدودا ترشده وتشجعه على القيام بخيارات جيدة في عالم معقد .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.